أكدت تقارير إعلامية متطابقة أن المملكة العربية السعودية تشهد هذه الأيام تحركات نسائية لكسر طوق النقاب الأسود أمام المرأة السعودية وللسماح لها بقيادة السيارة... ووصل موقع «ميدل ايست أونلاين» الالكتروني الى حدّ الحديث عن ثورة مخملية للنساء السعوديات... وكان موقع «ميدل ايست أونلاين» بادر الأحد الماضي بنشر تقرير عن الأميرة عادلة ابنة العاهل السعودي حول حرية المرأة. وقال الموقع ذاته أمس إن عشرات المواقع الاخبارية والصحف الورقية العربية تفاعلت مع التقرير وأعادت نشره في إشارة إلى أهمية الموضوع والأمل بتغيّر وضع المرأة السعودية. طوق النقاب الأسود وحمل تقرير «ميدل ايست أونلاين» عنوان «الأميرة عادلة تكسر طوق النقاب الأسود أمام المرأة السعودية»... وقال الموقع إن عشرات المواقع نقلت نص التقرير مع الصورة الجديدة للأميرة السعودية في خمار يظهر مساحة من شعرها. وأشار التقرير المنشور في «ميدل ايست اونلاين» الى ان الاميرة عادلة ابنة العاهل السعودي قد كسرت طوق «النقاب الأسود» أمام المرأة في بلادها وظهرت في صورة جديدة بغير الحجاب التقليدي وأكتفت بوضع شال على رأسها أظهر مساحة من شعرها. وأثارت الصورة التي تداولتها وسائل إعلام الكترونية وقنوات تلفزيونية حيزاً من التفاؤل في الوسط النسائي السعودي على أمل التخلص من «سجن الرجال» وتقاليد العصور المظلمة، فيما أثارت غضب المتشددين الاسلاميين، وفق ما نقله الموقع ذاته. وأثارت الاميرة التي تصفها أوساط سعودية بانها أقرب بنات العاهل السعودي الى نفسه، ردود فعل بمواقفها الداعمة للمرأة وخروجها من «سجن الرجال السعودي». وفي سؤال حول رأيها في النقاب والجدل الدائر حول ارتدائه تقول عادلة «النقاب يرجع في الأصل إلى التقاليد وليس الدين فهنا يمكنك رؤية نساء تغطي وجوههن أو تغطي شعرهن فقط، وأنا شخصيا لا أرى أي اعتراض على الحجاب الذي يغطي الشعر وأرى أنه مطابق للإسلام أكثر من الذي يخفي الوجه ولكن لماذا نطرح هذا السؤال إذا كان لكل منا حرية الاختيار، لكن النقاب لا يمكن أن يكون مسموح به في الأماكن التي تحتاج لإجراءات أمنية». وتستنكر الأميرة استمرار منع الاختلاط بين الجنسين في بعض الأماكن «لماذا لا يمكن للأفراد الحفاظ على احترامهم المتبادل في العمل كما هو الحال في المستشفيات، وفي الحج، يمكن القول إن الأمر سيأتي بالتدريج وبوضع قوانين ضد التحرش». وتضيف «أتمنى أن نتجاوز مسألة منع المرأة السعودية من قيادة السيارات إلا أن الأمر ليس بيدي». نساء للقيادة وقد انتفضت إرادة السعوديات ضد «سجن الرجال» في واحدة من أشجع الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة. وانطلقت الحملة عبر مواقع «يوتيوب» و»فيسبوك» و»تويتر» تحت عنوان «نساء للقيادة» لتشجيع النساء على الجلوس خلف مقود السيارة في السعودية. وسجلت المئات من النساء للمشاركة في هذه الحملة، التي ستنطلق في السابع عشر من جوان المقبل. وقالت منال، إحدى منظمات الحملة «لا يوجد نص في قانون المرور يمنع النساء من القيادة، فهم يمنعون النساء من القيادة لأنهم لا يقبلوهن.» واضافت «كان علي البحث في أحد الأيام عن سيارة للأجرة لمدة ساعة ونصف، وحاولت الاتصال بشقيقي ليقلني، إلا أنه لم يجب، كنت أبكي، تخيلوا سيدة في الثانية والثلاثين وأم لطفل في الخامسة، تبكي وسط الشارع لعدم وجود أي شخص يعيدها للمنزل». وذكرت منال ان الحملة بدأت بالفعل، فهناك عدد من السيدات ممن تشجعن للقيادة بمفردهن، كما أنهن قمن بتحميل قصصهن على قناة خاصة في موقع يوتيوب. وتستمر الحملة في جمع التواقيع لإيصال رسالة الى العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، مفادها أن النساء بعد 17 جوان، سيجلسن خلف مقود السيارة في شوارع المملكة. وسبق وان شكك أمير سعودي بارز في الحاجة إلى منع النساء من قيادة السيارات وقال إن رفع الحظر سيكون خطوة أولى سريعة لخفض اعتماد المملكة على الملايين من العمالة الأجنبية. وقال الأمير الوليد بن طلال وهو أحد المدافعين عن إصلاحات عمه الملك عبد الله إنه يمكن للمملكة أن تعيد نحو 750 ألف سائق أجنبي إلى بلادهم إذا سمح للمرأة بقيادة السيارة.