٭ الذهيبة «الشروق»: من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي تصدّت وحدات الكومندوس الصحراوي التابعة للجيش الوطني التونسي إلى مجموعات من كتائب القذافي كانت قد حاولت التسرّب إلى التراب التونسي في حدود السابعة صباحا من يوم الأمس. هذه المجموعات المكونة من 220 عنصرا تمتطي 70 عربة عسكرية مدجّجة بأسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطيران تم رصدها في مستوى جبلي المرابح وطويل الذهيبة بعد أن توغّلت 100 متر داخل التراب التونسي. وحدات الكومندوس الصحراوي التونسي المتمركزة داخل الخنادق وفوق عربات الهامر المجهزة بمدفعية ثقيلة قادرة على الوصول إلى أهداف تقع على بعد 40 كلم طوّقت بالكامل مجموعات كتائب القذافي ودفعت بهم إلى الانبطاح أرضا دون أن تحدث اشتباكات بين الطرفين. يذكر أن كتائب القذافي كانت قد حاولت سابقا الدخول إلى التراب التونسي هروبا من قصف الثوار لكن أهالي الذهيبة ووحدات من الجيش الوطني كانت تصدّت لهم وأعادتهم من حيث أتوا. ومن مصادر خاصة ب«الشروق» تأكد لنا أن هذه الكتائب قد تكون حاولت كسرالحصار المضروب عليها من طرف مجموعات الثوار وفتح منفذ لها عبر جبل المرابح التونسي ومن ثمة الدخول إلى سهول مدينة ذهيبة ومهاجمة البوابة من الجهة التونسية بعد أن عجزوا طيلة أسبوعين على اختراق الثوار وإعادة السيطرة على معبر وازن الحدودي. إلى ذلك حطت الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت طائرة ليبية قادمة من طرابلس في مطار جربة الدولي. هذه الطائرة كانت تحمل جرحى لم يتم التعرف على هوياتهم لكن بعض الملاحظين أكدوا ل«الشروق» أن السماح لطائرة ليبية بالطيران من طرف قوات التحالف التي تفرض حصارا جويا على ليبيا قد يؤوّل على أن تطورا ما قد حدث في طرابلس وربما قد يكون حدث تغيير مفاجئ على رأس السلطة في ليبيا ما يؤكد تصريحات وزير الخارجية الإيطالي التي استقاها من أسقف كنيسة طرابلس القريب جدا من معمر القذافي الذي قد يكون أصيب في إحدى غارات قوات التحالف على مقرّه في باب العزيزية بطرابلس. بل أن هناك من يتحدث عن نقل العقيد معمر القذافي إلى وجهة ما وقد تكون هذه الوجهة مدينة جربة التونسية بعد أن شوهدت قوات كبيرة من الأمن والحرس والجيش تنتشر بهذه الجزيرة الواقعة قبالة السواحل الليبية. في الأثناء تتواصل زيارات مسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي ببنغازي إلى مخيمات الليبيين المقامة في مدن الجنوب التونسي وآخرها زيارة المسؤول عن الشؤون الاجتماعية في نفس هذا المجلس الذي اطّلع على ظروف إقامة العائلات الليبية في مخيم ذهيبة أين صرح بأن دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة سترفعا من مساهماتهما المالية لفائدة اللاجئين وربما سيتم فتح مدارس للتلامذة الليبيين وانتداب معلمين وأساتذة تونسيين للإشراف على هذه المدارس. إلى ذلك تبقى ظروف الإقامة في مخيّم رمادة صعبة جدا بعد ارتفاع درجات الحرارة مما أثر على صحة الأطفال والشيوخ ويجتهد أطباء عسكريون ومدنيون في التخفيف من معاناة اللاجئين بالقيام بفحوصات دورية داخل الخيام وخاصة في صفوف الأطفال والرضع مخافة إصابتهم بأمراض معدية. وكانت مجموعة طبية عسكرية تونسية قد أجرت عمليات جراحية دقيقة على جرحى ليبيين أصيبوا في معارك دارت في مدن الزنتان والغزاية في ما يتواصل توافد المصابين على تونس بأعداد كبيرة ما جعل المستشفى الجهوي بتطاوين يعرف اكتظاظا كبيرا دفع بالأطباء إلى العمل على مدار الساعة. ميدانيا تعزّز الحضور الأمني التونسي داخل البوابة بوحدات مقاومة الإرهاب والكشف عن المتفجرات بعد أن تمّ الكشف في الأيام الأخيرة عن مجموعات من الليبيين تمسك أسلحة وقنابل يدوية وذخيرة. ووضعت قوات الأمن في حالة استنفار قصوى وتوالي الدوريات وانتشارها على كامل الطرقات كان له الأثر الإيجابي لدى المواطنين الذين عادوا إلى مباشرة حياتهم بشكل عادي.