وردت علينا عريضة ممضاة من قبل مئات الأشخاص، هذا نصّها: وبعد، فعلى إثر الآراء التي صدرت عن بعض أدعياء العلم، المتضمّنة الاساءة الى مقدّسات الاسلام، بالطعن في السنة النبوية الشريفة، والاساءة الى شخص نبيّنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، والى أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها، وإلى الصحابة الكرام رضوان اللّه عليهم، وكذلك الشريط السينمائي الذي يدلّ عنوانه على الاستخفاف بمقام اللّه جلّ جلاله. فإنّنا أساتذة جامعة الزيتونة، وأساتذة التربية الاسلامية، والوعاظ والأئمّة الخطباء، وأئمة الصلوات الخمس، وممثلي الجمعية التونسية للعلوم الشرعية، وجمعية المنبر الاسلامي التونسي، والجمعيات القرآنية، وجمهور المواطنين، المجتمعين بجامع الزيتونة المعمور يوم الخميس 7 جويلية 2011 ميلادي/6 شعبان 1432 هجري، اثر صلاة العصر، نعلن ما يلي: أولا استنكارنا الشديد لهذه الآراء التي تتنافى والبحث العلمي النزيه، ولا تنمّ إلاّ عن جهل أصحابها بحقيقة ما يخوضون فيه. ونذكر أصحاب هذه الآراء أن عهد الرئيس المخلوع الذي كان يوفر لهم الغطاء السياسي والاداري والتعليمي والاعلامي لبثّ آرائهم وتشكيك الشعب التونسي في دينه، ويمنع علماء الاسلام من كل هذه الامكانات ويضرب عليهم حصارا، هذا العهد قد ولّى، ولن يسكت الشعب التونسي بعلمائه في المستقبل عن هذه التجاوزات التي لا تمتّ إلى البحث العلمي بصلة. ثانيا احتجاجنا الشديد على بعض وسائل الاعلام التونسية المرئية والمسموعة والمكتوبة التي فتحت أبوابها لبعض أصحاب هذه الآراء التحريفية للدين، في الوقت الذي توصد فيه أبوابها أمام أهل الذكر من علماء الاسلام في هذه البلاد، وهي بذلك تكرّس السياسة الاعلامية للنظام البائد ذات اللون الواحد، وتكشف عن توجّهها المصادم لهوية الشعب التونسي ومقدسات الاسلام وثوابته، ونقول لها: إنّ الشعب التونسي هو الذي يموّل هذه القنوات، وخاصة الوطنية منها، وليس لها الحق في أن تبث إلاّ ما يتفق مع هذه الهوية ويرعى مقدّساته. ونذكر هذه الوسائل الاعلامية بأن استمرارها على هذا السلوك إنما يشكّل خطرا على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي للشعب التونسي، وهو ما قد يوقع البلاد في الفتنة لا سمح اللّه تعالى، ونذكر بأن الدين الاسلامي بأصوله وأحكامه ومقاصده وقيمه الحضارية والتاريخية يشكل المقوّم الأساس لهوية تونس وحاضرها ومستقبلها. وفي هذا الصدد نوجّه أنظار شعبنا الى التفكير مليّا قبل أن يفتحوا أمثال هذه القنوات إذا كانت مصرّة على هذا السلوك. ثالثا احتجاجنا الشديد على وزارة الثقافة التي موّلت الفيلم من أموال الشعب المسلم هذه الأموال التي يلزم أن تصرف على التنمية الوطنية والمناطق المتضرّرة وفرص التشغيل. وندعوها الى الكفّ عن انتهاج سياسة الترويج للثقافة التي لا تمت الى الهوية العربية الاسلامية بصلة. رابعا احتجاجنا الشديد على الصمت المريب لوزارة الشؤون الدينية، وكأنّ مقدسات الاسلام لا تعنيها في شيء ويفهم هذا من مضيّها في تقديم برامج اعلامية لا علاقة لها بالحياة ومشاغل الوطن، ولا تقل سوءا عن برامج العهد البائد الذي يقدم فيه الاعلام الديني بصورة باهتة ومحيرة وباعثة على الاشمئزاز والازدراء. هذا ونحمل هذه الوزارة ما آلت إليه الأمور على صعيد استفزاز الشعب في مقدساته وعلى صعيد فشلها في الأداء الاعلامي الديني وفي التصدي لحملات التضليل والتشكيك في الثوابت الاسلامية والأحكام الشرعية. خامسا نطالب الحكومة المؤقتة بإصدار قانون يجرّم الاساءة الى النبي صلى اللّه عليه وسلم وإلى القرآن العظيم، والتعرض للثوابت الاسلامية بالتحريف وتغليط الشعب التونسي فيها. سادسا ندعو أهل العلم الشرعي بتونس كي يقوموا بواجب البيان العلمي وتصحيح المفاهيم الشرعية ونشر الثقافة الاسلامية الحامية لعقيدة الاسلام وشريعته وقيمه وندعو كذلك الشعب التونسي بمختلف مكوناته الى اليقظة من مثل هذه المواقف والحذر من انزلاقاتها. كما ندعوه إلى الوقوف بكل الوسائل السلمية والقانونية المتاحة في وجه كل من تسوّل له نفسه الاستخفاف بمقدسات الشعب التونسي الاسلامية. واللّه غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.