استهدفت مقاتلات «الأطلسي» فجر أمس مناطق عديدة من العاصمة الليبية طرابلس فيما قررت الجزائر تجميد أي أموال أو عقارات يملكها العقيد الليبي معمر القذافي لديها . وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي أربعة انفجارات شرقي العاصمة في الساعات الأولى من فجر أمس مشيرين الى أن الغارات استهدفت «ضاحية تاجوراء» التي باتت هدفا معتادا من جانب مقاتلات الحلف الأطلسي . وأعلن «حلف الأطلسي» أن طائراته المروحية قصفت لأول مرة قوات تابعة للقذافي. وقال الحلف في بيان ان مروحيات قتالية استخدمت للمرة الأولى في عمليات عسكرية فوق ليبيا في اطار عملية «الحامي الموحد». وذكرت قناة «سكاي نيوز» البريطانية أن الهجمات نفذتها مروحيات بريطانية من طراز «أباتشي» وقصفت أهدافا في «نقطة تفتيش» تابعة ل«قوات القذافي» في بلدة «البريقة» شرق ليبيا. تجميد أموال من جانبها، قررت الحكومة الجزائرية تجميد أي أموال أو أصول يملكها الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته وحاشيته في الجزائر. وكشفت مذكرة داخلية وقعها وزير المالية كريم جودي ووجهها الى جميع البنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين والادارات العمومية والشركات الاقتصادية عن قرار التجميد . وذكرت صحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية أمس أن المذكرة تنص على الزامية تعقب الأموال الليبية في البنوك والمؤسسات المالية الجزائرية تنفيذا للعقوبات المالية التي فرضها مجلس الأمن الدولي ضد نظام معمر القذافي، بموجب القرارين رقم 1970 و1973 الملزمين لجميع الدول الأعضاء. وأشارت المذكرة الى ان من بين أهم الشخصيات التي تضمنها القرار معمر القذافي شخصيا وأبناءه وأفراد من عائلته المقربين ومجموعة من الشركات التي تمثل الأذرع الاستثمارية الليبية والصناديق الاستثمارية المنتشرة في العديد من الدول. وأمر «جودي» الذي كلفته الحكومة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي جميع البنوك والمؤسسات الاقتصادية والادارات ذات الصلة بالتعقب الدقيق وتحديد وتجميد كل ما يمكن أن يكون أموالا أو عقارات أو استثمارات من مختلف الصيغ أو في مختلف الصيغ بالجزائر قد تعود لنظام القذافي، حيث تم تحديد قائمة أولية بالأشخاص والشركات الليبية التي يجب تعقب أرصدتها وأملاكها وتجميدها. وتضمن الملحق الثاني أسماء من عائلة القذافي وهم العقيد معمر محمد أبو منيار القذافي نفسه، وأبناؤه عائشة وهنبعل وخميس والمعتصم وسيف الاسلام، بالاضافة الى قيادات عسكرية ليبية محيطة بالعقيد. وتضمنت قائمة المؤسسات الليبية المطلوب تجميد أرصدتها أو نشاطاتها في الخارج، البنك المركزي الليبي، وهيئة الاستثمارات الليبية، وبنك ليبيا الخارجي، وصندوق الاستثمار الليبي في افريقيا، بالاضافة الى شركة النفط الليبية الحكومية. على بعد 70 كيلومترا ميدانيا، قالت مصادر الثوار انهم أصبحوا في بعض المناطق على بعد نحو سبعين كيلومترا من العاصمة طرابلس، وذلك بعد سيطرتهم على بلدات في «الشمال الغربي» من البلاد. وأضافت أن «كتائب القذافي» قصفت بالصواريخ أحياء سكنية في «مدينة الزنتان» غرب ليبيا. وأشارت الى أن ثلاثة صواريخ من نوع «غراد» سقطت على منازل المواطنين في المدينة. ولم تتوفر معلومات عن عدد القتلى والمصابين في صفوف المدنيين. وجاء قصف الزنتان بعد عمليات للثوار استطاعوا خلالها فك الحصار الذي تفرضه الكتائب حول المدينة، وطردوها خارج منطقة «بئر العياد» التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الطرفين. كما نجح الثوار في وقت سابق في تطهير حقل يضم نحو 169 لغما مضادا للأفراد والآليات زرعتها كتائب القذافي شمالي المدينة. نفي في نفس الوقت, نفى المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين، أمس، تكليفه الكاتب الفرنسي «برنار هنري ليفي» نقل رسالة الى رئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» تتطرق الى نيته اقامة علاقات مع الكيان. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفي عبد الجليل للصحفيين: «استقبلنا ليفي بوصفه موفدًا خاصًّا من الرئيس الفرنسي، ولم نتحدث أبدًا معه عن نيتنا اقامة علاقات مع اسرائيل». وأضاف: «نحن أعضاء في الجامعة العربية وندعم الجهود التي يبذلها الفلسطينيون لاقامة دولتهم المستقلة».