تحت شعار «صحتي في سلامة بيئتي» نظمت صباح أمس كل من مصلحة الطب المدرسي والجامعي بالتنسيق مع باقي المصالح الجهوية للشؤون الدينية والمرأة والتربية بولاية بنزرت اليوم الوطني السابع عشر للصحة بمؤسسات ما قبل الدراسة. وقد اهتمت أشغال هذا الموعد الذي احتضنته القاعة الكبرى بدار الثقافة الشيخ ادريس بالجهة بموضوع التربية البيئية ومساهمة الخبرات والأنشطة ذات الصلة بتدعيم الحسّ البيئي لدى الناشئة بفضاءات ما يعرف برياض الأطفال... وفي تعريفه للتربية البيئية أشار السيد «الزمزاري الزمزاري»، متفقد أول للمدارس الابتدائية الى أنها تشكل نمطا من التربية الهادف الى معرفة القيم وتوضيح المفاهيم وتنمية المهارات نحو ارساء تمرس بشأن المسائل المتعلقة بنوعية البيئة السليمة... وقد لاحظ المحاضر أن دور الأسرة في غرس هذه التربية يبقى هاما ببعديه الوقائي والعلاجي دون اغفال لما لدور مثل فضاءات رياض الأطفال من تعديل سلوك الطفل في هذا الاتجاه ولاسيما التعويض عن جوانب القصور في اطار «التربية المنزلية» وبخصوص الدور المتبقي للمدرسة فشدّد المتحدث على أنها تضطلع مع هذا بثلاثة أدوار ذات صبغة تصحيحية وتتابعية وتكميلية. وعن أبعاد مثل هذه التربية أوضح السيد المتحدث أنها ترمي الى تكوين عادات لتربية بيئية وسلوك صحي يشمل أوجه الحياة اليومية بصفة مباشرة. «الحساسية» و«الكوليرا» أبرز المخاطر الصحية وفي ما يتصل بالاشكاليات البيئية وتأثيرها على صحة الطفل أفادت الدكتورة نجوى البوراوي رئيس جمعية حماية البيئة ببنزرت أنها متنوعة تتعلق خاصة بالتصحر والانجراف والاختلالات المسجلة على غرار التدهور الحاصل بطبقة الأوزون وبعض السواحل... مشدّدة على دور مختلف الأطراف بالتصدي لتداعياتها على الصحة عامة ولاسيما من آفات «الكوليرا» والاصابة بما يعرف بمرض الحساسية وكان السيد قمر الزمان عن مصلحة الطفولة ببنزرت قد قدم للحضور مدى المساهمة الموكولة للخبرات والأنشطة البيئية في رياض الأطفال وذلك انطلاقا من الدليل المتعلق بالتربية البيئية للطفولة المبكرة حيث شدد على دور الأنشطة في الفضاءات والمساحات المفتوحة في تنمية الحس البيئي لدى الناشئة وضرورة تفعيل الاتجاهات الحديثة للخبرات ضمن هذه الفضاءات. اشكال التهيئة والفضاء المفتوح وكان قد أثار الحضور من باعثي رياض الأطفال ومديري هذه الهياكل على هامش النقاش اشكاليات متصلة بمدى توفر الفضاءات الخارجية وتهيئة فضاء المدارس لاحتضان مثل هذه الأنشطة.