وافانا أئمة ووعّاظ وأساتذة جامعة الزيتونة بالبيان التالي: «على إثر المواقف بخصوص الإساءة الى مقدسات الشعب التونسي، بالطعن في شخص نبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، وفي أزواجه أمّهات المؤمنين، وفي القرآن العظيم، وفي الصحابة الكرام رضوان اللّه عليهم، فإننا الوعّاظ والأئمّة وأساتذة جامعة الزيتونة المجتمعين بجامع الزيتونة المعمور يوم الثلاثاء 26 أفريل 2011 الموافق ل22 جمادى الأولى 1432، إثر صلاة العصر، وبحضور جمع كبير من المواطنين، نعلن ما يلي: أولا: استنكارنا الشديد لهذه التصرفات التي تتنافى والبحث العلمي النزيه، ولا تنمّ إلا عن جهل أصحابها بحقيقة ما يخوضون فيه، ونذكّر أصحاب هذه المواقف أن عهد الرئيس المخلوع الذي كان يوفر لهم الغطاء السياسي والاداري والتعليمي والاعلامي لبثّ آرائهم وتشكيك الشعب التونسي في هويته ويمنع علماء الاسلام من كل هذه الامكانات ويضرب عليهم حصارا، هذا العهد قد ولّى، ولن يسكت الشعب التونسي بعلمائه في المستقبل عن هذه التجاوزات التي لا تمتّ للبحث العلمي بصلة. ثانيا: ندعو كافة وسائل الاعلام التونسية المرئية والمسموعة والمكتوبة أن تلتزم في ما تبثه من برامج وحوارات باحترام ثوابت الدين الاسلامي العقدية والتشريعية، وعدم التعرّض لمقدساته من القرآن والسنة النبوية بالتفسير المحرّف، ولرموز، من صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالاساءة، وذلك ضمانا للسلم الاجتماعي وحفاظا على الوحدة الوطنية للشعب التونسي الذي يمثل الدين الاسلامي بأصوله وأحكامه ومقاصده وقيمه الحضارية والتاريخية مقوّما أساسيا لهويته. ثالثا: نطالب الحكومة المؤقتة وعلى رأسها السيدان فؤاد المبزّع والباجي قائد السبسي بإصدار قانون يجرّم الاساءة الى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وللقرآن العظيم، والتعرّض للثوابت الاسلامية بالتحريف وتغليط الشعب التونسي فيها. رابعا: نطالب بفتح تحقيق عاجل وعادل في ما نسب الى أحد الأساتذة مؤخرا من الاساءة الى الرسول الأكرم محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، بتشريك وزارة الشؤون الدينية في ذلك، ونشر نتائج التحقيق للرأي العام التونسي. خامسا: ندعو الشعب التونسي بمختلف مكوناته الى اليقظة من مثل هذه المواقف والحذر من انزلاقتها، والتوجه الى المحافظة على أهداف الثورة واستحقاقاتها، على صعيد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والاستقرار الاقتصادي وتأمين نجاح التجربة التونسية الفريدة».