يوم الأربعاء 15 سبتمبر سيتوجه آلاف الأطفال التونسيين إلى المدارس الأساسية في يومهم الأول مع المعلّم والقسم ورائحة الطباشير والكراسات والثياب الجديدة. ووراء كل طفل تستيقظ ذكريات آلاف الأباء والأمهات الذين لا يستطيعون الهروب من ذكريات اليوم لأول تلك الذكريات التي لا تقدر السنوات على محوها خاصة عند الفنانين الذين يهزمهم دائما الحنين.»الشروق» سألت بعض الفنانين عن اليوم الأول. ماذا بقي منه في الذاكرة. المطرب قاسم كافي اثار فيه سؤالنا عشرات الذكريات البعيدة... قاسم قال «هذا تاريخ بعيد. كان ذلك في موسم 1958 1959 كنت سعيدا في اليوم الأول باكتشاف عالم جديد لكن فيما بعد فتر حماسي للمدرسة وغادرت مقاعد الدراسة بعد ان اصابني جنون الفن والكرة. أما عن زملاء الدراسة فقال: أغلب الذين درسوا معي أصبحوا «كوارجية» لهم شهرة واسعة كما درس معي بعض المسؤولين الكبار... وقال عن المعلمين الذين مازال يذكرهم: درست عند المختار حشيشة وعبد السلام البش رحمهما اللّه في السنة الأولى من المدرسة. أما آمال علوان فمازالت تعيش اليوم الأول في كل عام وخاصة منذ أن دخل ابنها إلى المدرسة. آمال تقول: درست في البداية في مدرسة الآباء البيض ببنزت ثم انتقلت مع عائلتي إلى قصور الساف وهناك دخلت إلى المدرسة الابتدائية شعرت بفرق كبير بين العالم الذي كنت فيه وعالمي الجديد ولن أنسى ألوان «المنديلة» التي لبستها كانت حمراء وزرقاء وفيها صورة قط... أذكر كذلك الحديقة الجميلة أعتقد ان في داخل كل فنان طفل نائم يستيقظ دائما مع العودة المدرسية. وخلافا لآمال علوان وقاسم كافي لا تتذكر صفوة تفاصيل كبيرة من اليوم الأول لكنها لا تنسى رائحة الثياب الجديدة. **سوق البلاط إكرام عزوز له ذكريات لا تنسى مع اليوم الأول في المدرسة الابتدائية بسوق البلاط في نهج كتاب الوزير. رائحة الثياب الجديدة والألوان والطباشير لا يمكن أن تمحى من ذاكرة إكرام عزوز الذي يستعيد هذه الذكريات كل عام في اليوم الأول. وليس إكرام عزوز هو الوحيد الذي يستحضر اليوم الأول. ففي قلب كل فنان طفل نائم يذهب صباح اليوم الأول من العودة المدرسية إلى المدرسة... فشكرا للأطفال الذين يعيدوننا كل عام إلى ما ضاع من أعمارنا.