الحملات الإنتخابية السابقة لأوانها ..مصادر تمويل بعض الأحزاب ..التحالفات ..تأجيل إنتخابات المجلس التأسيسي ..هي من أكثر المواضيع المطروحة اليوم في تونس على محك النقاش السياسي وغير السياسي.. «الشروق» سألت القيادي في حزب الاصلاح والتنمية السيد الحبيب بوعجيلة حول هذه المواضيع فكان الحوار التالي: ٭ ما رأيكم في الدعوات التي تنادي بتأجيل انتخابات المجلس التأسيسي؟ نحن نعتبر أولا أن الإسراع في إجراء الانتخابات هو من المصلحة الوطنية التي لا تحتمل إطالة المرحلة الانتقالية بما فيها من غموض وارتباك ولذلك نتمسك بإجراء الانتخابات يوم 24 جويلية مهما كانت الصعوبات ..نعرف طبعا أن هناك قوى تعمل سرا وعلنا للإطالة في وضع الانتقال لأسباب تتعلق بنوايا الالتفاف على الثورة...ولكننا كذلك نتفهم ما تشير إليه قوى وطنية أخرى من صعوبات ...من المؤكد أن الاستعدادات لهذا الاستحقاق مازالت بطيئة ومتعثرة و أن تخوفات عديدة قد نجد لها مبررات عديدة تشرعها ..وفي تقديري انه كلما فكرنا بمنطق الوفاق الوطني و حماية الثورة استطعنا حل كل الإشكاليات. ٭ وهل بدأتم الاستعدادات للانتخابات المقبلة؟ سؤال دقيق لأننا نولي فعلا انتخابات المجلس الوطني التأسيسي أهمية كبرى ...نحن نعتبر موعد 24 جويلية القادم تاريخا حاسما تبني فيه البلاد الشرعية وتتجاوز ارتباكات المرحلة الانتقالية وصعوباتها و لهذه الأسباب يساهم حزبنا من موقع المسؤولية الوطنية في إعداد وتسريع الوصول الآمن إلى هذا الموعد عبر مساهمتنا الفعالة في أشغال الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و عبر انطلاقنا في الهيكلة الجهوية لحزبنا الذي يمتد على 16 ولاية حاليا و من ناحية أخرى شكلنا في اجتماع المجلس الوطني الذي عقدناه مؤخرا فرق عمل للإعداد الفكري والمادي لهذا الاستحقاق حتى يكون حزبنا شريكا فعالا في الانتخابات بما يجعله حاضرا في بناء المستقبل السياسي للبلاد . فالمشاركة كانت باستمرار شعارنا المركزي. ٭ هناك من يعتبر أن التحالفات ستنقسم إلى قطبين حداثي وآخر إسلامي ..ما رأيكم ؟ هذا استقطاب يدخل في باب «الدعاية الانتخابية» ولكننا نعتبر أن عناوين «الحداثة» و«الإسلام» ليست برامج انتخابية...الحداثة مكسب وطني لابد من الدفاع عليه من طرف الجميع حسب تقديرنا ..أما «الإسلام» فهو دين غالبية الشعب التونسي ويجب أن يكون خارج الصراعات السياسية ...الشعب ينتظر من المترشحين برامج سياسية حول نمط النظام السياسي الذي نريده و منوال التنمية الذي نطمح إلى بلورته بما يحقق آمال الشعب في الحرية والعدالة والكرامة. ٭ أين يتموقع حزب الاصلاح والتنمية في هذه التحالفات؟ دخلنا في مشاورات مع أطراف عديدة و سنواصل مشاوراتنا مع أطراف أخرى ...ندرك طبعا أن العدد الكبير للأحزاب وتقارب وجهات نظر العديد منها و صعوبات المرحلة الانتقالية تقتضي تكاتف القوى لتجنب التشتت السلبي للأصوات وبما يسهل أيضا على المواطن عملية الاختيار ...و لكن يهمنا أن نشير إلى أننا في حزب الإصلاح والتنمية سنتجنب كل تحالف يتم بناؤه على أساس الاستقطابات الإيديولوجية ..نحن حريصون على بناء قوة إصلاحية وسطية تنتصر لاستحقاقات الثورة و تؤمن الانتقال الديمقراطي الثابت والمتدرج بعيدا عن العدمية والتشنج ...نريد الاشتغال على تهيئة ظروف بناء تونس الاعتدال..معتزة بهويتها ومنفتحة على قيم الحداثة..تونس التنمية العادلة والمتوازنة و التي تشجع المبادرة و التنافس البناء بما يخدم الاقتصاد الوطني و يسهل اندماجه العالمي..تونس المنخرطة في فضائها العربي والإسلامي و المنفتحة على جوارها الأوروبي في كنف التعاون وحماية الاستقلال الوطني ٭ وماذا عن التمويل؟ نعتمد الآن في حزبنا على المجهود الشخصي للمناضلين و من المؤكد أن الصعوبات كثيرة . نحن نتفق مع الصيغة التي تم إقرارها في القانون الانتخابي الانتقالي في ما يخص تمويل الحملات الانتخابية ولكننا نرجو طبعا أن تكون الرقابة صارمة في هذا الاتجاه لان اخطر ما يهدد أي ديمقراطية ناشئة أو عريقة هو ما يسمى «المال السياسي»..نحن نراهن الآن وغدا على مصداقية خطابنا وأدائنا و على ذكاء الشعب التونسي في تجسيد إرادته الحرة بعيدا عن كل المغريات.