تونس «الشروق» تغطية عبد الرؤوف بالي كشفت الرئيسة السويسرية ميشلين كلماي راي أمس أن ثروة الرئيس المخلوع بن علي المجمّدة في بلادها تبلغ حوالي 60 مليون فرنك سويسري أي حوالي 90 مليون دينار تونسي، مؤكدة أن صغر هذا المبلغ يعكس مدى تردّي علاقات بلادها مع نظام الرئيس المخلوع وذلك منذ انتقاد الرئاسة السويسرية لملف حقوق الانسان في تونس. وقالت الرئيسة السويسرية خلال ندوة صحفية عقدتها أمس بضاحية قمرت إن قدومها الى تونس يأتي في اطار توجه كامل لبلادها يرمي الى دعم العلاقات بين بلادها ودول شمال افريقيا مشيرة الى أن تونس بعد الثورة أصبحت البوابة الأمثل لشمال افريقيا خاصة بعد تحولها الى نموذج عالمي في التغيير السلمي للسلطة. وحول لقاءاتها مع المسؤولين التونسيين وسفراء بلادها الحاضرين في ندوة سفراء سويسرا في الشرق الأوسط والتي اختارت أن تنعقد في تونس، قالت راي إنها افتتحت مع المسؤولين التونسيين حقل تعاون متمنية أن تساهم سويسرا في مسيرة الاصلاح القانوني في تونس خاصة في ما يخص قوانين مكافحة الفساد. وأعلنت بالمناسبة عن الاتفاق مع الحكومة التونسية المؤقتة حول فتح مكتب لبلادها في تونس يعني بالبرامج التنموية في شمال القارة الافريقية. كما أكدت على نية سويسرا في التواجد في انتخابات المجلس التأسيسي يوم 24 جويلية بخبراء ومراقبين للمساهمة في عملية الانتقال الديمقراطي في تونس التي يراد لها على الصعيد الأوروبي أن تكون نموذجا في هذا الصدد على حدّ قولها. وعلى صعيد آخر كشفت الرئيسة السويسرية أن بلادها قامت بتجميد أرصدة المخلوع بن علي وعدد من أفراد أسرته ورموز نظامه بعد 3 أيام من سقوطه، لكن اجراءات استعادة هذه الأموال ستستغرق على الأقل أربع سنوات. وقدمت في هذا الصدد كمثال التجربة النيجيرية التي استغرقت تلك الفترة. وأوضحت ميشلين كلماي راي أنه في الوقت الذي اقتصرت فيه ثروة آل بن علي في بلادها على 60 مليون فرنك سويسري فإن ثروة آل الرئيس المصري المخلوع تبلغ 410 ملايين فرنك سويسري في حين تقدر ثروة عائلة العقيد الليبي في سويسرا ب360 مليون فرنك. وقد تأثرت تلك القيمة بمدى متانة علاقات تلك الأنظمة بالنظام في سويسرا وحول امكانية تأثير الأطراف السياسية الاسلامية على العملية الديمقراطية في البلدان العربية التي شهدت ثورات مماثلة منها مصر وليبيا. قالت الرئيسة السويسرية إنّ الشعوب عندما انتفضت لم ترفع شعار تطبيق الشريعة في بلدانها وهو ما يفسر أن الثورات لم تكن وليدة التطرف ولم يقدها أو ينظمها أي اتجاه متطرف وهو ما يجعل نتاج تلك الثورات نظاما ديمقراطيا تتشارك فيه كل التوجهات السياسية على حدّ تعبيرها. وفي الاتجاه ذاته أكدت راي ان حكومتها أصبحت تشجع السياح السويسريين على القدوم الى تونس، مشيرة الى أن مئات الآلاف من السويسريين كانوا يأتون الى بلادنا سنويا متمنية أن يعاودوا القدوم هذه السنة ليكتشفوا ما حدث من تغيير. وفي ردها على سؤال حول موقف سويسرا من مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن قالت راي إن هذا الخبر يعدّ اشارة طيبة في الصراع مع «الارهاب» إلا أنها حذرت من أن ذلك ستكون له ردّة فعل بالضرورة في التنظيم وأن بلادها ستضاعف اجراءاتها الأمنية لمنع حدوث ذلك.