عرفت غراسة الأشجار المثمرة بجهة جندوبة تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة مما حول الحقول الخاصة بهذه الغراسات الى زراعات كبرى رغم أن كل ممهدات النجاح في هذا القطاع واعدة من خلال الثروات المائية الهامة التي تتوفر بالجهة 362 مليون م3 عن طريق السدود والبحيرات والآبار وكذلك المناخ الملائم لهذه النوعية من الغراسات إضافة الى ترامي الأراضي الزراعية الخصبة وإمكانية ترويج المنتوج للاستهلاك الطازج أو لوحدات التحويل. لكن هذه العوامل لم تشفع لقطاع الأشجار المثمرة بأن يكون في حجم التطلعات ويفي بحاجة الأسواق الداخلية فتراجع الانتاج وتراجعت معه المساحات الزراعية. ولمعرفة سبب هذ التراجع في الانتاج والغراسة اتصلت «الشروق» ببعض الفلاحين الذين أكدوا أن طرق ريّ الأشجار المثمرة خاصة الري الموضعي وارتفاع كلفته سبّب نفورا عند الفلاح، هذا ينضاف الى طول انتظار الأشجار المثمرة حديثة الغراسة الى حين وصولها الى مرحلة الانتاج وهو انتظار يتطلّب سنوات ومواسم قد ينفد معها الصبر، فالفلاح محسن السلطاني يرى أن الطرق الحديثة في الريّ المتعلقة بالأشجار المثمرة وبقدر مردوديتها في توفير الكميات الضرورية من المياه للشجرة وترشيد استهلاك المياه فإن ثمنها المرتفع عجّل بالعزوف عن غراسة الأشجار المثمرة التي تتطلب مجهودات مضنية من الفلاحين وعناية خاصة من خلال التعهّد والتقليم والري يكون في معزل عنها عند توخّي زراعة الحبوب، هذا اضافة الى ارتفاع حجم أيام العمل المتعلقة بالحقول المخصصة للأشجار المثمرة والتي قد تتواصل على مدار السنة. أما الفلاح حميد الفدّاوي فيضيف بأن ارتفاع كلفة الريّ سواء التجهيزات أو معلوم الاستهلاك وارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة ساهم كثيرا في عزوف الفلاح عن تعاطي غراسة الأشجار المثمرة التي ترتبط أيضا بالعوامل المناخية وتكون عرضة للبَرد والأمراض الفطرية. مصدر من المندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية أوضح أنه لا ترقى الى الشكّ المردودية الجيدة للأشجار المثمرة بجهة جندوبة رغم محدودية الأراضي المخصصة لذلك وتراجعها ويبقى الحلّ في استرجاع هذا النشاط لهيبته من خلال تشجيع الفلاحين وتسهيل طرق تعاطيهم للنشاط وتوفير المشاتل الممتازة التي تتماشى وخصوصيات الجهة تربة ومناخا ولا شكّ أن الصبر الى حين وصول الغراسات طور الانتاج مطلوب من الفلاحين للحصول على النتائج المرجوّة. ومهما تكن من أسباب وتبريرات فإن قطاع الأشجار المثمرة يبقى في حاجة الى عناية إضافية وسياسة جديدة تمكّن من تحسين المساحات المزروعة والانتاج من خلال توفير التشجيعات اللازمة.