عندما تسلّم السيد جمال العتروس رئاسة النادي الإفريقي يوم 25 فيفري الماضي كان يعرف جيدا أنه سيكون مطالبا بإصلاح وتصحيح ما أفسدته السنوات الماضية وانتشال أكبر القلاع الرياضية ببلادنا من الضياع وتخليص الجماهير البيضاء والحمراء من حالة الصداع التي انتابتها بسبب أصحاب القرار. يخطئ من يعتقد أن النجاح الذي حققه النادي الإفريقي إلى حد الآن في سباق رابطة الأبطال الإفريقية جاء بمحض الصدفة وإنما هو نتيجة الاستقرار الإداري هذا فضلا عن الفكر الكروي المرتفع للمدرب قيس اليعقوبي وهو ما يجعلنا نضع العتروس واليعقوبي في صدارة أبناء الأحمر والأبيض من الذين ساهموا بدور حاسم في نجاح الإفريقي قاريا في انتظار نجاح مماثل على المستوى المحلي، وقد رصدنا آراء ثلة من رجالات وأبناء الفريق فخرجنا بالمعطيات التالية: صالح المناعي (نائب العتروس): الترشح إلى دوري المجموعات سيكون المنعرج الحقيقي في مشوار النادي «كنّا عبرنا عن ارتياحنا لجميع المجهودات التي قامت بها هيئتنا المديرة على رأس النادي الإفريقي في ظرف زمني وجيز فقد حاولنا أن نؤمن رحلة خاصة إلى السودان ضمانا لجميع ممهدات النجاح وحاولنا أن نبث عقلية جديدة في صفوف اللاعبين ولكن مع ذلك فإنني أؤكد أن مقابلتنا أمام الهلال السوداني ستكون ثمرة العمل الكبير الذي قامت به الهيئة المديرة طيلة الأسابيع الماضية وذلك في انتظار العديد من الخطوات التي ستتخذها فور ترشح فريقنا إلى دوري المجموعات في المسابقة القارية حيث نفكر في بعث عدة نقاط بيع تكون مهمتها ترويج المعدات الرياضية الخاصة بفريقنا في كامل أنحاء الجمهورية وسنحاول أيضا التعاقد مع مستشهر إيطالي وكذلك تجديد العقد الذي كان يربط فريقنا مع إحدى شركات الاتصال وبعث العديد من الخلايا الخاصة بالأحباء (في الجنوب والوسط وتونس الكبرى والشمال)... منير البلطي (النائب السابق لرئيس الإفريقي): هذا ما أنصح به العتروس «أظنّ أن الهيئة المديرة الجديدة قدمت عند تسلمها لمقاليد تسيير النادي برنامجا انتخابيا تضمن العديد من النقاط على غرار الحديقة الجديدة وإعادة بعث فرع الكرة الطائرة والعناية بالشبان.. وهو ما يجعل عائلة الإفريقي تتطلع إلى تجسيد هذه الأهداف مستقبلا ولكن ليس بوسعنا تقييم عمل الهيئة المديرة في ظرف زمني قصير وأفضل أن يكون التقييم خلال الجلسة العامة وأنصح العتروس بالعمل مع ضرورة التفطن جيدا إلى محيطه (يحل عينيه على أكتافه هكذا قال البلطي) وأظن أن الهيئة المديرة إذا نجحت في انتداب لاعبين بقيمة الجريدي والمالي «كوليبالي» فإن الإفريقي قد يكون بإمكانه التتويج بلقب رابطة الأبطال الإفريقية..». فريد عباس: (رئيس سابق للفريق) أشكر الهيئة الحالية للفريق في انتظار النجاح في البطولة «أعتقد أن الفرق التونسية تواجه إشكالا واضحا على مستوى التمويل سواء بسبب سياسة الانكماش التي أصبح يتوخاها رجالات هذه الفرق أو أيضا نتيجة غياب العائدات المتأتية من الاستشهار لذلك لا يمكنني إلا أن أشكر الهيئة الحالية للإفريقي قياسا بالمجهودات التي تبذلها إلى حد الآن خاصة في ظل النجاح الذي حققه الفريق على رابطة الأبطال الإفريقية في انتظار نجاح مماثل على الصعيد المحلي من خلال تحقيق مرتبة مشرفة في البطولة الوطنية أما بخصوص النواحي الإدارية فأعتقد أننا لم نلاحظ تطورا كبيرا إذ ليس من السهل أن يقوم الفريق بإعادة هيكلة شاملة في هذا الظرف الاستثنائي». الطاهر خنتاش: لا بد من قراءة معمّقة عن واقع الفريق «لا بدّ من الاعتراف بأن الهيئة الحالية للإفريقي تسلمت مهمتها في ظرف استثنائي خاصة وأن النادي يمر بأزمة مالية كبيرة لذلك لم تجد بعد حتى الوقت للقيام بالإصلاحات الضرورية ومع ذلك فهي تحاول الاجتهاد للنهوض بالفريق ونتمنى أن تكون تلك الأخبار الواردة علينا بخصوص عدم التفاهم بين بعض المسؤولين عارية من الصحة وشخصيا أؤكد أن الأبناء الحقيقيين للإفريقي ينبغي عليهم أن يساندوا فريقهم في انتظار القيام بقراءة معمقة وجديدة عن واقع النادي». ثلاثة أشخاص لا مكان لهم في الإفريقي أكد السيد شوقي الطبيب أحد أعضاء هيئة الدفاع عن النادي الإفريقي عندما أقدم العتروس على تكريم هذه الهيئة أنهم مستعدون لمحاسبة الهيئة الحالية للفريق إن حادت عن أهدافها وهو ما يطمئن الأحباء على مستقبل النادي ولكن مع ضرورة تخليصه من بعض الأشخاص الذين من شأنهم أن يسيئوا لسمعة الإفريقي وقد وقع الإجماع صلب عائلة النادي أن عددهم ثلاثة أما الأول فيتصدر خانة «النبارة» والثاني من هواة المجون وثالثهم من المفلسين كرويا وإن حاول أن يوهم الآخرين بأنه «حكيم» زمانه. قبل اتخاذ هذه الخطوة كنا أشرنا في أعدادنا السابقة إلى الفساد المالي لأحد رؤساء النوادي «الصغرى» ومع ذلك فإنه لم يتعرض إلى المساءلة فحسب بل انضم مؤخرا إلى النادي الإفريقي ليشغل خطة فنية حساسة فمن يبطل هذا القرار قبل فوات الأوان؟ عادل السليمي (المدرب المساعد السابق للإفريقي): ليعقوبي أثبت جدارته «أجزم بأن الاستقرار الإداري الذي شهده النادي الإفريقي مؤخرا انعكس على نتائج الفريق ذلك أننا واجنا في السابق العديد من الصعوبات إذ أن الإفريقي كان بحوزة إدارة بثلاثة رؤوس! وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر أما اليوم فقد تغيرت المعطيات وتحصل اللاعبون على مستحقاتهم المالية بما في ذلك المتخلدة بذمة السيد كمال إيدير أما على المستوى الفني فقد استعاد الفريق الروح الانتصارية وأظهر نجاعة هجومية واضحة خاصة بعد أن استفاد من الانتعاشة القصوى لبعض اللاعبين مثل إيزيكال والمويهبي ويحيى والذوادي لكن في انتظار ترميم الخط الخلفي للفريق وأعرف أن المدرب قيس اليعقوبي سيكون قادرا على تجاوز هذا الأمر». خالد التواتي (لاعب سابق): بصمة اليعقوبي في الإفريقي واضحة «لاحظت أن الإفريقي حالفه النجاح مع المدرب قيس اليعقوبي إذ أن الفريق أصبح يتميز بروح انتصارية عالية وبقدر كبير من الانضباط ويمكن القول إن بصمة المدرب اليعقوبي أصبحت واضحة لكن الفريق مازال يفتقد إلى مدافع محوري من طينة «صالو طاجو» أو فريد شوشان... بإمكانه المساهمة في العمليات الهجومية ولا ننسى أن الذوادي والمويهبي مازالا في حاجة إلى القيام بدور أكبر على مستوى افتكاك الكرة.. وأظن أن الترشح إلى دوري المجموعات في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية سيمنح بعدا إضافيا للنادي أما بالنسبة لإدارة الفريق فأظن أنه ليس بإمكاننا تقييم عملها في الوقت الراهن». مشوار اليعقوبي بالأرقام خاض النادي الإفريقي مع المدرب قيس اليعقوبي أربع مقابلات في سباق البطولة حقق خلالها الانتصار في مناسبة وحيدة أمام أمل حمام سوسة مقابل ثلاثة تعادلات وحقق الفريق تحت قيادته انتصارين في رابطة الأبطال الإفريقية أمام الزمالك ذهابا والجيش الرواندي إيابا مقابل هزيمتين أمام الزمالك إيابا وضد الهلال السوداني ذهابا بالإضافة إلى تعادل أمام الجيش الرواندي في مقابلة الذهاب ليكون بذلك المجموع العام: 3 انتصارات و4 تعادلات وهزيمتين وقد تلقى اللاعبان خالد السويسي وبلال العيفة عقوبة الورقة الحمراء... ومن المؤكد أن مقابلة الفريق أمام الهلال ستكون اختبارا حقيقيا لليعقوبي وكذلك للهيئة المديرة لأن النجاح في هذه المباراة يساوي استمرار الاستقرار.