تعيش الرياضة كما هو الشأن بالنسبة الى مختلف القطاعات الحياتية على ايقاع افرازات الثورة المباركة التي أزالت الحدود وفكت قيود الكلام وأطلقت العنان لتنطق الالسن اختلاجات الأنفس وصار بإمكان الجميع ان يدلوا بدلوهم في شتى المواضيع ولم يعد بالتالي الحديث في مجال السياسة حكرا على رجل الدولة أو ممثل الحزب. «الشروق» استضافت في هذا الركن لاعب الملعب التونسي أيمن العياري الذي اكد الى جانب خصاله الكروية الممتازة أنه خبير بالشؤون السياسية فتحدث وأقنع في هذا الحوار: ما هي حدود اهتماماتك بالميدان السياسي سواء على المستوى الداخلي او الخارجي؟ خاصة أن الفترة الرائجة أن لاعب كرة القدم في تونس لا يميل الى مثل هذه المسائل؟ ليس بالضرورة، فالتغيّرات السياسية التي مرّت بها البلاد في الاشهر الثلاثة الاخيرة تفرض على أي مواطن تونسي مهما كانت اهتماماته ومجال نشاطه ان يهتم بالجانب السياسي ومجريات الاحداث على الساحة لذلك فقد تضاعف حرصي على متابعة الفقرات الاخبارية سواء في الصحف او القنوات التلفزية، أما على المستوى العالمي فترتبط درجة اهتمامي بطبيعة الحدث وأهميته مثل موت بن لادن في الفترة الأخيرة. هل تعتقد أن تعدد الأحزاب واختلاف توجهاتها سيساهم في رسم صورة ناصعة للديمقراطية أم سيخلق جبهة للصراعات الداخلية؟ التعددية الحزبية وميلاد أكثر من 60 حزبا مرخصا له هو دون شك من نتائج هذه الثورة المباركةوإن كانت هناك أهداف لهذه الاحزاب فالواجب ان تساهم في تثبيت أسس متينة لدولة أكثر ديمقراطية، على كل هو مشهد سياسي لم نألفه قبل 14 جانفي واتمنى ان تحصل الفائدة للشعب التونسي الذي عانى الكثير من تعليمات الحزب الواحد. أي الشخصيات السياسية الموجودة على الساحة الآن تتمنى أن تراها على كرسي الرئاسة؟ أنا ليس لي إلمام بمن هو أجدر برئاسة تونس لكني متأكد أن رجل المرحلة المقبلة سيكون اكثر حرصا على فرض مبادئ الحرية والعدالة وسيعلم مسبقا أن أي انحراف عن طريق الاصلاح سيكلّفه غاليا لأن الشعب التونسي قد تحرّر من كل القيود ولن يجد حرجا في الوقوف ضد أي رئيس يمكن ان يتلاعب بمصلحة هذا الوطن العزيز. ألا تخشى أن يسيء بعض الاطراف فهم المعنى الحقيقي للحرية؟ حصل ما كنت أخشاه واستغل البعض هامش الحرية الذي اكتسبناه من الثورة للتعبير عن مطالب ذاتية لم يحترم أصحابها دم الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداء للثورة. أرجو أن يفهم الجميع ان تونس تعيش فترة انتقالية والوقت غير مناسب بالمرّة للاحتجاج والاعتصامات التي من الممكن ان تعرقل مسيرة البناء التي انطلقت فيها الحكومة المؤقّتة. هل استفادت الرياضة في تونس من قيام الثورة؟ لا يمكن الجزم بذلك على الأقل في الوقت الراهن الذي يشهد فيه هذا القطاع مرحلة انتقالية ومخاضا عسيرا لا أحد يعلم ما هي نتائجه. وما حصل في الايام القليلة الماضية بخصوص مسألة عودة البطولة من عدمها إنما يؤكّد حساسية هذه الفترة وصعوبة المسؤولية التي تنتظر المشرفين على الرياضة في تونس في اتجاه تنظيم هذا القطاع وانتزاع ما لصق به من سلبيات.