ثمانية وأربعون ساعة مرت على أحداث مباراة بنزرت المؤسفة وغير العادية والحديث مازال لم يهدأ والتحاليل تزداد عمقا لكن يمكننا اليوم الإجابة بأكثر عقلانية وبأكثر دقة عن سؤالين هامين لماذا حدث كل ذلك؟ ومن المسؤول؟ كلّفت لجنة التنظيم بالنادي البنزرتي 150 شابا لتأطير الجمهور وعقدت معهم عدة جلسات طوال الأسبوع الذي سبق المباراة لكن بان بالكاشف أن 150 مؤطرا لم يكن بإمكانهم حماية الملعب. من جهة أخرى تساءلت بعض الأطراف لماذا اختارت لجنة التنظيم المؤطرين من حيين فقط من بين أحياء المدينة ما خلق بعض الحزازيات قبل المباراة لماذا لم تختر من كل حي 10 أو 20 مؤطرا ثم هل أن 150 مؤطرا قادرين بمفردهم على حماية المباراة والخروج بها إلى بر الأمان؟ هذا هو السؤال الأول. تساؤل عن دور الأمن المسؤول عن الإعلام بالنادي البنزرتي السيد زياد بن سعيد الذي شارك في جميع الجلسات التنظيمية سواء في مركز الولاية أو بالملعب اعتبر أن الأمن لم يكن حاضرا بالعدد المطلوب وكذلك لم يكن تدخله بالحزم المتوقع معتبرا أن الوضع كان يمكن السيطرة عليه بعد عودة الجمهور للمدارج في المرة الأولى لو كان الأمن متمركز ا أمام منافذ المدارج. نسوق هذه الملاحظات دون أن ننسى أن عددا من رجال الأمن تعرضوا لإصابات متفاوتة ونجوا بأعجوبة. مسؤولية الجامعة واضحة أكثر من طرف عاقل وجّه أصابع الاتهام للمكتب الجامعي بدرجة أولى ولرؤساء الجمعيات بدرجة ثانية أما المكتب الجامعي فلأنه أعاد النشاط للبطولة دون أن يهيئ لها أسباب النجاح ثم لأنه تساهل مع أحداث مشابهة وقعت في ملعب آخر قبل أسبوع الأمر الذي اعتبره عدد من الأحباء ضوءا أخضر لمحاكاته لكن المحاكاة هذه المرة كانت أعنف ثم في درجة ثانية المسؤولية تنزل على عاتق رؤساء الجمعيات الذين طالبوا بعودة البطولة بالجمهور وهم أدرى الناس بعدم قدرتهم على تأطير جمهور مازالت «نار ثورته لم تكتمل» وتشتعل داخله لعدة أسباب المجال ضيّق للعودة إليها الآن. فتنة في الأفق الأخطر من الأحداث التي وقعت في حد ذاتها هو ما يقوم به طيور الظلام في الخفاء من إذكاء لنار الفتنة بين أحباء النادي البنزرتي وترويج أفكار تآمرية وسعيهم لمزيد توتير الأجواء حتى يتمكنوا من العيش ومصّ الدماء هذه الفئة ظهرت قبل الانتخابات وتحركت في كواليسها هدفها تفتيت المدينة والمطلوب كشفها للجمهور بل هناك من طالب بفتح تحقيق دقيق في ما حصل خلال الحملة التي سبقت الانتخابات الأخيرة وتقديمه للرأي العام حتى تكتمل الصورة وتتوضح أكثر. برافو للجمهور الوفي في النهاية الكل يعلم أن غالبية أحباء النادي البنزرتي استنكرت ما حدث يوم الأحد ورفضته واعتذرت عن حدوثه للرأي العام ولهذا الجمهور الوفي نقول إن كلمة برافو قليلة عليه.