نظم نادي شباب الثورة بدار الثقافة فريد غازي بحومة السوق جربة يوم الأحد الفارط ندوة علمية تحت عنوان «المجلس الوطني التأسيسي» وقد كان الأستاذ عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أبرز المتدخلين في هذه الندوة. وشهدت قاعة دار الثقافة فريد غازي التي احتضنت هذه التظاهرة حضورا جماهيريا كبيرا بل ان العديد من الحاضرين واكبوا الندوة من خارج القاعة. وفي بداية مداخلته ذكر الأستاذ بن عاشور ان فكرة المجلس الوطني التأسيسي فرضها الشعب مشيرا الى أن التوجه كان في البداية نحو تنظيم انتخابات رئاسية في ظل الدستور القديم (1959) طبقا للفصل 57 من الدستور بما ان منصب رئيس الجمهورية أصبح شاغرا. فهذا التوجه حسب الأستاذ بن عاشور تغيّر لأن الشعب أراد ان يقطع مع النظام القديم ومع الدستور القديم. فالشعب أراد شرعية جديدة وهذه الشرعية ستتمثل في دستور جديد. ويضيف رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي «الشعب سيعبّر عن إرادته بصفة حقيقية وليس بصفة صورية كما كان في السابق». واعتبر ان تنظيم الانتخابات يعتبر حدثا هاما فتونس ستتمكن لأول مرة من تنظيم انتخابات حرة ونزيهة مؤكدا انه ليس من المهم ان تكون الانتخابات على الأفراد أو على القائمات فالمهم على حد قوله انتخابات حرة ونزيهة تمكن الشعب من التعبير عن إرادته وليس انتخابات كما كانت تتم في السابق انتخابات كلها تدليس. وبالنسبة الى طرق الانتخاب والتناصف والدوائر الانتخابية تكون على مستوى المعتمديات او على مستوى الولايات، فإن كل هذه المسائل اعتبرها الأستاذ عياض بن عاشور جزئيات لا يجب تحويلها الى مبادئ واعتمادها لنشر الفتن بين المواطنين فيقول: «لا أريد ان أبالغ فأنا شخصيا اعتبر ان هذا الأسلوب في النقاش الذي يجعل من الجزئيات مبادئ هو خطأ فادح وخطير جدا على مصير البلاد». وحول مشاركة «التجمعيين» في الانتخابات، قال رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي: «انه لمن المضحك ان نرى الحزب الذي كان مبدأه الكذب والإقصاء والتعذيب يشتكي من الاقصاء» ثم يواصل حديثه وهو يتحدث عن التجمعيين قائلا: «عليهم ان يحمدوا الله ويشكروا الشعب التونسي الذي لم يقاضيهم لأن هذا الشعب لا يريد التشفي والأخذ بالثأر». وعبّر السيد عياض بن عاشور عن غضبه واستغرابه من التجمعيين الذين يرغبون في الترشح للانتخابات قائلا: «ان ذلك الحزب له مسؤولية كبرى في تدمير البلاد». خوف من الفتنة في أكثر من مرة من مداخلته يذكر الأستاذ بن عاشور بالجدل الذي أثير حول طريقة الاقتراع مؤكدا في كل مرة ان ذلك الجدل يمكن ان يؤدي الى الفتنة بين المواطنين ملمحا الى ان البعض استغل ذلك الجدل ليشكك في عمل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وفي هذا الاطار يقول الأستاذ عياض بن عاشور: «وقع جدل حول طريقة الاقتراع حتى ان بعض المنظرين من رجال القانون الذين كانوا سابقا يساندون النظام ويحاضرون في مجلس المستشارين ويحاضرون في الحزب الحاكم، تحوّلوا اليوم الى مدرسين في القانون الدستوري الى درجة ان أحدهم وصف يوم الاثنين الذي تمت فيه المصادقة من قبل الهيئة العليا على القانون الدستوري الانتخابي، وصف ذلك اليوم باليوم الأسود». ثم يواصل السيد بن عاشور الحديث ليردّ على من وصف ذلك اليوم بالأسود قائلا: «أقول له ان ذلك اليوم يوم منوّر ومنور لأنه أعطى لتونس مكسبا عظيما ومكن من تنظيم انتخابات حقيقية وليس صورية». ودائما في إطار الحديث عن نظام الاقتراع، أبرز السيد عياض بن عاشور موقف الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي قائلا: «ان نظام الاقتراع الذي اختارته الهيئة هو أعدل نظام فهو نظام لا ينسى الجهات ولا ينسى العدالة الاجتماعية فلا يجب الانسياق الى مغالطات البعض» ثم يواصل وهو يتحدث عن نفسه قائلا: «أنا إنسان لا أحب السياسة ولم أدخل في السياسة وليست لي طموحات سياسية وليس لي حزب سياسي». وبعد نهاية المداخلة أجاب الأستاذ بن عاشور عن العديد من الأسئلة والاستفسارات التي تقدّم بها العديد من الحاضرين.