إلى حدّ هذه اللحظة نجح الشاب جمال العتروس في قيادة الفريق أو على الأقل إعادة الروح إلى الحديقة الحمراء والبيضاء.. لكن لسائل أن يسأل هل ستتركه أيادي العبث والجذب إلى الوراء لينجز حلمه ويسعد الأحباء؟ لا أحد كان يعلم إلى أين يسير النادي الإفريقي بعد أن أثقلته الأزمات وأرهقته المشكلات ودفع الثمن على مدار السنوات الماضية وذلك حتى يوم 25 فيفري الماضي عندما اختار جمهور فريق باب «الجديد» جمال العتروس رئيسا للنادي العريق وكانت هذه الخطوة بمثابة البداية الحقيقية لانفراج جميع الأزمات ذلك أن الفريق تذوق خلال الآونة الأخيرة طعم الانتصارات وتجددت الآمال والطموحات بعد أن أعاد العتروس ترتيب الأوراق وعبّر عن استعداده لفتح الأبواب أمام جميع أبناء النادي حتى يوحدوا صفوفهم ويساهموا في الارتقاء بالأحمر والأبيض إلى المرتبة التي يستحقها لكن يبدو أن بعض الأطراف حسب ما يؤكده لنا العتروس لم يعجبها الاستقرار الإداري للفريق وتريد أن تفعل شيئا لنفسها حتى لو كان ذلك على حساب الإفريقي ومستقبله ومصالحه. «الشروق» تحدثت إلى العتروس فكان لنا معه الحوار التالي والذي يعكس حالة الغضب التي يشعر بها رئيس الإفريقي: في البداية كيف تقيّم النتائج الفنية للفريق منذ تسلمكم رئاسة النادي؟ أظن أننا تسلمنا منصب رئاسة الفريق في ظروف استثنائية وقد بدأنا العمل منذ يوم 26 فيفري الماضي والحمد لله أننا اجتهدنا وتمكنا من النجاح في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية وسنحاول أن نعمل بثبات حتى يبلغ الفريق دوري المجموعات ولكن يبدو أن بعض الأطراف ترفض مثل هذا النجاح. ماذا تقصد بكلامك هذا؟ أؤكد لجماهير النادي الإفريقي بأن لعبة هذه الأطراف قد انكشفت ولم تعد هويتها مجهولة لدينا فهي تسعى إلى تخريب وتدمير النادي لذلك سنقوم بالتصدي لها فورا وسنستعين في مهمتنا هذه بأصحاب الكفاءات القانونية من أبناء النادي ذلك أننا لن نسمح لأي شخص أن يخرّب مكاسب الفريق... لذلك ليس أمام هذه الأطراف سوى تحمّل مسؤولياتها بالكامل أمام القضاء. كيف تقبلتم موقف منير البلطي وفريد عباس بعد أن عبرا عن استعدادهما لمد يد المساعدة للإفريقي وتجاوز جميع الخلافات السابقة؟ النادي الإفريقي لن يكون حكرا على أي شخص فهو ملك لجماهيره ولأبنائه لذلك نحن فتحنا الأبواب أمام كل من يأنس في نفسه القدرة على مساعدة الإفريقي وهل يعقل أن تقوم هيئتنا برفض مساعدات مالية أو معنوية ونحن ندرك أنها ستساهم في إنجاح مشوار النادي الإفريقي؟ لذلك نحن نرحب بكل ما صدر عن السيد منير البلطي أما السيد فريد عباس فأظن أن التزاماته منعته في الآونة الأخيرة من التواجد إلى جانب فريقه وأؤكد أن علاقتنا برجالات الإفريقي متميزة سواء تعلق الأمر بالسيد حمادي بوصبيع أو بجميع أبناء الفريق... لو تطلع جماهير النادي الإفريقي على حقيقة الوضعية المالية للفريق؟ بكل صراحة وجدنا أنفسنا إزاء «تركة مالية» ثقيلة ولاحظنا وجود سوء تصرف مالي واضح وهو ما أدى بكل تأكيد إلى أن تكون الوضعية المالية في أدنى مستوياتها. نأتي إلى ملف الساعة وهو المتعلق بالعقد المبدئي الذي وقعه اللاعب كريم العواضي لفائدة دوسلدورف الألماني والذي لم تهضمه جماهير الإفريقي؟ أؤكد لجماهير النادي الإفريقي أننا قمنا بمجهودات كبيرة قصد إقناع اللاعب كريم العواضي بالبقاء في النادي الإفريقي لكن العرض المالي كان كبيرا جدا يذكر أننا كنا نبهنا في السابق إلى تسوية وضعية هذا اللاعب لكن لا أحد اهتم لما قلته شخصيا انذاك مع العلم أن توقيع اللاعب لفائدة الفريق الألماني في ظرف وجيز يثير العديد من التساؤلات.. ولكن في المقابل أؤكد لجماهير الفريق أننا متمسكون بالمحافظة على جميع أبنائنا وأظن أن النادي الإفريقي لن يتوقف على خدمات أي لاعب لذلك أعتقد أنه بحوزة فريقنا البدائل فنحن نمتلك على سبيل المثال لاعبا آخر مميزا وقادرا على تعويض كريم العواضي وهو حلمي حمام... إشكال آخر اسمه اللاعب التشادي «إيزيكال» الذي ولئن برهن بأنه لاعب متميز فإن لا أحد يعرف حقيقة الصفقة المالية التي انتقل بموجبها إلى النادي الإفريقي؟ نعم لاحظت شخصيا أن هذا اللاعب أظهر إمكانات جيدة وأظن أن الفريق كان في حاجة إلى مهاجم بمثل هذه المواصفات التي بحوزة التشادي «إيزيكال» أما بالنسبة لوضعيته الإدارية فإننا ومنذ تسلمنا لمهمة رئاسة النادي وجدنا اللاعب قد وقع لفائدة فريقنا وأصبح مؤهلا قانونيا للمشاركة في المقابلات الرسمية والجميع يعلم أن الهيئة السابقة هي الطرف الذي انتدب هذا المهاجم ولكن يبدو أن الأشخاص الذين كانوا يقومون بمهمة التصرف المالي يفتقدون إلى المسؤولية وشخصيا أعتقد أنه ينبغي على كل شخص أن يتحمل مسؤولية فترة إشرافه على الفريق ومع ذلك أؤكد أن النادي الإفريقي لن يكون في يوم من الأيام «قلاّب» لا يفي بوعوده والتزاماته المالية تجاه أي كان. بعض الأشخاص توجهوا نحوكم باللوم عقب استنجاد هيئكتم بخدمات اللاعبين السابقين للفريق محمد علي القليبي ومراد حمزة.. فماذا تقول عن ذلك؟ أؤكد في بداية الأمر أن محمد علي القليبي صديقي ولم يبحث عن تحمّل المسؤولية داخل النادي الإفريقي بدليل أنه لم يقدم ترشحه لخطة نائب الرئيس بالرغم من أن المجال كان مناسبا ليقدم على هذه الخطوة أما بالنسبة لمراد حمزة فأظن أن التحاقه باللجنة الفنية ستكون من مشمولات الصادق ساسي فحسب ولكن في المقابل أؤكد أن مراد حمزة والقليبي هما من أبناء النادي الإفرقي ولم يقدما في يوم من الأيام على «خيانته» ولم يطالبا مطلقا بالحصول على جرايات من النادي الإفريقي... المجسم الجديد للحديقة الجديدة للنادي الإفريقي أبهر جماهير الفريق فمتى ستنطلق أشغال هذا المركب الرياضي العصري؟ أؤكد أن الهيئة المديرة للنادي الإفريقي ستلتزم إن شاء الله بكل ما وعدت به جماهير النادي لذلك سنتحدث إلى المشرفين على إنجاز الحديقة الجديدة للفريق مباشرة بعد مقابلة نادينا أمام الهلال السوداني في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقي بحكم أنها تستحوذ الآن على اهتماماتنا حتى ينجح فريقنا في مهمته القارية. لكن ماذا عن الإطار الفني للفريق إذ يتردد بأن مهمته ستكون ظرفية فحسب وسيتم الاستغناء عن خدماته في وقت لاحق؟ أعتقد أن قيس اليعقوبي ولطفي الرويسي هما قبل كل شيء من أبناء النادي الإفريقي ولاحظنا أن هذا الثنائي أدى واجبه بنجاح وهما يعملان في إطار عال من الانسجام والتناغم لذلك لا يسعنا كهيئة مديرة إلا أن نساعدهما ونقوم بمجهوداتنا حتى يساهما في نجاح النادي. نترك لك كلمة الختام.. فماذا تقول لجماهير الإفريقي؟ أريد أن أشكر جميع أبناء النادي الإفريقي الذين يحاولون تقديم المساعدة لفريقهم في الوقت الراهن على غرار الطاهر الخنتاش مثلا وأدعو جماهير النادي الإفريقي إلى القيام بحماية ناديها من الأشخاص «المندسين» و«المخربين».