أوهم كهل فتاتين بأنه قريب لصاحب مؤسسة خاصة وعرض عليهما التدخل لفائدتهما لتشغيلهما مقابل تسلّم 800 دينار من كل واحدة منهما، لكن تبيّن لهما أنهما وقعتا ضحية تحيل الكهل عليهما، وأنه سلّم على صاحب المؤسسة أمامهما في احدى المناسبات، باعتباره كان يحرس مأوى للسيارات كان يضع به مالك المؤسسة سيارته، وقد تمّ إيقاف الكهل حيث اعترف بما نسب إليه، وبإحالته على أنظار المحكمة صدرت في حقه بطاقة إيداع بالسجن. ويستفاد من الأبحاث المجراة أن فتاة في نهاية العقد الثالث من عمرها أنهت تعليمها بمؤسسة في التكوين في الاعلامية وبدأت في سعيها للبحث عن شغل، وصرّحت أنها جلست بمفردها قبل شهر داخل مقهى وسط العاصمة وجلس قبالتها كهل لا تعرفه من قبل، ظلّ يرمقها بنظرات عينيه، وبعد برهة استأذن منها في الجلوس معها فلم تمانع وبعد تبادل أطراف الحديث معه علم من كلامها أنها بصدد البحث عن شغل بإحدى المؤسسات، وأنها تقدمت بعديد المطالب للغرض دون جدوى، فطمأنها وأفادها بأن له قريبا من عائلته، وهو رجل أعمال ويملك مؤسسة مختصة في ترويج وتوزيع المعدات الاعلامية بالاضافة الى مؤسستين أخريين لتوزيع منتوجات غذائية، وأفادها بأنه مستعد للتدخل لفائدتها، لدى قريبه لتشغيلها وضرب معها موعدا بعد يومين للقاء مجددا لمواصلة الحديث في الأمر. وصرّحت الفتاتان أنها استبشرت لعرض الكهل، فاتصلت بصديقة لها، تبحث بدورها عن شغل، وعرضت عليها مرافقتها عند لقائها بالكهل، وهو ما حصل بعد يومين والتقى ثلاثتهم بنفس المقهى، عندها أفادهما الكهل، بضرورة جلب وثائق مطلبي شغلهما، وتجدّد اللقاء بينهم بعد يومين آخرين، وذلك في حدود الثامنة صباحا. وأكدت الفتاتان أنهما شاهدتا الكهل وهو يسلّم على صاحب المؤسسة بعد نزوله من سيارته ورافقه لخطوات ثم عاد إليهما وزفّ لهما بشرى بقبول قريبه تشغيلهما وطلب من كل واحدة منهما تمكينه من مبلغ مالي قدره 800 دينار وأفادتا أنهما سألتا عن الشخص الذي سلّم عليه الكهل فتيقّنتا من أنه رجل أعمال ويملك عددا من المؤسسات التجارية وهو ما زاد في اطمئنانهما وسلّمتا الكهل مبلغ 1600 دينار، ووثائق تكوين مطلبيهما، حيث وعدهما بالاتصال بهما من الغد، وانتظرتا اتصاله على أحرّ من الجمر، لكن دون جدوى، وعند الاتصال به وجدتا هاتفه مغلقا وبعد أسبوع توجّهتا الى مقر المؤسسة واستفسرتا عن ملفيهما فأفادهما المسؤولون بأنهم لم يتصلوا بأي ملف يحمل هوية إحداهما. وأفادت الأبحاث المجراة أن احدى الفتاتين شاهدت الكهل قبل أيام قليلة يتجول وسط العاصمة فاستنجدت بعوني أمن وأحاطتهما علما بما فعله الكهل معها ومع صديقتها، فاستوقفاه واقتاداه الى مقر أحد المراكز الأمنية حيث أنكر في بداية الأمر ما نسبته إليه الفتاة، لكنه تراجع بعد ذلك في إنكاره واعترف بتحيّله عند مكافحته وصديقتها، وتمّ الاتصال بهذه الأخيرة حيث تعرّفت عليه منذ الوهلة الأولى وتمكنت بتتبعه عدليا. وصرّح الكهل بأنه استغلّ حراسته قبل أعوام لمأوى سيارات كان يضع به صاحب المؤسسة سيارته، حيث أضحى يعرفه معرفة سطحية وبعد مغادرته لعمله بحراسة المأوى، أضحى يتصل بصاحب المؤسسة في بعض المناسبات ليحصل منه على مساعدات مالية. وباستكمال الأبحاث مع المظنون فيه، أحيل أول أمس على أنظار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس فصدرت في حقه بطاقة إيداع بالسجن الى حين محاكمته من أجل ما نسب إليه.