تونس (الشروق) : تغطية عبد الرؤوف بالي استنكر حزب العمل الوطني الديمقراطي أمس تكتم الحكومة وولاية نابل حول حادثة استشهاد أحد مناضليه وهو محمود التومي وعدم تحملها لمسؤوليتها معتبرا أن الحكومة كانت المتسبب الرئيسي في مقتله كما أنها ساهمت في حملات التضليل الإعلامي حول الحادثة وأن عدم إقالة «معتمد فاسد»كانت السبب الحقيقي وراء الأحداث التي شهدتها منطقة سليمان. وأكد السيد عبد الرزاق الهمامي رئيس الحزب خلال افتتاحه لندوة صحفية أمس «حول استشهاد محمود التومي» أن هذه الندوة تأتي في اطار مساعي حزبه إلى كشف الغموض واللبس حول الحادثة وأنه يطالب ببعث لجنة مستقلة للتحقيق في ملابسات الحادثة إلى جانب المسار القضائي . واستغرب الهمامي موقف الحكومة التي لم تتخذ أي خطوة ولو من أجل مواساة عائلة الفقيد وأن الاتصال منقطع منذ الواقعة مع المعتمدية والولاية والحكومة وفي هذا الصدد أعلن أنه سيلتقي قريبا بالوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي وأن استشهاد التومي سيكون أحد المحاور التي سيثيرها معه ومن جانبه أكد السيد نبيل الهواشي أن الحدث يجب أن ينزل في اطاره معتبرا أنه يأتي في إطار تمسك الأطراف التقدمية بواجب إبعاد التجمعيين وأن ردة فعل الحكومة كانت عبر نشر حالة من الانفلات الأمني..أمن شعبنا الحقيقي في حريته، نسعى إلى قطع الطريق أمام عودة الاستبداد من خلال عقد جمهوري يحافظ على مكاسب الجمهورية . وعلى صعيد آخر أوضح السيد محمد العقربي أن التومي كان مشرفا على شبيبة حزب العمل الوطني الديمقراطي في ولاية نابل وكان عضوا في مجلس مقاومة الفساد وحماية الثورة في سليمان وأنه يوم 8 ماي حضر اجتماع بمقر المجلس وقد سمع المجتمعون أن هناك عددا من العاطلين قدمت لهم فلول التجمع أموالا للقيام بأعمال حرق ونهب وتخريب وتابع المتحدث قائلا:« على الساعة السادسة قطعنا نشاطنا واتجهنا لتأطير التحرك وللوقوف بين قوات الأمن والجيش والمتظاهرين وقطع الطريق على المندسين أحد عناصر الجيش كان قد إفتك من شاب (14سن) دراجة هوائية وبعد الاتفاق على ارجاعها تواصل رمي الحجارة وفي حالة الارتباك تلك أطلق أحد عناصر الجيش رصاصات في الهواء وآخر خلفه صوب الرشاش تجاه عدد من الشباب فأصيب التومي في الظهر كما أصيب الشاب محمد بولبيار في الساق». وفي الاطار ذاته أكد السيد رضا السلايمي أن الحزب لا يتهم جيشنا الوطني وإنما يطالب بأن يتحمل من قام بالاغتيال مسؤوليته كشخص دون أي مس بالجيش خاصة وأنه يخوض معركة الآن ضد الارهاب ونعتز به كثيرا» أسئلة «الشروق» ألا يمكن أن تعتبر هذه الندوة خطوة ضد الجيش الوطني خاصة في الظرف الحالي؟ وكيف تحركتم كحزب ضد فلول التجمع خاصة وأنكم تقولون إنهم معروفون بالنسبة إليكم؟ القضاء العسكري تعهد بهذه القضية وأحال على التحقيق عسكري متهم بالقتل العمد مع سابق الاضمار وتهمة محاولة القتل بسابق الاضمار أيضا. وكان القضاء المدني قد تعهد بالنظر في القضية وبحكم أن الطرف المقابل عسكري تمت إحالة الملف إلى القضاء العسكري. إن ما نريد التأكيد عليه هو أن مواصلة النظر في القضية من قبل القضاء العسكري لا يمكن أن يحول دون فتح تحقيق آخر في ملابسات استشهاد محمود التومي لكي لا تسمح أي جهة لنفسها بتحريف الحقائق وهذا لا يعني أن لدينا أي حقد على مرتكب الفعلة أو موقفا عدائيا من المؤسسة العسكرية من حق عائلة الفقيد ورفاقه أن تعلن الحقيقة كما يجب أن تحفظ الحقوق المادية لعائلته. لدينا أي موقف عام من مسألة تمويل المخربين في جميع مناطق البلاد وهذه الأطراف موجودة ونطالب بالإسراع في محاسبة الفاسدين عندما نرى تلكؤا من الجهات المكلفة بهذه المهمة يجب على التونسيين أن يتحركوا وهم يتحركون لكن يتم خلط الأوراق وتحويل وجهة التحركات. السيد عبد الله القاسمي منسق مكتب سليمان يقول إنه كان حاضرا فما هي خلفية الأحداث التي سبقت مقتل التومي؟ يطالب أهالي سليمان منذ مدة بتغيير المعتمد فهو رجل فاسد ومعروف بفساده وقابلنا الوالي وقدمنا له عريضة في ذلك كما طالبنا بتغيير رئيس البلدية للسبب ذاته وقدمنا عريضة في أمره أيضا لكن شيئا لم يحدث وهو ما أغاض المتساكنين وما دفع مئات من شباب المنطقة إلى الاحتجاج وبالطبع استغلت فلول التجمع ذلك وأرسلوا من دفعوا الأموال لعدد من العاطلين ليقوموا بأعمال التخريب وحصل ما حصل.