نفذ الاف الأسرى الفلسطينيين أمس إضرابا عن الطعام إحياء لذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف ال17 من أفريل من كل سنة، وفيما طالب الأسير مروان البرغوثي بمسيرة مليونية لإنهاء الاحتلال طالبت حركة «حماس» جميع أبناء الشعب الفلسطيني بالالتفاف حول الصفقة التي تطالب بإبرامها لإطلاق الأسرى مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط كما تعهد ذراعها العسكري بانتزاع حرية أسرى فلسطين ب«حد السيف». وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن أكثر من 20 سجنا ومركز اعتقال أقامته إسرائيل في مختلف مناطقها سينفذون هذا الإضراب حيث يعتقل الآلاف من هؤلاء الذين أمضى الكثيرون منهم سنوات طويلة وراء القضبان والذين يريدون تذكير العالم بقضيتهم. مسيرة مليونية ومن بين الأسرى العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ الذين تعتقلهم إسرائيل ويتعرضون لانتهاك حقوقهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاتهامهم بتنفيذ عمليات مقاومة والذين ترفض الإفراج عنهم. ومنذ أكثر من أربع سنوات تمنع حكومة الاحتلال أهالي الأسرى الفلسطينيين من سكان قطاع غزة والذين يصل عددهم إلى المئات من زيارة أبنائهم بزعم وجود أسباب أمنية تحول دون ذلك. ويأتي هذا الاضراب بعد نحو ثلاثة اسابيع من إضراب مماثل نفذه الأسرى للضغط على سلطات سجون الاحتلال لوقف سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها بحق الكثيرين منهم والذين يتم وقفهم في زنازين صغيرة. وتعززت أخيرا الدعوات بين الفلسطينيين من مختلف الفصائل للعمل من أجل تدويل قضية الأسرى في ظل ما يعانونه من تعذيب وانتهاكات من خلال تكثيف الجهود لفضح ممارسات الاحتلال بحقهم. وعلى صعيد متصل حذّر الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، من تنفيذ عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة تطالب به أوساط في حكومة إسرائيل المتطرفة، مشددا على أن ذلك يستدعي اليقظة والحذر من فصائل المقاومة والتعجيل في إنجاز المصالحة والوحدة الوطنية التي تسهم بفاعلية في ردع العدوان وإفشاله. وأكد البرغوثي على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ضد أي عدوان إسرائيلي في إطار من الوحدة والتفاهم وما يخدم المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة اختيار أفضل الوسائل لمصالح الشعب في كل ظرف ومرحلة من قاموس المقاومة الواسع. ودعا إلى إطلاق أوسع وأشمل وأكبر مظاهرة مليونية تعم كافة أرجاء الوطن والشتات، في الذكرى ال44 لنكبة الشعب الفلسطيني والتي توافق الخامس من جوان القادم. وطالب في حوار نشرته صحيفة «فلسطين» من داخل أسره، جماهير الشعب المتظاهرة ضد أسوإ وأطول وأبشع احتلال في العالم، برفع شعار «الشعب يريد إنهاء الاحتلال، الشعب يريد الحرية والعودة والاستقلال». بحدّ السيف وعلى صعيد آخر دعا رئيس وزراء حكومة غزة المقالة اسماعيل هنية كافة أطياف الشعب الفلسطيني وخاصة ذوي الأسرى للالتفاف حول مطلب تبادل الأسرى بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لإحراز صفقة تبادل ولينال الأسرى حريتهم وصولا لتحقيق صفقة مشرفة. وطالب هنية خلال جلسة خاصة عقدها المجلس التشريعي تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال، الشعب الفلسطيني وفصائله لتفعيل تواجدهم لإحياء يوم الأسير الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 وفي الشتات. ولفت إلى وجود حراك واسع وضغوطات تمارس على الاحتلال الإسرائيلي للاستجابة لمطالب فصائل المقاومة التي تعتقل الجندي شاليط، قائلا «نحن على قمة الجبل في التمسك بمطالبنا، والفصائل لن تخذل الأسرى والشعب الفلسطيني». وفي تحذير واضح من كتائب عز الدين القسام «الجناح العسكري»، ل«حماس» أكدت أنها ستنتزع حرية الأسرى بحد السيف، وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام في بيان صحفي أمس إن «كتائب القسّام تعتبر قضية الأسرى قضيتها المركزية وهي جزء من مشروع التحرير وأولوية من الأولويات المطلقة للمقاومة». وأضاف «لا نقول ذلك من باب الشعارات بل قدمنا في سبيل ذلك الدماء الغزيرة الطاهرة، وشهد تاريخنا ويشهد حاضرنا بفضل الله تعالى على صدق ما نقول». وأكد الناطق الإعلامي «أن كتائب القسام وفي ذكرى استشهاد أسد السجون والإبعاد، القائد د. عبد العزيز الرنتيسى الذى يتوافق استشهاده مع يوم الأسير، لا تزال وستظل تعمل على تحرير الأسرى بكل الوسائل». وأشار إلى أن المعركة المفتوحة والمتواصلة مع العدو جهادا وإعدادا لن تثني كتائب القسام أو تشغلها عن واجبها الكبير في العمل من أجل الأسرى الأبطال في سجون البغي والعدوان. وعاهد أبو عبيدة الأسرى وأهاليهم والشعب بأن «أسوار السجون سوف تتحطم وأن القيد سينكسر بإذن الله، وعسى ذلك أن يكون قريبا».