عقد العالم التونسي محمد الأوسط العياري يوم أمس بأحد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة ندوة صحفية قدّم خلالها، «جمعية الشاهد العلمية» التي تحصّلت على التأشيرة بعد الثورة وبعد انتظار دام عامين شفع بالرفض في العهد البائد. وقد أكد العالم محمد الأوسط العياري ، ان كل الإشارات في العهد السابق كانت تدل على أن النظام لم يكن يحفل بالعلم ولا بالعلماء، وكان أي محمد الأوسط العياري يحاول جهده إفادة الوطن بمشاريعه العلمية، ولكن كان في كل مرة يعود خائبا حيث يجابه بعراقيل عديدة على رأسها التجاهل، وكان هذا يؤلمه. ومن جهة أخرى تعرض العالم محمد الأوسط العياري الى «منظومة الشاهد» فأكد ان تكنولوجيا الشاهد هي أحدث التكنولوجيات البصرية والاستشعارية والاتصالية والأمنية لتعقب الهلال والتقاط الصور وارسالها بطريقة لا تشوبها شائبة الى مركز التحكم لتحليلها والتحقق منها، وما يميّز هذه المنظومة العلمية لرصد الهلال، هو تكوّنها من وحدات منفصلة بحيث يمكن في البدء إنشاء منظومة صغيرة الحجم، ومن ثمة تطويرها شيئا فشيئا لتصبح شبكة تشمل مناطق ودورا أخرى، بل العالم بأسره. وأكد ايضا ان الشاهد هو منظومة لتحرّي الهلال، ستسمح بالتخلص من الغموض الناجم عن عمليات الرصد الخاطئة وهو منظومة تتطابق تماما مع مبادئ رؤية الهلال المعمول بها والتوقعات المبنية على الحسابات الفلكية وسيعزز «الشاهد» عمل هيئة مختصة في الرؤية من حيث تقييم الرؤى والإعلان الرسمي عنها، بل يجعله المنظومة الرائدة في هذا المجال. كما اكد أخيرا في هذا الاطار على أن الشاهد هو همزة وصل بين التراث العلمي الاسلامي والزمن الراهن. ٭ ٭ ٭ ٭ وبعد ان أنهى الدكتور الأوسط العياري تقديمه لجمعية «الشاهد» ومنظومة الشاهد العلميتين فسح المجال لأسئلة الصحفيين التي تراوحت في مجملها بين الوضع الراهن ولمَ لم يتقلد الأوسط العياري منصبا سياسيا بعد الثورة؟ وهنا أكد العالم الأوسط العياري انه لم يتم الاتصال به للمشاركة في عملية البناء وإفادة الوطن بخبرته العلمية والسياسية، مشيرا الى أن آلاف الرسائل القصيرة وصلت الى بريده الخاص يطلب فيها أصحابها أن يترشّح للانتخابات الرئاسية، وقال «أنا لم أفكّر في هذا الأمر أبدا، الا بعد ان وضع الكثيرون ثقتهم في شخصي المتواضع وهو ما جعلني أكوّن لجنة في الغرض لأن العملية ان تمّت فيجب ان تكون محكمة التنظيم، ويجب خلالها أيضا الاستماع الى شواغل الناس، وإلى اقتراحاتهم، والشيء المؤكد بما اني أؤمن بالعمل لا بالكراسي، فهذا الوطن في حاجة الى وقفتنا جميعا، وفي حاجة الى صناعات ثقيلة والى مشاريع كبرى، تضمن العيش الكريم الى جميع المواطنين بلا استثناء... وعلى هامش الندوة وفي حديث جانبي خاص أكد محمد الأوسط العياري ل «الشروق» قائلا: «ومن هذا المنطلق وغيره وعلى رأسه ردّ الجميل لهذا الشعب الذي حباني بكريم عطفه ولهذا الوطن الذي علمني وثقفني وجعلني في المقدمة فإني سأترشح لرئاسة الجمهورية للإفادة وللقيام بالواجب، وقيادة السفينة بالعلم والعمل، والصدق والشفافية ان شاء الله طبعا». وأضاف: «وعندما تنتهي اللجنة التي كوّنتها من عملها الذي كلفتها به سأدرس الأمر من جميع الجوانب وأعلن عن ترشحي رسميا خدمة لهذا الوطن واعترافا بالجميل لهذه الارض الطيبة وشعبها الواعي، سأكون خادما للشعب... وفي ذلك مدعاة للفخر بالنسبة إليّ».. هذا وقد شدّد العالم محمد الأوسط العياري في النهاية على ضرورة ان يتصالح الشعب مع بعضه البعض، وأن يستثمر الوقت في العمل وفي حسن الاصغاء وفي التفكير، بعيدا عن سياسة اصطفاء التشفي او التهميش او الإقصاء.. مشدّدا على أن كل مواطن عنده مشكلة مع آخر عليه ان يترك القضاء يقتصّ لهذا من ذاك، داعيا الجميع الى ضرورة المحافظة على مكتسبات الثورة وما دعت اليه بالحبّ والتضامن وبعد النظر الى نفس الاتجاه والهدف. هذا وقد مثّل الأوسط العياري الوضع الراهن بسفينة تشق عباب البحر، وتحيط بها الامواج من كل جانب ولكن ليس هناك من خيار سوى الارساء بها على شاطئ الأمان طبعا بتضافر الجهود وليس هناك من بدّ فالعالم أجمع ينظر الى هذا الشعب بإكبار ويجب «أن ننجح ونعطي العالم دروسا في كيفية النجاح، والخروج من الأزمات بنجاحات أكبر... فبالكفاءات التونسية ينجح الآخرون» فهل عندما تحتاجنا بلادنا نتلكأ أو نتردد أو نزايد لا سمح الله؟