خاض وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي مساء أمس نقاشات صعبة وسط تصاعد الخلافات بشأن سير التدخّل العسكري في ليبيا فيما طالبت فرنسا وبريطانيا بمشاركة عدد أكبر من دول الحلف في عمليات قصف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي الذي واصلت كتائبه هجماتها ضد الثوار وتصدّت في الوقت نفسه للقصف «الأطلسي» باطلاق مضادّات للطائرات في طرابلس. وكانت المناقشات بين وزراء خارجية دول الحلف الاطلسي ال 28 صعبة بعدما صدرت عن هذه الدول ردود فعل متناقضة منذ اندلاع الأزمة الليبية. وتحاول فرنسا وبريطانيا إقناع حلفائها بأن عدم مشاركة بعض الدول بشكل كاف في التدخل يكبح تحرّك الطيران ضد قوات القذافي. ضغط عسكري وعشية اجتماع الحلف الذي تحتضنه برلين والذي يتواصل حتى اليوم الجمعة اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة تشديد «الضغط العسكري» على القذافي الذي «مازال عازما على مواصلة حربه على شعبه». وفرنسا التي كانت قد أبدت تردّدا كبيرا في قبول تسلّم حلف الأطلسي قيادة العمليات العسكرية التي بدأت في 19 مارس الماضي عادت ووافقت على ذلك في نهاية الشهر نفسه مع ضمانة «عدم عرقلة الضربات الجوية». وحتى قبل الوصول الى هذا الأمر كانت النقاشات في صفوف الحلف محتدمة الى حد لم يشهده الحلف منذ الخلافات حول التدخّل الامريكي في العراق عام 2003. وتراجع التوتر بعض الشيء لكن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي وصف عمل الحلف في ليبيا بأنه «غير كاف» أوضح أنه سيطلب من الحلف احترام التزامه فيما تشارك ست دول فقط من الدول الاعضاء ال 28 بالحلف في الهجمات الجوية هي بلجيكا وكندا وفرنسا والدنمارك والنرويج وبريطانيا... وحضرت الاجتماع وزيرة الخارجية الامريكية التي حثت حلف الأطلسي على الحفاظ على وحدة الصف واعتبرت أن القذافي يحاول اختبار عزم الحلف في حملة القصف الجوي التي يشنها الغرب على قواته. وقالت كلينتون «إن التحالف الدولي يصعّد الضغوط ويعمّق عزلة نظام القذافي»... ودعت الى القيام بجهود «لتقليل الاختيارات أمام من يحيطون به». من جانبه قال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن أمس «إن الحلف ملتزم بتوفير كافة الموارد اللازمة للعمليات العسكرية في ليبيا». وأضاف في مؤتمر صحفي خلال اجتماع لوزراء خارجية الحلف «نحن ملتزمون بتوفير كافة الموارد اللازمة وأقصى درجات المرونة في العمليات في اطار تفويضنا... سيتم الحفاظ على وتيرة مرتفعة من العمليات ضد الاهداف المسموح بها...». وتابع «ان الحلف سيمارس ضغطا ما دامت هناك حاجة الى ذلك والى حين توقّف قوات القذافي عن تنفيذ هجماتها ضد المدنيين والانسحاب الى قواعدها». من جهتها أكّدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون أمس ان الاتحاد يرغب في رحيل القذافي فورا. وكانت أشتون تتحدث بذلك في ختام اجتماع دولي عقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة أمس. وفي هذا الاجتماع طالب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة التوصّل الى حل سياسي للأزمة الليبية ... تصدّ... وتصعيد ميدانيا قال متحدّث باسم الثوار الليبيين انهم صدّوا هجوما لقوات القذافي في منطقة الجبل الغربي النائية في ليبيا وقتلوا سبعة منهم على الأقل. وذكرت مصادر اخبارية إن ثلاثة من الثوار أصيبوا بجروح في القتال الذي خلّف أيضا بحسب المصادر ذاتها 7 قتلى و3 جرحى في صفوف كتائب القذافي... وفي تطوّر آخر قال مراسل «رويترز» إن قوات القذافي أطلقت أمس مدافع مضادّة للطيران على مقاتلات حلف الأطلسي في وسط طرابلس... وأضاف أن طائرات الحلف زادت في ما يبدو طلعاتها الجويّة على العاصمة الليبية ويمكن سماعها وهي تحلّق فوق المدينة طوال الصباح وبعد الظهر.