قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إن ركود الوضع الميداني في ليبيا يدفع قادة حلف شمال الاطلسي الى التفكير في التدخل البري الذي يبدو أن لندن جهزت له بدورها 1000 جندي. وذكرت الصحيفة أن الخطوة الأولى لمثل هذا التدخل تم تدشينها من قبل النائب أكسيل يونياتو فسكي من حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» وهو حزب الرئيس نيكولا ساركوزي. ويرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب يونياتو فيسكي أن الاطلسي لن يرسل جنودا مقاتلين ولكن قوات خاصة تكون مهمتها تحديد الأهداف. تبريرات فرنسية ويقول يونياتو فسكي ان مثل هذه المهمة لا تتعارض مع القرار 1973 الذي ينص على اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين... ولا يتعلق الأمر بقوات احتلال ولكن بعدد يتراوح بين 200 و300 من عناصر القوات الخاصة يقدمون دعما يتمثل في تحديد الأهداف التي يجب أن تقصفها الطائرات الأطلسية. ويؤكد يونياتو فسكي ان مثل هذا الاجراء سيجعل القصف الجوي الغربي أكثر فاعلية كما أنه سيقلل من الأخطاء التي تكرر وقوعها. وقالت الصحيفة ان تراجع هجمات الثوار والنتائج المتباينة للضربات الجوية للناتو دفعت الى التفكير في تقديم مساعدة عسكرية للثوار بما في ذلك ارسال قوات خاصة مرجحة وجودها بالفعل لكن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قال ان بلاده تعارض إرسال قوات الى ليبيا ونقلت «لوفيغارو» عن الصحافة البريطانية أنه يمكن أن يطلب من أفراد القوات البريطانية الخاصة تدريب الثوار حيث سبق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في نهاية الأسبوع التأكيد على أنه كان يفكر في تقديم المزيد من المساعدة للثوار... وعندما سئل عن امكانية ارسال قوات برية رد قائلا «لن نغزو ليبيا ولن نحتلها»... كما اقترح أيضا وزير خارجيته وليام هيغ الأسبوع الماضي امكانية تقديم الاسلحة الى الثوار... وفي هذا السياق وضع الاتحاد الأوروبي خططا لعمليات نشر قوات عسكرية في ليبيا لكنه يحتاج الى موافقة الأممالمتحدة على ما يمكن أن تكون أخطر عملية وأكثرها اثارة للجدل تتخذها بروكسيل. وذكرت ال«غارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس ان القوات العسكرية التي يبلغ عددها أكثر من 1000 جندي سيتم نشرها لتأمين وصول إمدادات الاغاثة ولن تشارك في العمليات القتالية لكن سيسمح لها بالقتال اذا تعرضت للتهديد وستعمل على تأمين الممرات البحرية والبرية داخل البلاد وأضافت أن قرار اعداد المهمة العسكرية التي أطلق عليها اسم «قوة الاتحاد الأوروبي في ليبيا» اتخذته حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد مطلع الشهر الجاري. غارات ميدانيا أفادت مصادر في حلف الأطلسي أن الحلف نفذ الليلة قبل الماضية عدة غارات استهدفت مراكز قيادة قوات القذافي بما في ذلك مراكز في طرابلس... وأكد التلفزيون الليبي أن طائرات حلف الأطسي شنت صباح أمس ضربات جوية على العاصمة الليبية طرابلس ومدينة سرت الى الشرق... وذكرت وكالة أنباء الجماهيرية الليبية أن هجمات «الأطلسي» دمرت برج الاتصالات الرئيسي في مدينة سرت. وتابع أن الحلف قصف أيضا منطقة «الهيرة» في مدينة العزيزية. وفي الوقت نفسه شنت كتائب القذافي غارات مكثفة على منطقة الجبل الغربي الواقعة تحت سيطرة الثوار جنوب غربي طرابلس. وذكرت مصادر مطلعة أن هذا القصف اسفر عن مقتل أكثر من 100 قتيل منذ الأحد الماضي وحتى ظهر أمس. من جانبه اتهم قائد العمليات العسكرية لحلف الأطلسي في ليبيا أول أمس القوات الموالية للعقيد معمر القذافي بالاختباء في المستشفيات وإطلاق النار على المدنيين من أسطح المساجد.