كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلف مؤسس شركة بلاك ووتر الأمنية الأمريكية إيريك برنس بتشكيل قوة سرية من المرتزقة مؤلفة من 800 عنصر أجنبي لمساعدة الإمارات على التصدي لأي تهديد داخلي أو خارجي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين لم يكشفوا هويتهم أن برنس الذي انتقل للإقامة في الإمارات العام الماضي بعد سلسلة مشاكل قانونية تعرضت لها شركته في الولاياتالمتحدة، تلقى 529 مليون دولار لإنجاز مهمته. وبحسب الصحيفة فإن هدف تشكيل هذه القوة هو القيام بمهام عملياتية خاصة داخل الإمارات وخارجها وحماية أنابيب النفط وناطحات السحاب من أية هجمات إرهابية وإخماد أي ثورة داخلية. وأشارت إلى أن الإمارات يمكن أن تستعين بهذه القوة لمواجهة أي اضطرابات داخل المخيمات المزدحمة للعمال في الحقول النفطية أو مظاهرات مطالبة بالديمقراطية على غرار تلك التي اجتاحت العالم العربي هذا العام. كما يأمل حكام الإمارات أن تتمكن هذه القوة من التصدي لأي عدوان إقليمي تشنه إيران. وقالت إن معسكر تدريب عناصر هذه القوة يقع في مدينة زايد العسكرية، مشيرة إلى أن الوحدات الأولى للقوة تضم عناصر من كولومبيا وجنوب أفريقيا ودول أخرى، وأشرف على تدريبها جنود أمريكيون متقاعدون ومحاربون قدامى من وحدات العمليات الخاصة البريطانية والألمانية، وكذلك ما يعرف بالفيلق الأجنبي الفرنسي. ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن برنامج القوة السرية يحظى بدعم من نوع ما في واشنطن، ويقولون إن دول الخليج «ولاسيما الإمارات» تفتقر إلى الخبرة العسكرية، ولا غرابة في أنها تطلب الدعم من الخارج. ورفض السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة التعليق على هذا التقرير، كما رفض المتحدث باسم برنس التعليق أيضا. يشار إلى أن أكبر أزمة علنية ل»بلاك ووتر» -التي تم تغيير اسمها إلى زي للخدمات (Xe Services)- حصلت عندما أطلق حراس تابعون للشركة النار يوم 16 سبتمبر 2007 أثناء مرافقتهم لموكب ديبلوماسي في ساحة النسور غرب بغداد، مما أدى إلى مقتل 17 مدنيا. وقد أدين خمسة من هؤلاء الحرس بتهمة القتل غير العمد، ولكن قاضياً اتحاديا أسقط التهم عنهم. وقررت محكمة استئناف في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي إعادة محاكمة أربعة حراس من الشركة في هذه القضية