أعلنت حكومة العقيد الليبي معمر القذافي أمس أن الأخير نجا الليلة قبل الماضية من غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي على منزل في العاصمة طرابلس أدت الى مقتل أصغر أبنائه سيف العرب وثلاثة من أحفاده. وقد نفى الحلف أن يكون الأمر مقصودا موضحا أنه يستهدف منشآت عسكرية وليس أشخاصا في ضرباته، فيما عمّت الاحتفالات المناطق التي يسيطر عليها الثوار بعد الاعلان عن مقتل النجل الأصغر للقذافي. واصطحب المسؤولون الليبيون الصحفيين الى المنزل الذي اصيب بثلاثة صواريخ على الأقل. وكان سقف المنزل منهارا في بعض الأجزاء وقد تدلت أسياخ ملتوية من حديد التسليح من بين كتل الخرسانة. نجاة القذافي وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي «ما نراه الآن هو قانون الغاب»، وتابع «هذا دليل اخر على حجم الاجرام الصليبي.. دليل اخر على حجم القتل والغدر غير المبرر ودليل اخر على انه لا هدف لحماية المدنيين ان الهدف الحقيقي هو الاغتيال المباشر لشخصيات سياسية امام اعين العالم جميعا». وقال ابراهيم «ان سيف العرب أصغر أبناء القذافي قتل في الهجوم. وسيف العرب (29 عاما) احد اقل ابناء القذافي شهرة ويتولى دورا محدودا في هيكل السلطة، مؤكدا ان نجل القذافي الراحل كان طالبا يدرس في المانيا». وذكر المتحدث باسم حكومة القذافي ان الاحفاد الذين قتلوا صبية لم يبلغوا الحلم. ومن المرجح ان تؤدي محاولة اغتيال القذافي على ما يبدو الى توجيه اتهامات بأن الضربات التي تقودها بريطانيا وفرنسا تتجاوز تفويض الاممالمتحدة وهو حماية المدنيين. وقال ابراهيم «..نجا والحمد الله الاخ القائد وحرمه وهم بصحة جيدة واحسن حال لم يمسهم سوء». وأضاف ان «هذه عملية مباشرة لاغتيال قائد البلاد. وهذا امر لا يسمح به القانون الدولي. ولا يسمح به اي عرف او مبدأ اخلاقي». وبثّ بيان الهجوم على الهواء في التلفزيون الليبي الحكومي الذي اظهر في وقت لاحق مسيرة لسكان من طرابلس في الشوارع رددوا خلالها «الشهيد حبيب الله». واطلق بعضهم اعيرة في الهواء. وقال ابراهيم «سنقاتل ونقاتل اذا اضطررنا لذلك. الزعيم عرض السلام على حلف شمال الاطلسي امس والحلف رفضه». نفي وابتهاج ومن جانبه نفى حلف شمال الاطلسي أمس استهداف أفراد أسرة القذافي بعد إعلان المتحدث باسم الحكومة الليبية نجاة القذافي من غارة جوية للحلف في طرابلس أسفرت عن مقتل أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده. وأكد الحلف أنه استهدف مركز قيادة بالعاصمة في وقت متأخر السبت وهي الغارة التي قال المتحدث الليبي أنها استهدفت القذافي وأفراد أسرته. وقال الحلف في بيان «واصل حلف شمال الاطلسي ضرباته الدقيقة ضد المنشآت العسكرية لنظام (القذافي) في طرابلس خلال الليل ومنها ضرب مبنى قيادة وسيطرة معروف في حي باب العزيزية بعد فترة وجيزة من الساعة 1800 بتوقيت غرينتش مساء السبت». وقال اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد عمليات ليبيا في الحلف ان الهدف يأتي ضمن استراتيجية لتقويض قدرة القذافي على تخطيط وشن هجمات على المدنيين. وتابع «علمت بتقارير غير مؤكدة بأنه ربما يكون بعض أفراد أسرة القذافي قد قتلوا، ونأسف لمقتل أي شخص». وفي بنغازي أطلقت عيارات نارية ابتهاجا فجر أمس بعد اعلان الحكومة الليبية عن مقتل النجل الأصغر للزعيم الليبى معمر القذافي خلال غارة جوية للحلف الأطلسي. وانتشرت على طول البولفار البحري السيارات وهي تطلق العنان لأبواقها في حين أضيئت السماء بالرصاص الخطاط والصواريخ من بطاريات مضادة للطائرات وبنادق هجومية. وقال المتحدث العسكرى باسم المجلس الوطني الانتقالي العقيد أحمد عمر بانى ومقره في بنغازي «انهم يعبرون عن فرحتهم لفقدان القذافي نجله في غارة جوية وهم يطلقون النار فرحا» بمقتله.