عجز صباح أمس قصر المؤتمرات بالعاصمة على احتضان مئات من التونسيين ومن ممثلي الأحزاب والشخصيات الوطنية وعائلات شهداء الثورة الذين حضروا للمشاركة في التظاهرة السياسية الثقافية التي نظمها كل من حزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الوطنيون الديمقراطيون. وقال الأستاذ شكري بلعيد (الناطق الرسمي لحركة الوطنيين الديمقراطيين) في المداخلة التي ألقاها إن ثورة 14 جانفي تعيش منعرجا خطيرا لأن بعض الأقطاب تريد تجميع خيوط اللعبة للانقضاض على الثورة وذلك من خلال السعي إلى خلق توتّر وانفلات أمني مبرمج بغاية إرباك المشهد السياسي والضغط على جماهير الشعب وابتزازها. وقال: «اليوم أصبح الانفلات الأمني أكثر خطورة واكتفت الحكومة المؤقتة على حد قوله بالفرجة والصمت وإلا لماذا مازال الجلاّد محمد علي القنزوعي يتجوّل بيننا ولم تتمّ محاسبته إلى جانب الجلاد محمد شكري الذي غادر البلاد خلال الأيام الأخيرة دون أن يتدخل أحد لإيقافه أو منعه من السفر؟ وتساءل السيد شكري بلعيد أيضا: كيف نقبل بعناصر متورطة في التعذيب ولم تتم محاسبتها؟ وأضاف: «كما توجد خطة ممنهجة لتفجير الوضع في المتلوي والسند وغيرها من الجهات لمقايضة الحرية بالأمن ونحن نقول إن الأمن الحقيقي في الحرية. وقال السيد شكري بلعيد: «كما برزت سياسة منهجيّة في تفجير نزاعات غريبة عنا مثل العروشية والطائفية ليست داخلة في نسيجنا الاجتماعي وتتم تغذيتها من طرف بقايا الحزب المنحل». وأضاف: «إضافة إلى محاولة تفتيت الاندماج الوطني للتونسيين توجد محاولة لترهيب المستثمرين ورجال الأعمال وتخويف التجّار والعمّال لضرب وشل الحركة الاقتصادية». وواصل السيد بلعيد قائلا: «يوجد الآن قطب رجعي معاد للحرية ويريد الالتفاف على الثورة على رأسه حركة «النهضة» التي تعتمد على المال السياسي الآتي من بعيد (بترودولار) ونفس سلوك الحزب المنحل ويعتمد أيضا على توظيف دور العبادة والمساجد حيث حولوا الدين الإسلامي إلى قطاع خاص». وأشار السيد شكري بلعيد إلى أن قوى الظلامية والثورة المضادة تعتمد أيضا على أسلوب التشجيع على الانفلات الأمني وخلق حالة من الخوف والفوضى... ونحن لن نسمح لهؤلاء بالالتفاف على ثورتنا ونريد صراعا ديمقراطيا بعيدا عن نفوذ أموال الخارج والمساجد.. وكشف الأستاذ شكري بلعيد، عن أهمية أن يكون المجلس التأسيسي تعدديّا بأغلبية ديمقراطية تقدمية تكرّس مدنية الدولة وفصل الدين عن السياسة والمساواة أمام القانون وفي الجباية وبين المرأة والرجل. وأكد أن حركة الوطنيين الديمقراطيين تعلن الانخراط اللامشروط في مشروع تأسيس جبهة تقدمية ديمقراطية لقطع الطريق على أعداء الوطن والشعب». وخلال هذه التظاهرة السياسية الثقافية استمع الحضور بقصر المؤتمرات بالعاصمة إلى عدة مداخلات منها مداخلة الأستاذ الهادي التيمومي وتتعلق بالنضال ضد الامبريالية، أكد خلالها أن الامبريالية مرت عبر العصور بثلاث مراحل وأن المرحلة التي نعيشها اليوم هي المرحلة الثالثة وهي العولمة. وتطرّق إلى ما خلّفته العولمة من جدل حول مضمونها السياسي والاقتصادي والثقافي. وتم خلال التظاهرة الوقوف دقيقة صمت ترحما على شهداء الثورة وترديد شعارات مثل «أرض، حرية، كرامة وطنية». و«عملاء الامبريالية ارفعوا أيديكم عن القضية».