شهدت المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد حدثا غير معهود كامل يوم أول أمس الثلاثاء. اختلط الجميع واشرأبت الأعناق نحو هيئة المحكمة الانظار كلها انصبت نحو عون التراتيب فادية حمدي وعائلة البوعزيزي وجزء فقط نحو لسان الدفاع ولا احد تحدث عن الهيئة الجالسة وكيف ستتعامل مع الملف في ظل الهتافات المسترسلة من هذا وذاك. «الشروق» اتصلت صبيحة امس الاربعاء باحد اعضاء الدائرة الجناحية الاولى لسؤاله عن الاجواء العامة للمحاكمة وحول مدى تاثر المحكمة بالشارع العام وبالاجواء المشحونة داخل وخارج القاعة وبدوائر المحكمة فافادنا ان الهيئة التي نظرت في ملف فادية حمدي كانت مستقلة ولم تتأثر بما جرى وما يجري بالرغم من ان الجميع خرج عن الموضوع الاصلي للقضية الا الهيئة التي نظرت اليه على انه ملف عادي لا تدور حوله كل تلك الاحداث وقد استمعت الى الجميع بما فيه الكفاية. وافادنا محدثنا الذي تحفظ عن ذكر اسمه ان الهيئة باكملها تعرف ما حدث منذ اول يوم من الانتفاضة الا ان ذلك لا يمكن ان يكون داخل اطار الملف وما تم هو ان الهيئة درست الملف من جميع الجوانب وبكل اجراءاته وانها تقيدت بالوقائع المسجلة ضمن المحضر وقد بحثت عن قرائن الادانة بقدر ما بحثت عن قرائن البراءة وكان الحكم حسب ما هو موجود بالملف كما افاد ان المجلس الجالس يومها لا ينتظر شكرا بقدر ما قام بواجبه على احسن وجه. نشير الى ان نقل السجينة المحكوم ببراءتها من محكمة سيدي بوزيد الابتدائية الى مدينة قفصة كان بتأمين تام امنيا بوجود سيارات الحرس الوطني والجيش كما تم تأمين عودتها من قفصة الى مسقط راسها تحسبا الى أي طارئ .