الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الله تعالى: «ان الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين» [سورة المجادلة: آية 5] قال الله تعالى: «ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون» [سورة النور: آية 19] وبعد، فإن الجمعيات التالية: 1) الجمعية التونسية لأئمة المساجد 2) الجمعية التونسية للعلوم الشرعية 3) جمعية المصطفى للعلوم الشرعية 4) جمعية نون والقلم 5) جمعية الزيتونة للعلوم الشرعية 6) جمعية المنبر الاسلامي 7) جمعية الخطابة والعلوم الشرعية تتوجه الى الشعب التونسي أولا، ثم الى كل مواطن في موقع المسؤولية سياسيا واداريا وقضائيا ونقابيا ومدنيا، ويرى نفسه معنيا بالحفاظ على هوية تونس العربية الاسلامية، والذود عن رسول الاسلام وسيرته النقية، والدفاع عن المجتمع التونسي من الانحراف الاخلاقي والتفكك الأسري وعن شبابنا من التلاعب بغرائزه والرمي به في مستنقع الفوضى الجنسية والتحلل من كل القيم. وذلك لنلفت الانتباه الى ان مسلسل الاساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات وأصحابه الكرام لم ينته في تونس من طرف اللادينين، وأخيرا ويبدو أنه ليس آخرا، قامت جمعية «صوت وصورة المرأة» التي تترأسها (نادية جمال) باحضار أفلام وثائقية جمعتها من محفوظات الأرشيف السمعي البصري في فرنسا وجلبتها الى تونس واقترحتها على وزارة التربية لتعرض على شبابنا وأطفالنا، وقد أثبتت رئيسة جمعية «صوت وصورة المرأة» حصولها على ترخيص من وزارة التربية لعرض أفلامها في كل معاهد الجمهورية ومدارسها. هذه الأفلام بعضها يحتوي على اساءة واضحة للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومحاولة الازراء به لازالة القدسية عنه باظهاره في شخص الشهواني المنهمك في الجنس لا هم له الا ذلك، وبتشخيصه وتشخيص نسائه في مشهد حوله نساء يخاصمنه، أو هو ممدد بين يدي امرأة على أنها عائشة، وعرض امرأتين احداهما عارية الكتفين والصدر والجيد، والثانية مكشوفة الشعر، على ان الأولى تمثيل للسيدة خديجة والثانية تمثيل للسيدة عائشة كما تحتوي هذه الأفلام على تأويل محرف للقرآن وتكذيب للآيات المتعلقة بالاحكام الشرعية التي شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم وطبقها في الحكم مثل رجم الزاني والزانية ومثل حكم الحجاب، وتتضمن أيضا الاساءة الى بعض الصحابة والخلفاء الراشدين مثل عمر بن الخطاب الذي ملأ الأرض عدلا وتشويهه واظهاره في صورة الغليظ الذي يحقد على النساء ويحول دون حرية المرأة. وبعض الأفلام الأخرى تعتبر دعوة صريحة وملحة الى الحرية الجنسية بما تتضمنه من اباحية واثارة للغرائز الجنسية، كما تعتبر دعوة تحريضية على الزنى وعمل قوم لوط والسحاق (الشذوذ الجنسي) والخيانة الزوجية، والى ذبح العفة، من خلال اظهار نساء عاريات في الحمام وتعليم الشباب اجراء علاقات جنسية دون طمس البكارة، معتبرة عذرية المرأة مظهرا من مظاهر التخلف، مما يفتح الباب على مصراعيه للتشريع للعلاقات الجنسية غير الشرعية بين الشبان والفتيات، ويسبب أمراض الغرب الجنسية المعروفة مثل السيدا ويؤدي بالضرورة الى التفكك الأسري وانهيار المجتمع وتربية الناشئة على الانحطاط الأخلاقي وغياب القيم الفاضلة. ان هذه الأفلام المحرفة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وللقرآن، والمحرضة على الفساد ونشر الفاحشة بين شبابنا، تعتبر اعتداء على الشريعة الاسلامية ومقدسات الاسلام ورسول الاسلام والقرآن العظيم وأمهات المؤمنين الطاهرات والصحابة الكرام، وهذا ما يدعو الجمعيات المذكورة الى التنديد بالجمعية التي تقوم على السعي الى ترويج هذه الأفلام، وتعتبر عملها عملا اجراميا، اذ من الواضح أنها تهدف الى تقويض أركان مجتمعنا وقيمه، وتسعى الى افساد المجتمع واستهداف هويته وعقيدته التي تجمع شمله منذ 14 قرنا. وندعو كلا من الرئيس المؤقت والحكومة المؤقتة ووزير التربية ووزير الشؤون الدينية الى ايقاف هذه المهزلة، ونحملهم المسؤولية في كل ما يحاك للاسلام في هذه البلاد من مثل هذه المشاريع. وندعو أبناء شعبنا الى التصدي لهذا المشروع الخطير كما ندعو مؤسسة الافتاء والمجلس الاسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية وجامعة الزيتونة وسائر الجمعيات الدينية والمدنية ان يتابعوا مختلف مظاهر التجاوز والاعتداء على مبادئ الدين الاسلامي الذي يمثل جوهر المقومات الوطنية وان يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية أمام الله وأمام الشعب. والله ولي التوفيق جمعية الزيتونة للعلوم الشرعية الرئيس لطفي العمدوني