اليكم يا أباءنا وأمّهاتنا، يا حكماء البلاد، يا من زادوا نهما على السلطة بازدياد سنين العمر، يا من يعدون أنفسهم للتربع على عرش تونس الخضراء، يا من يجول البلاد لعسكرة العباد بداعي انقاذ البلاد من هول الفساد ورفاهية العباد، يا من هو أبعد ما يكون عمّا حصل في تونس، أبناء جيلي الشباب هم من ثاروا، هو من خسروا عمرهم عمر الزهور أبناء جيلي من ثكلتهم أمهاتهم اللاتي لا يزلن يحملن صورهم. يا من «تفقهون» القانون والدّين، احذروا قذارة السياسة ودعارة الساسة، احذروا يا «تقاة» البلاد، اتقوا ربكم الذي خلقكم، اتقوا طمعكم وجشعكم، اتقونا نحن الشباب. فالمصادمات مع القناص أصبحت كملح الطعام في تونس وللبلدان قاطبة. راعوا ظروف شباب تخرج بالامس يبحث عن شغل منذ سنين عددا من أجل أبويه البسيطين ومستقبله، والحال أنكم تحوزون المنصب تلو الآخر، اطمئنوا لن تعمروا كثيرا فالركب فاتكم، والشيب ليس بعار، بل هو حكمةوليس نقمة. اسمعونا فإن لدينا كثيرا، جرّبونا تروا العجب، اتركونا نبني بلادنا بقيم كونية حديثة بعيدا عن العداء المزعوم والخطاب المشؤوم وخاوي المفهوم، اطمئنوا فقد أصبحنا متسيسين، شباب الاحياء هم من حموا ديارهم بتلقاء أنفسهم. هم من نظفوا الشوارع بتلقاء أنفسهم. ليتك تعود يوما أيها الشابي لترى ما فعله الشباب وأفضل ألا تعود حتى لا ترى جشع الشيوخ. لكم عزّت عليّ كثيرا وهزّت نفسي وهمّتي مداخلة ذاك العم وهو يبكي «هرمنا» راميا بالمشعل الينا، كونوا مثله، دعونا نبدع ونبادر ونساير حركة التاريخ، با& عليكم فكّروا في البلاد، واحذر! احذر! احذر استغفال العباد يا من ستتربع يوما على عرش البلاد فتونس ليست للمزاد! تونس ليست للمزاد! تونس ليست للمزاد.