تحيي اليوم الشعوب العربية والاسلامية الذكرى 63 للنكبة التي حلّت بفلسطين الوطن والشعب والتي مازال شعبنا الصابر الصامد في الأرض المحتلة يعاني ويلاتها في زمن الحرية وحقوق الانسان. هذه الذكرى تختلف بصفة جذرية عن كل سابقاتها.. اذ هي تحل وسط محيط اقليمي وعربي يتميز بالغليان نتيجة الثورات الشعبية العربية والتي تؤسس لنظام رسمي عربي جديد قوامه «القانون والمؤسسات ومرجعياته الحرية والتعددية والديمقراطية..» هذه الأجواء الجديدة سوف تفضي حتما كذلك الى بروز مواطن عربي جديد... يشارك في صياغة حاضره ومستقبله ويملك مقاليد أموره ويمارس حقّه في تقرير ما يراه مناسبا بشأن قضاياه المصيرية سواء كانت تنموية أو سياسية او اجتماعية او اقتصادية. وقضية فلسطين هي في هذا الباب قضية كل مواطن عربي من المحيط الى الخليج وهي ايضا قضية كل مواطن مسلم من طنجة الى جاكرتا.. وهي فوق هذا قضية كل الشعوب المحبّة للحرية وللانعتاق وللسلام في العالم.. وهي في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تفاعلات وما تلقي به من ظلال في كل أصقاع الدنيا وبخاصة لدى العواصم الكبرى سوف لن تمر دون زلزلة الكيان الصهيوني الذي ظل حتى الآن متمترسا وراء غطرسة القوة ووراء الانحياز المطلق للقوة الأمريكية الغاشمة ليواصل احتلاله لفلسطين وقهر شعبها وحرمانه من حقه المشروع في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف... الآن، وبعد العصر العربي الجديد الذي بزغت شمسه من تونس لكأننا نسمع الشعوب العربية تزمجر: «الشعب يريد تحرير فلسطين»... وهي صرخة يتردد صداها من الآن في كل أرجاء فلسطين الحبيبة ليؤكد للغاصب المحتل أن أيام العسف والقهر والاحتلال البغيضة باتت معدودة... وبأن كل ترسانات الدنيا باتت عاجزة عن اخماد ثورة الحناجر الغاضبة وما تفجّره من براكين مزلزلة... إنها مؤشرات واضحة حبلى بالمعاني والمضامين... على الصهاينة وحلفائهم الأمريكيين التقاطها بسرعة والانصياع لقرارات الشرعية الدولية... والا فإن غضب الجماهير العربية لن يتأخر في دك حصون المحتل مهما صورت له غطرسته إنها عصية ومتينة.