يكتبها عبد الوهاب الحاج علي - الحفصي لم يسبح ضد التيار... -المكتب الجامعي في حالة احتضار - لاشك أن المكتب الجامعي الحالي قد سبق له أن حدد لنفسه عقد أهداف بعد أن غادره رئيسه علي الحفصي الذي أختار الخروج من الباب الكبير إذ حصل على "الشان" ثم درس جيدا كيفية خروجه والتوقيت.. عقد الأهداف يتمثل في أن المكتب الحالي من حقه أن يستمد شرعية بقائه ومواصلته في حال تحقق الترشح لنهائيات كأس افريقيا 2012 لكن بعد فضيحة «المالاوي» تغيرت اللهجة وأصبح المكتب الجامعي متمسكا بالبقاء متحدثا عن الشرعية بل حتى الأعضاء (عددهم 3) الذين كانوا ينوون الاستقالة تراجعوا عن ذلك بعد أن أصبح المكتب الجامعي مستهدفا من قبل وزارة الإشراف ودار حديث عن عملية كنس للموجودين فيها.. موقف الوزارة من المكتب الجامعي وحد الفرقاء من جديد ولم يبق إلا الطاهر خنتاش مقتنعا بأنه اذا اقتضى الامر تنظيم انتخابات جديدة ليس أمامه غير الرحيل أو الترشح من جديد. لي الذراع لمصلحة من؟ والثابت أن سياسة لي الذراع والصد وعكس الهجومات لن تنفع المكتب الجامعي الحالي وعليه أن يتصرف بحنكة مثل رئيسه السابق علي الحفصي الذي -والحق يقال- فهم أنه لا يمكنه السباحة ضد التيار وأن الوضع الحالي للرياضة وللبلاد ككل لا يسمح بالتصعيد إذا أحببنا أم كرهنا يعتبر منتميا لمكتب جامعي منتخب لكنه تنازل عن هذه الشرعية لانه يرى أن طبيعة المرحلة تقتضي ذلك لذلك ليس أمام المكتب الجامعي اليوم غير الانسحاب في صمت من أجل المصلحة وبالطبع من حق الاعضاء الحاليين الترشح للانتخابات المقبلة سواء في قائمات جديدة أو الانضمام للقائمات المنتظرة بدل التمسك بالبقاء لأن هذا الموقف من قبيل الحرث في الماء. نعم ولكن...! وإذ لا ينكر أحد أن المكتب الجامعي الحالي لم يمهله الوقت لتحقيق ما سطره خلال حملته الانتخابية فإنه لا يمكن تحميله مسؤولية تراجع مستوى الكرة وتحديدا الانحدار الرهيب الذي عرفه المنتخب لا لشيء الا لأن الوضع الذي بلغه المنتخب اليوم نتاج للارتجال والسياسة العشوائية للمكتب الجامعي السابق فالخيبات بدأت وكبرت معه. وإذ لا أحد ينكر أن المكتب الجامعي باحتساب رئيسه السابق علي الحفصي قد وجد الدعم والمساعدة خلال حملته الانتخابية فإن ذلك لا يعفينا من القول بأن كل هذه الاشياء تحدث في أعرق الديمقراطيات في البلدان المتقدمة سواء في السياسة أو في الرياضة. عقود... وإرث أدبي وحتى لا نكون من الجاحدين أو الناكرين للجميل لابد أن نعترف بأن المكتب الجامعي الحالي قد أنقذ الجامعة من الافلاس فبعد عدم الترشح لكأس العالم 2010 على أيدي المكتب الجامعي السابق تبين أن الخزينة شبه فارغة اضافة الى الديون وغير ذلك لكن أمكن لعلي الحفصي آنذاك أن يتعاقد مع عدة شركات وجلب المليارات لإنعاش الخزينة في وقت هربت فيه كبرى الشركات الممولة للمنتخبات بالازياء والمال عن المنتخب نظرا لتراجعه وعدم ترشحه «للمونديال» والمنتخبات والجامعة والمدربون والاداريون وغيرهم يوفرون قوتهم الى اليوم من هذه العقود لهذا ليس من حقنا أن نكون جاحدين لمجهود الآخرين حتى بعد انسحابهم... ومما لا يختلف فيه عاقلان هو أن المكتب الجامعي بعد أن رحل عنه رئيسه كان عليه استغلال الإرث الادبي الذي تركه علي الحفصي رغم قصر مدة رئاسته ويتمثل هذا الإرث في أنه لا مجال للسفر مع المنتخبات والتمتع بمصروف الجيب على حساب الجامعة إذ كل عضو جامعي (ما عدا المكلف بمهمة مع المنتخب) مطالب بأن يوفر تذاكر سفره وإقامته على حسابه الخاص بغاية عدم اثقال كاهل الجامعة، وفعلا طبق علي الحفصي هذا القرار على نفسه أولا وهذا باعتراف من خصومه، فمنذ يومه الأول أحال كل المسائل المالية والصكوك وغيرها لنائبه آنذاك أنور الحداد وأمين المال جلال تقية ولم يتدخل في المسائل المالية رغم أنه سعى بمجهود خاص الى تحقيق عقود هامة وجلب الاشهار وغيره. عندما يعترف الخصوم.. فعلا جل الذين هاجموا علي الحفصي في وقت من الأوقات بما في ذلك بعض أعضاء الجامعة الذين لا يتفقون معه في الرأي اعترفوا بأن هذا الرجل لم يمد يده لأموال الجامعة حتى في المهام الرسمية (وهي كلمة حق نقولها ونمضي فعلي الحفصي لا نعرف حتى أين يتواجد اليوم) وعلى هذا الأساس كان على جامعة أنور الحداد فتح ملف الفساد المالي في المكاتب الجامعية السابقة وكشف المستور، حول الامتيازات والمنح والرواتب وتكاليف السفرات التي تمتع بها عديدون بمن في ذلك بعض العملة والاداريين والمتطوعين الذين كانوا يحصلون على منح مثل اللاعبين والمدربين هذا اضافة الى التلاعب بتذاكر «المونديال» وغير ذلك في زمن كان يقف فيه بلحسن الطرابلسي وسليم شيبوب وراء عديد المكاتب الجامعية ووفرا لها الحماية ولاقتسام خبزة «الڤاتو» فالمليارات بددت ولكن لا أحد من أعضاء المكتب الجامعي الحالي فتح هذا الملف باعتبار أن المحاسبة أصبحت جائزة اليوم بفضل الثورة. اللب والقشور المكتب الجامعي ترك اللب وأفقد شرعيته من محتواها بعد أن فوت على نفسه فرصة فتح هذه الملفات حتى يتمكن من رصد رؤية واضحة لتطوير كرة القدم وضبط ملامح الاصلاح وتمسك بالقشور. وهو أنه باق ومصر على ذلك بعد أن أصبح مستهدفا.. لذلك من الافضل له أن يرحل في أجواء ديمقراطية وبمقدور الأعضاء الحاليين وكذلك علي الحفصي المشاركة في الانتخابات المقبلة ليكون الصندوق هو الفيصل لأن التونسي أصبح يفرق بين الغث والسمين وأصبح في حاجة للمصالحة وترك الماضي والتفكير في المستقبل بدل أن يصبح تمسك المكتب الجامعي الحالي بالبقاء الذي هو في الأصل ردة فعل على أطراف إشارة صريحة الى تمسكه بالبقاء. والثابت أن رياضتنا لم تعد في حاجة الى مثل هذه الصراعات بل كم هي بحاجة الى كل رجال الأعمال وأصحاب الافكار والبرامج والفنيين وغيرهم من الاطراف الفاعلة في المجال لاعادة الاشعاع لاختصاصاتها ولاستعادة المجد.. لا أحد ينكر أن كل من نهب أو سرق أو استغل رئاسة ناد أو جامعة للمصلحة الخاصة تجب محاسبته واستعادة ما أخذه لكن لا يمكن أيضا تخوين الجميع.. واتهامهم لأن رياضتنا تحتاج خبرتهم في التسيير والتمويل وغيرهما. انتخابات التأسيسي على مرمى حجر متاعب سياسة الملاعب لم تتوقف عند التعادل مع «المالاوي» وشبه خيبة المنتخب ومشاكل المكتب الجامعي الحالي بل امتدت الى الرياضيين الذين ترشحوا هذه الايام على رأس قائمات لانتخابات المجلس التأسيسي.. فقد بدت المسألة غريبة لدى البعض.. ومصدرا للاستهزاء لدى البعض الآخر، لكن نقول بكل تواضع لمن لم يدرك بعد كنه الاشياء أن رياضتنا كانت ولا تزال مسيسة.. تطغى عليها الحسابات وتعيش كل أجواء السياسة. وإذ لا أحد ينكر أن الرياضة وخاصة الساحرة المستديرة كانت بمثابة «المورفين» الذي يقدم للناس لإلهائهم عن الساحة السياسية فإنها بعد الثورة أصبحت تمثل قطاعا استراتيجيا والتحقت المواهب الرياضية بركب الثورة السياسية والتعددية وممارسة الحق النقابي والمطالبة باصلاحات اجتماعية حتى اكتشفنا أن أصحاب هذه المواهب (كل في مجال اختصاصه) بمقدورهم أن يدلوا بدلوهم في ميدان السياسة ولديهم ما يقدمونه لصالح المجموعة الوطنية خلال الاستحقاق الانتخابي المنتظر.. رياضة الزيادات في الأسعار لقد كانت الرياضة تستعمل كمنحدر لسائر الناس لتمرير عديد المشاريع السياسية، وكانت أيضا وسيلة لتمرير الزيادات في الأسعار فكم من زيادة أدرجت أيام لقاءات «الدربي» أو في خضم مشكلة رياضية كبيرة أو أثناء حدث رياضي للمنتخب الوطني.. لهذا من حق الرياضيين اليوم الترشح لانتخابات المجلس التأسيسي ومن المفترض أن نسمع هؤلاء ونصغي جيدا لأصواتهم لأنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر كما أن الرياضي ليس مجرد شخص يلهث وراء جلد مدور أو يمارس اختصاصا معينا بل هو أيضا ملكة تفكير وصاحب رأي.. زوبعة فوزي البنزرتي مع «البرلمان» والزحاف مع شيبوب من جهة أخرى علينا أن نعترف بأن عديد الرياضيين لهم مستوى تعليمي وأفكار وبرامج ومواقف سياسية لذلك على من نسي أو تناسى أو لا يعرف التاريخ أن يعلم بأن فوزي البنزرتي مثلا كانت له الجرأة لمواجهة سليم شيبوب أيام غطرسة، وأن هذا المدرب عندما تبين له بأن الرياضيين مهمشون «هدد» بالترشح لانتخابات مجلس النواب وأثار زوبعة كبيرة في زمن النظام البائد.. وعلينا أن نتذكر بأن صلاح الزحاف واجه شيبوب وطالب بحق النادي الصفاقسي من صفقة انفصال السويح للترجي وهذا الملف مفتوح الى أيامنا هذه.. كذلك الشأن بالنسبة الى باقي المترشحين لانتخابات التأسيسي، جلهم لديهم مواقف سابقة على غرار شكري الواعر الذي كاد يحطمه شيبوب.. فضلا عن ياسين بوشعالة وأخرين.. من حق هؤلاء ممارسة السياسة خاصة إذا علمنا أن بعض الاحزاب السياسية الثورية التي عانت من بطش بن علي قد كان لمؤسسيها اتصالات بعديد المسيرين الرياضيين الحاليين والسابقين وخاصة منهم رجال الأعمال وأصحاب المال وخطبت ودهم وطلبت دعمهم فالى متى ستظل الرياضة مثل «لحمة الكرومة، متاكلة ومذمومة؟».. رياضتنا عزيزة علينا وهي شريان حيوي في الاقتصاد (سياسة وتجارة...) فعلينا أن نرحم أصحابها حتى ندرك بر الأمان وننقذ هذا الميدان.. ألم تكن الرياضة المجال الوحيد الذي ننقد فيه ونتنفس فيه ولو جرعة واحدة من أوكسجين الحرية...
ما لم يتم عقد جلسة عامة انتخابية محمد عطاء الله يتمسك بالاستقالة من الجامعة في لقاء خاطف مع محمد عطاء الله أشار العضو الجامعي إلى أنه قد قدّم فعلا استقالته مباشرة بعد تعادل المنتخب التونسي مع نظيره المالاوي وذلك لإقتناعه بفشله كعضو بالمكتب الجامعي الحالي إلا أنه أكد من جهة أخرى مساندته المتواصلة لبقية الأعضاء والوقوف الى جانبهم والتراجع عن الاستقالة حين يتم تحديد موعد لعقد جلسة عامة انتخابية. من جهة أخرى أشار محمد عطاء الله الى أن اختلافه مع عدد من الأعضاء لم يكن بالمرة السبب الرئيسي في ما أقدم عليه بل إنه قد قام بالدفاع عن مصالح جهته مثلما هو الشأن لبقية الأعضاء. مشيرا الى دفاعه المستميت على بعث فرع لرابطة الحكام بالقيروان حق من حقوقه. غرسل بن عبد العفو