واشنطن وكالات كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الليلة قبل الماضية لشبكة «إيه.بي.سي نيوز» استنادا إلى معلومات للإستخبارات الأمريكية أن العقيد الليبي معمر القذافي يدرس خيارات من أجل مستقبل له خارج البلاد. وقالت كلينتون للمحطة ان بعض المقربين من القذافي اتصلوا بحلفاء ليبيا لايجاد مخرج للازمة، موضحة «لقد سمعنا عن .. مقربين منه يتصلون بأشخاص يعرفونهم حول العالم - في افريقيا والشرق الاوسط واوروبا وامريكا الشمالية وغيرها - ويسالون ماذا نفعل؟ كيف نخرج من هذا الوضع؟». وأضافت انها تلقت معلومات لكنها لم تعلن مصدرها، بأن احد ابناء العقيد القذافي قد قتل في ضربة جوية شنتها قوات التحالف. واوضحت مع ذلك ان «الادلة ليست كافية» لتأكيد الوفاة التي وفي حال تأكدت لا يمكن ان تنسب الى القوات الامريكية. ولم توضح كلينتون من هو نجل القذافي الذي يكون قد قتل. وحسب معلومات صحافية غير مؤكدة، فان الامر يتعلق بخميس القذافي البالغ من العمر 27 عاما الذي قضى في عملية انتحارية قام بها طيار ليبي. وذكرت صحيفة «الصن» البريطانية ان خميس القذافي توفي في المستشفى. ومن جهة اخرى، اوضحت كلينتون ان الولاياتالمتحدة ستنقل قيادة الهجوم الدولي خلال الايام المقبلة ولكنها لم توضح ما اذا كان الامر سيحصل السبت القادم، بعد اسبوع على بدء العملية. وقالت «أكان السبت او لا فإن الامر سيتوقف على قادتنا العسكريين وعلى حلفائنا وشركائنا» مشيرة ايضا الى اهمية دور الحلف الاطلسي. واضافت «سيكون الحلف الاطلسي بالتأكيد ضالعا لان عددا كبيرا من اعضائه ملتزمون في هذه العملية».
خطاب جديد للقذافي
وتأتي هذه المعلومات فيما قال القذافي في أول ظهور علني له منذ بدء الضربات الجوية الدولية ضد نظامه الليلة قبل الماضية أمام حشد من انصاره فى العاصمة الليبية طرابلس إنه وأنصاره سينتصرون فى نهاية المطاف على معارضيه وعلى التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وأضاف القذافى في كلمته التي بثها التليفزيون الليبى ان الشعب الليبي يمثل اقوى حماية ودفاع جوي ضد هجمات قوات التحالف التي وصفها بالحرب الصليبية على الإسلام. ودعا القذافي عند ظهوره المقتضب في مقر اقامته بباب العزيزية «الجيوش الاسلامية كلها» لأن تحارب معه. ولم يتواصل خطاب القذافي الذي نقله التلفزيون الليبي الرسمي سوى ثلاث دقائق قال فيها مخاطبا حشدا ظهر أمامه قائلا « «انا لا اخاف العواصف التي تجتاح المدى ولا من الطيايير التي ترمي دمارا اسود». وقال القذافي انه مستعد للمعركة سواء «كانت قصيرة او طويلة»، مؤكدا «سننتصر». وظل يكرر « انا هنا في بيتي في خيمتي، انا صاحب الحق اليقين انا صامد، انا هنا».
رئيس حكومة انتقالية للثوار
في هذه الأثناء، أعلن في بنغازي أمس أن عبد العظيم محمد أن المجلس الوطني الانتقالي المؤقت في ليبيا عين محمود جبريل رئيسا لحكومة انتقالية، وكلفه بتشكيل الحكومة. ويوصف جبريل بأنه إصلاحي شارك ذات مرة في مشروع لإقامة دولة ديمقراطية في ليبيا وهو بالفعل رئيس لجنة لمعالجة الأزمات تشمل الشؤون العسكرية والخارجية. يأتي ذلك بينما تعهد ممثلان عن المتمردين الليبيين باقامة دولة مستقبلية «علمانية وديموقراطية» وابديا ثقتهما في انهيار نظام معمر القذافي سريعا اذا واصل التحالف غاراته واذا تم تزويد الثوار باسلحة. وصرح علي زيدان عضو الرابطة الليبية لحقوق الانسان والمتحدث في اوروبا باسم المجلس الوطني الانتقالي «نريد ان يواصل التحالف تدمير القدرة العسكرية للقذافي. لدينا الرجال وما نريده هو السلاح». ورد زيدان الى جانب منصور سيف النصر المعارض المقيم في المنفى في الولاياتالمتحدة، طيلة ساعتين مساء اول أمس على اسئلة مائة صحافي وكاتب ومثقف ووزراء سابقين دعاهم المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي للاطلاع على «مستقبل» ليبيا. وكان هنري ليفي توجه في مطلع مارس الى معقل المعارضة في بنغازي وقدم مسؤولين في المجلس الوطني الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مما ساهم في تسريع الاعتراف بالمجلس محاور سياسي للاتحاد الاوروبي. وعرف زيدان وهو رجل اعمال في الستينات من العمر عن نفسه هو وسيف النصر بانهما مبعوثان من قبل المجلس الوطني الانتقالي ولو انهما ليسا عضوين فيه.
التطورات الميدانية
ميدانيا، ذكرت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن انفجارات دوت في العاصمة الليبية طرابلس في وقت مبكر أمس. ولم يتضح مواقع الانفجارات في طرابلس، ولكن لم تكن هناك نيران مضادة للطائرات . وكانت قوات التحالف الدولية قد قصفت طرابلس بصواريخ «كروز» خلال الليالي الماضية. وكان رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي أعلن أول أمس وقف إطلاق النار. وكان إعلانان سابقان لوقف إطلاق النار لم يستمرا. وفي مدينة مصراتة لقي 17 شخصا بينهم خمسة أطفال مصرعهم برصاص قناصة وقصف مدفعي من كتائب القذافي التي قالت وكالة رويترز إنها أوقفت القصف بعدما تعرضت لغارة من طائرات التحالف، لكنها استأنفت قصف مدينة الزنتان وعرقلت تقدم الثوار للسيطرة على مدينة أجدابيا. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في المستشفى الرئيسي بمصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس، قوله إن الساعات الماضية كانت كارثية في المدينة التي تعرضت لسلسلة اعتداءات من كتائب القذافي على مدى الأيام الماضية. وأوضح المصدر أن من بين الضحايا أربعة أطفال كانوا يستقلون سيارة مع أهلهم في محاولة للهرب من قصف قوات القذافي الذي طال أيضا مستشفى المدينة كما ذكره أحد السكان للجزيرة نت. وكان نحو 40 شخصا قد قتلوا الاثنين الماضي في مصراتة بعدما أطلقت الكتائب الأمنية النار على حشد في وسط المدينة. في الوقت نفسه واصلت كتائب القذافي قصفها لمدينة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار والتي تبعد 90 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، وقال أحد السكان لرويترز إن المدينة تشهد وضعا سيئا حيث إنها محاصرة من جانب كتائب القذافي التي تتلقى تعزيزات بقوات مدعومة بالدبابات والمركبات. وكان الثوار قد نجحوا في وقت سابق في تطهير غابة الكشافة الواقعة شرق مدينة الزنتان، فضلا عن نجاحهم في صد محاولة دخول قوات القذافي من الجهة الشمالية.