مباراة الأولمبي الباجي والنجم الرياضي الساحلي مساء أمس الأول لا تحتاج عودة الى تفاصيلها بعد بثها كاملة على شاشة التلفزة الوطنية وجاء ملخصها في كل البرامج الرياضية تقريبا... وفي المقابل تحتاج نفس المباراة وقفة تأملية لبعض مجرياتها. في البداية لا بدّ من الاشارة الى أن أحمد العكايشي قد تفوق على دفاع الأولمبي الباجي يمينا وشمالا ومحورا وكان مصدر خطر متواصل على امتداد المباراة ولا أدل على ذلك من الدقائق 14 و16 و27 و29 و32 و43 و48 و56 و63 و66. وهي دقائق كان فيها أحمد العكايشي في حوار مع دفاع الأولمبي الباجي سجل منها هدفا (دق 32) ومهد لآخر (دق 48) ومرّ بجانب الأهداف في البقية هذا دون اعتبار الهجومات التي لم تكتس خطورة تستحق الذكر... وبهذا الكم الهائل من الفرص للاعب واحد من الفريق كان الفرق واضحا بين أداء الأولمبي الباجي وسيطرة النجم الرياضي الساحلي... وفي كرة القدم لا ينتصر فريق على منافسه بعدد الفرص السانحة للتسجيل، لكن بعدد الفرص التي تمّ تجسيمها. وبالتالي فإن كان النجم الرياضي الساحلي يستحق الفوز بالعودة الى عدد الفرص ونسبة امتلاك الكرة ومجمل الأداء، فإن الأولمبي الباجي لم يكن يستحق الهزيمة بالعودة الى نسبة استبساله وتألق حارسه أيمن زيدان في مناطقه ونسبة نجاحه أمام مرمى المنافس والغلبة في كرة القدم ليست دائما للأفضل. بين الذهاب والاياب أول فوز للأولمبي الباجي هذا الموسم كان ضدّ النجم الرياضي الساحلي في سوسة... يومها كانت السيطرة شبه كلية للنجم وفي غياب التجسيم انتصر الأولمبي الباجي من هجوم قاده قربوج وهدية من حارس النجم... لكن النجم ثأر لنفسه في الاياب (أول أمس) وانتصر بهدف جميل من العكايشي وبهدف ديارا المسبوق بمخالفة وضربة جزاء غير شرعية حولها دانيالو الى هدف ثالث. ... رفضت «صفارة» الجديدي الحكم سليم الجديدي له ذكريات حلوة مع الأولمبي الباجي، إذ كان أحد أطراف عرس الباجية في نهاية الموسم المنقضي في نهائي الأميرة ولا أتذكر أن جمهور الأولمبي قد طعن يوما في صفارته وهو يدير لقاء للأولمبي الباجي يكون طرفا فيه... ولكن بعد لقاء الأحد المنقضي ترك سليم الجديدي (ذكريات مرّة) في ملعب باجة وأذهان الباجية عندما «رقصت صفارته» وهو يتغافل عن حمراء للبولعابي في لقطة ضربة الجزاء التي تحصل عليها الميساوي وعندما تغافل ومساعده عن محاولة لمسة يد أتاها العكايشي قبل أن يتجاوز دفاع الأولمبي ويمهد لديارا في لقطة الهدف الثاني ومحاولة لمس الكرة باليد في كرة القدم تستوجب نفس عقاب لمسها. وبعدهما لقطة ضربة الجزاء للسعد الجزيري الذي سدّد فوق المرمى وعاد متأسفا لكرة غير مؤطرة فلم يطالب لا هو ولا زملاؤه ولا الاطار الفني للنجم بحق ضائع، ولكن الجديدي قطعت صفارته اللعب معلنا عن ضربة جزاء للنجم فانتصار الضيوف (3 2). وبعيدا عن الفرص والأهداف ألم يكن منذر الكبير يستحق الحمراء بعد احتجاجاته وحركاته الاستفزازية تجاه الحكم؟ معادلة صعبة جدّا شجاعة الحكم في ميادين كرة القدم تعني صفارة عادلة قدر المستطاع بعيدا عن أي نوع من الحسابات... ثورة 14 جانفي 2011 سمحت للحكم بأن يطالب بحقه في الأمن والأمان داخل الملعب وفي طريقه إليه وعند خروجه منه وامتنع الحكام عن إدارة مباريات وسط الأسبوع بكل ما أوتوا من شجاعة ووجدوا من يسمعهم فأطردت جماهير الكرة عن المدارج لأجلهم تحت عنوان «المهم ارضوا علينا وصفروا»... سليم الجديدي أخطأ في حق أصحاب الأرض مساء أمس الأول في مباراة مصيرية لم تعرف أي نوع من أحداث الشغب لا أثناءها ولا بعدها... سؤال واحد فقط يتبادر للأذهان... .هل كان الحكم سليم الجديدي قادرا على ارتكاب نفس الكم والنوع من الأخطاء بنفس الراحة والشجاعة لو كانت المدارج تعج بجماهير الأولمبي الباجي؟ الخوف أن يكون إخلاء الملاعب من الجماهير ليس بدعوى الأمن والأمان وإنما لترقص صفارة التحكيم بكل حرية في عهد الحريات؟؟!! وهي معادلة لن يقبلها لا قانون الأرض ولا قوانين السماء. تحرك الهجوم وسقط الدفاع يوم تحرك هجوم الأولمبي الباجي بهدفين على ملعبه من رأسية قلبي وضربة جزاء الميساوي سقط دفاع الأولمبي الباجي بقيادة نضال النفزي وأنيس مطار باشا في المحور ورودريق والعايدي على الأطراف... ولا يمكن إلقاء اللوم لا على أنيس مطار باشا الغائب عن المباريات الرسمية منذ شهر نوفمبر 2010 والغائب عن التمارين لأكثر من شهرين، ولا يمكن إلقاء اللوم على المدرب الهادي المقراني الذي لم يكن يملك حلولا في المحور في غياب أكرم ساسي المتحصل على الحمراء في لقاء حمام الأنف وغياب علي الهمامي الذي أبعد عن أكابر الفريق منذ لقاء الذهاب لسباق «الكاف» ضد الدفاع الحسيني الجديدي. واسألوا من كان وراء ابعاده في الوقت الذي كان فيه الأولمبي الغريق يحتاج الى من يجمع العائلة بصغيرها وكبيرها. لا يا «مافيولا»؟؟!! «مافيولا» البرنامج الرياضي على «الوطنية1» مساء الأحد أوحت بأن ضربة الجزاء غير الشرعية للنجم كانت مسبوقة بأخرى شرعية لنفس اللاعب ونفس الفريق وبأن هدف الأولمبي الباجي الأول كان مسبوقا بمخالفة ارتكبها العايدي في وسط الميدان وتغافل عنها الحكم وكأني «بالمافيولا» اختارت لشفافيتها وعدلها ميزان «واحدة بواحدة». وهنا لا بدّ من الاشارة الى أن المخالفة المذكورة قد تلتها إعادة الكرة من دفاع النجم ثم وصولها الى الميساوي فتوزيعة في شكل تسديدة أعادها المثلوثي وكان بامكانه مسك الكرة والاحتفاظ بها ثم ازدواجية خاطئة من مدافع النجم فركنية للأولمبي الباجي فصعود فوق الجميع لقلبي ليكون الهدف، وبالتالي فإن بين المخالفة والهدف مدّة زمنية لا يستهان بها وأما بين محاولة لمس الكرة باليد من العكايشي وتمريرته لديارا والهدف كان بحساب الثواني.. وبالتالي فإن ما أوحت به المافيولا لا علاقة له بميزان عدالتها وشفافيتها بقدر ما أثقلت ميزان أخطاء الحكم سليم الجديدي في هذه المباراة. مفاجأة المقراني مفاجأة المقراني في لقاء النجم كان اللاعب كونستون مونبلي الذي يخوض أول مباراة منذ موسمين من البداية الى النهاية كصانع ألعاب... اختيار كان صائبا الى أبعد الحدود فمونبلي أقلق كثيرا دفاع النجم وكان وراء التمريرة الحاسمة للهدف الثاني للأولمبي وضربة الجزاء. ولو انتصر الأولمبي الباجي لكان لهذا الاختيار وقع خاص... الهادي المقراني كان سيواصل المشوار كمدرب أول للأولمبي الباجي لو انتصر على النجم الرياضي الساحلي مساء أمس الأول لكن الهزيمة قد تأتي بمدرب جديد لخلافة الحيدوسي وبعض الأخبار تتحدث عن جلال القادري الذي علمنا من مصادر موثوق بها أنه طلب مهلة للتفكير والردّ.