مباراة الكلاسيكو غاب عنها الجمهور وغابت عنها أيضا فترة جسّ النبض فالفريقان دخلا اللقاء بدون مقدمات وفي أولى الدقائق يمرّر المساكني الى درامان ويتدخل الخلوفي ويمنع ولوج الكرة الشباك ليردّ عليها أصحاب الأرض مباشرة وبقوة إثرة هفوة تقديرية من الهيشري ينفرد إثرها صوما بالحارس ويراوغه ونفس اللاعب الهيشري الذي ارتكب الخطأ يعترض الكرة على الخط النهائي للمرمى. صوما في مناسبة ثانية يحاول التعويض عن الاخفاق وتسديدته المؤطرة تمرّ بجانب مرمى بن شريفية ثم يأتي الدور على الدراجي ليدخل المباراة في دق 13 وكان قريبا من التسجيل لولا تدخل الدفاع وتحويل وجهة الكرة الى ركنية. فرصة بفرصة فرص التهديف كانت متواترة وحاضرة بشكل مكثّف في أطوار هذه المباراة فما أن تضيع فرصة من هنا حتى يكون الخطر محدقا في الجهة الأخرى من الملعب على أن عدم التوفيق الذي رافق ماهر الحداد وغازي شلوف فضلا عن تباطؤ صوما نابي في تحويل أهداف محققة هو ذاته الذي رافق أيضا المساكني وتراوري في الضفة المقابلة. نجح الدراجي وفشل حمزة في الوقت الذي أخفق فيه الطرفان في استغلال وضعيات متميزة للنيل من الشباك كان لا بدّ للكرات الثابتة من أن تشكل المنعرج وتصنع الفارق الذي جسّده الدراجي إثر مخالفة مباشرة نفذها بإحكام على مستوى الجهة اليمنى للخلوفي في حين وإثر عمل فردي وسلسلة من المراوغات لماهر الحداد يتحصل هذا الأخير على ضربة جزاء إثر عملية اعتراض من الهيشري ولكن العارضة تتصدّى لتسديدة حمزة. بين امتلاك الكرة وعكس الهجمة بعد تقاسم الفرص الضائعة في شوط المباراة الأول تقاسم الفريقان الأدوار في بداية مجريات الشوط الثاني الذي كانت فيه الأفضلية ل«السي آس آس» على مستوى امتلاك الكرة وفرض النسق والضغط على الضيوف في مناطقهم والترجي من جهة امتصاص الضغط وعكس الهجمة وتوخّي التسديد المباغت لا سيما بواسطة بوعزّي. مفاتيح اللعب الحدّاد بمراوغاته ولمساته كان أفضل لاعبي فريقه على الميدان خلق المشاكل للترجيين بتحرّكاته يمينا وشمالا وأضفى ادخال توري حركية أكثر على خط الوسط وعلى مستوى الحلول الهجومية التي توفرت إحداها لصوما نابي على بعد أمتار من مرمى بن شريفية لكنه يخفق في استقبال الكرة وتوجيهها لتضيع فرصة التعديل بغرابة وبسذاجة. عقم وإقصاء ثمن العقم الهجومي الذي طبع أداء المحليين كان باهظا وقاسيا وزاد اقصاء صوما من تعقيد الوضعية في حين تحرّر الضيوف أكثر أمام تفوقهم العددي وأمام توفقهم في المحافظة على النتيجة. طريق مفتوح كل هذا وذاك وإن أشّر الى امكانية مواصلة الترجي للمباراة بأريحية وتعمّق مشاكل الصفاقسي إلا أن سيناريو الأحداث لم يكن متوقعا أن يكون على تلك الشاكلة فاستغلّ الترجي كأفضل ما يكون هذه اللحظات ليضيف هدف الاطمئنان نهائيا على المباراة بواسطة درامان ثم يتمكّن المساكني الذي توغّل بسهولة من منتصف الملعب ولم يجد مضايقة تذكر وساعدته في ذلك الهشاشة النفسية التي أضحى عليها لاعبو ال«سي آس آس» ليجد نفسه في طريق مفتوح تماما كفريقه في نهاية هذه المباراة ويسجل هدف الترجي الثالث في دق 80 في مباراة أعادت الثقة للترجيين وفي المقابل خيّبت آمال المحليين في تشديد الملاحقة. تشكيلتا الفريقين النادي الصفاقسي: جاسم الخلوفي شادي الهمامي علي معلول محمود بن صالح حمدي رويد شاكر البرقاوي محمد علي منصّر (توري) غازي شلوف (أوغبا) ماهر الحداد صوما نابي حمزة يونس. الترجي التونسي: معز بن شريفية سامح الدربالي خليل شمام وليد الهيشري بن منصور خالد القربي مجدي تراوي (المولهي) أسامة الدراجي وجدي بوعزّي يوسف المساكني (آفول) درامان تراوري. الانذارات: محمود بن صالح وإقصاء صوما نابي من النادي الصفاقسي.
