تلميذ تحدي التيك توك. يعود بفيديو جديد بعد طرده النهائي    عاجل: إجراءات استثنائية لتنظيم عمليات توزيع هذه المنتوجات ومراقبتها    طالب باعتقال محمود عباس.. الخارجية الفلسطينية تدين تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي    السعودية: بيان ملكي عن زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن    عاجل/ متابعة لفاجعة مساكن: 15 مصابا حالتهم حرجة..(صور)    في أول زيارة له لمصر:الفنان الأمين النهدي يحضر خصيصًا العرض الرسمي لفيلم "الجولة13"    قفصة...على خلفية إلغاء تربص... طلبة العلوم الاجتماعية والتربية يحتجون    عاجل: تحويل جزئي لحركة المرور... التفاصيل    إبراهيم الرفاعي يكشف: بعد خطاب أريحا: المخابرات الأردنية حرّضت على بورقيبة    المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر ...مشروع للطاقة الشمسية ومركز بحث و تكوين للطلبة    نقيب الفلاّحين بالمهدية ل«الشروق» المؤشّرات الأوّلية تُبشّر بموسم زيتي ناجح    الكوتش وليد زليلة يكتب: ضغط المدرسة.. ضحاياه الاولياء كما التلاميذ    العلم اثبت قيمتها لكن يقع تجاهلها: «تعليم الأطفال وهم يلعبون» .. بيداغوجيا مهملة في مدارسنا    في صمت .. السّيدا تتفشّى في تونس    عاجل: شارك في استهداف حافلة عسكرية: هذا ما تقرّر ضد الارهابي الشعشوعي    الاتحاد الأوروبي يسلّم تونس 47 سيارة إسعاف    تونس تترقب زيادة في انتاج زيت الزيتون بنسبة 47 بالمائة خلال موسم 2025 - 2026    عاجل: قرعة تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2027 في هذا الموعد    ألعاب التضامن الاسلامي : التونسي معتز العيفاوي يحرز الميدالية البرونزية    تونس تتسلّم 30 قطعة أثرية بعد ترميمها في روما    فرنسا وألمانيا في الصدارة...تونس تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الاستثمار!    ألمانيا تستأنف بيع الأسلحة للاحتلال..#خبر_عاجل    تطاوين: المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تنظم يوما جهويا حول استغلال مادة المرجين في القطاع الفلاحي    أعراض خفية وخطر كبير: كل ما يلزمك تعرفه عن حساسية ''ألفا-غال''    مدنين: تمرين محاكاة تطبيقي لاخماد حريق بوحدة صناعية    المعهد القومي العربي للفلك يعلن عن غرة جمادى الثانية    Titre    موعد مباراة الترجّي ضدّ الملعب المالي    أيام قرطاج السينيمائية: 9 أفلام تونسية ضمن المُسابقات الرسمية    تقدم اشغال مضاعفة الطريق الرومانية جربة-جرجيس بنسبة 74 بالمائة    وزارة التربية تنشر الإجراءات الاستثنائية لمترشحي الباكالوريا من ذوي الإعاقة والاضطرابات الخصوصية    أسعار شقق السنيت لفائدة الأجراء..#خبر_عاجل    مأساة في المدينة المنورة...عشرات القتلى في اصطدام مروع بين حافلتهم وصهريج نفط    مستقبل القصرين: انهاء العلاقة التعاقدية مع المدرب مجدي الراشدي    11 فقرة.. تفاصيل المشروع الأمريكي حول غزة في مجلس الأمن    إجراء 15 عملية زرع أعضاء في أقل من شهر واحد نتيجة قبول 4 عائلات تونسية التبرع من ذويها المتوفين    الطبيب التونسي خالد ناجي رئيسًا للجمعية الإفريقية لأمراض النساء والتوليد    نشرة متابعة: انخفاض في الحرارة مع أمطار مؤقتا رعدية آخر النهار    كارثة في القيروان: طفل يقود سيارة والده ويصطدم بسيّارات ومركز صحّة!    النادي الإفريقي: الإطار الفني يرفض خوض مباراة ودية مع أحد الأندية الليبية    كأس العالم لأقل من 17 سنة: قمة البرازيل وفرنسا تتصدر مشهد ثمن النهائي    نابل: أهالي قليبية يحتجّون للمطالبة بغلق المصب العشوائي " واد الإمام "    بنغلاديش: صدور الحكم بإعدام الشيخة حسينة    حذارِي! عادات يومية خاطئة تدمر ذاكرتك    الحرس الديواني يحجز بضائع بقيمة ناهزت 30 مليون دينار..وهذه التفاصيل..    هام/ وزارة الفلاحة تنتدب..    عاجل: على موعد قريب مع الأمطار    مباراة ودية : المنتخب التونسي يختبر قدراته أمام العملاق البرازيلي قبل الاستحقاقين العربي والإفريقي    "بسبب السحر".. مشادة قوية بين مدرب نيجيريا ولاعبي الكونغو الديمقراطية    جامعة التعليم الثانوي تقرّر مقاطعة كل أشكال التقييم الجزائي بداية من الثلاثي الثاني    بنزرت: إنقاذ شابين من الغرق حاولا اجتياز الحدود البحرية خلسة    شوف شنيا يصير لبدنك كان تشرب الماء ''بالقارص'' كل يوم    أريانة: تكريم محمد علي بالحولة    "فاشن بوليس": اطلالات مُميزة لمشاهير تونس في حفل نجوم تونس و الهام شاهين تثير الجدل!    مصر.. القبض على فنان معروف بحوزته مخدرات في ميدان التحرير    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    كم مدتها ولمن تمنح؟.. سلطنة عمان تعلن عن إطلاق التأشيرة الثقافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوطن القبلي: الحرارة وملوحة الماء تهدد قطاع القوارص
نشر في الشروق يوم 29 - 07 - 2011

تتميز جهة الوطن القبلي بوفرة انتاجها من القوارص بمختلف أنواعها وهذا راجع بالأساس الى ملاءمة التربة والمناخ معا. ولئن قدرت صابة الموسم المنقضي بحوالي 240 ألف طن على المستوى الوطني فان 80 % منها منتجة بجهة الوطن القبلي.
المنتجون لهذا القطاع الهام يواجهون عديد المشاكل والعراقيل التي تعترضهم كل موسم فلاحي أهمها تفشي الأمراض التي تصيب غابة القوارص وارتفاع كلفة الإنتاج بالاضافة الى ارتفاع أسعار مياه الري وتراجع الكميات الموجهة الى السوق الخارجية وهي كلها عوامل ساهمت الى جانب ارتفاع نسبة الفوائض على القروض وهو ما جعل الفلاح لا يولي عناية كبرى لغراساته من القوارص وهو ما اثر على الجودة والمردودية ودفع بعديد الفلاحين الى اشهار افلاسهم وبيع اراضيهم أو الالتجاء الى النزاعات القضائية بالنسبة للورثة والشركاء فيما اضطر البعض الآخر الى تغيير الاختصاص الفلاحي من القوارص الى قطاعات أخرى أكثر مردودية .
مشاكل بالجملة
فالمشاكل التي يعانيها قطاع القوارص وجبت دراستها والتعمق فيها من قبل الهياكل المختصة لإيجاد الحلول الكفيلة بانقاذ هذا القطاع الحيوي من التراجع وحماية الفلاحين من الخسائر التي يتكبدونها من موسم الى آخر.
السيد بنعيسى الطبيب فلاح ومنتج قوارص بجهة منزل بوزلفة يرجع الأسباب الحقيقية لتراجع قطاع القوارص الى ارتفاع درجات الحرارة بصفة غير عادية خلال فصلي الصيف والخريف خاصة في السنين الأخيرة وهو ما يسبب ارتفاع نسبة السكر داخل الثمرة مما يؤدي الى نضجها قبل الأوان وسقوطها على الأرض قبل جنيها.
وفي ما يخص المشاكل التي يعاني منها القطاع ككل اعتبر السيد بنعيسى الطبيب أن الكلفة التي يتحملها الفلاح عند الانتاج تعد مرتفعة خاصة كلفة الأدوية والأسمدة التي بلغت أسعارا قياسية لا يقدر عليها الفلاح مهما كان دخله السنوي فيضطر الى التنازل عن استعمال البعض من هذه الأدوية وهو ما يؤدي الى تفشي الأمراض لا فقط داخل حقله وحسب وإنما تتعدى ذلك عن طريق العدوى الى الحقول المجاورة.ويضيف السيد بن عيسى الطبيب قائلا إن سعر البيع عند الانتاج منخفض ولا يغطي المصاريف ولذلك لا يستفيد من القطاع الا الوسطاء والتجار.
المشاكل نفسها تقريبا عددها السيد التوهامي بن عمر حمودة الذي أضاف قائلا ان عدم تجديد المغروسات يعد من بين الأسباب الرئيسية لتراجع منتوج القوارص خصوصا في جهة بوعرقوب التي تعد من أهم مناطق الانتاج في ولاية نابل الى جانب منزل بوزلفة وبني خلاد وأضاف أن قلة اليد العاملة الفلاحية ساهمت في ارتفاع الأجور وبقاء الصابة على رؤوس أشجارها أكثر من اللزوم وهو ما يؤثر سلبا على الجودة.
ويشاطره الرأي السيد جميل ناصف فلاح من منزل بوزلفة الذي قال إن نضوب الموارد المائية أثر بشكل ملحوظ على تدهور الجودة والمنتوج معا خلال السنين الأخيرة .وأضاف أن المياه السطحية أصبحت ذات ملوحة عالية بسبب كثرة استهلاك مياه الري وحتى الآبار الارتوازية شملتها الملوحة وهو ما اثر سلبا كذلك على الشجرة والثمار. واعتبر السيد علي ناصف أن مياه الري التي تشرف عليها الجمعيات المائية لا تفي بالحاجة فكثرة الطلبات خلال فصل الصيف تساهم في تعطيل الفلاح عن الحصول على مناباته من هذه المياه في الوقت المناسب و بالكمية الكافية.وأرجع السيد علي ناصف سبب ملوحة المياه إلى ندرة الأمطار.وأضاف أن الحل للقضاء على مشكل النقص في المياه،يكمن في تشجيع الفلاحين على استعمال مياه الشمال(مجردة الوطن القبلي) بكميات معقولة وبأسعار تفاضلية لتخفيف العبء على الآبار الارتوازية.وذكر السيد علي ناصف أن الفلاح يجد نفسه مجبرا على عدم استغلال مياه الشمال نظرا لارتفاع تكلفتها ليفضل استعمال الآبار الارتوازية وهو ما من شأنه أن يساهم في نضوب المائدة المائية وارتفاع ملوحة المياه الباطنية. وطالب في الأخير بضرورة مساعدة الفلاحين على تجاوز مشكل مياه الري عن طريق منحهم بعض الامتيازات الجبائية والتخفيض في الأسعار وتأجيل عمليات الدفع الى ما بعد جني الصابة .
أما منطقة بوعرقوب التي تتميز هي أيضا بانتاجها الغزير للقوارص التي تغطي قرابة 872 هكتارا فان مائدتها المائية مهددة بالنضوب بحكم عزوف فلاحي الجهة عن استعمال مياه ري الشمال واقبالهم الشديد على استعمال الآبار الارتوازية رغم أن حصة بوعرقوب من مياه الري مقدرة ب 3 ملايين متر مربع لا يستغل منها منتجو القوارص سوى 722 ألف متر مكعب سنويا.
خطة متكاملة
وفي رده على الاستفسارات التي طرحناها عليه والمستخلصة من الاشكالات الواردة على ألسنة الفلاحين المستجوبين ألمح السيد مصطفى بن جميلة رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل الى أن ما يعانيه القطاع الفلاحي من تراكمات يعود الى سنين خلت بسبب المحسوبية والتناحر على الكراسي مقابل اهمال المشاغل الجوهرية للفلاح والسعي الى تهميشه واغراقه في الديون حتى يكون مطيعا لأصحاب الوعود الوهمية لكن اليوم تغير الحال ولم يعد من الممكن التمادي في سياسة الوعود والأرقام الزائفة التي لم تعد تنطلي لا على الفلاح ولا على المواطن العادي واضاف السيد مصطفى بن جميلة أنه ومنذ اشرافه على هذا الهيكل الجهوي الحساس قام بوضع خطة متكاملة ومدروسة للنهوض بقطاع الفلاحة بجهة الوطن القبلي تستمد أسسها من مقترحات الفلاحين وشرعت مختلف المصالح التابعة للاتحاد في تنفيذها قبل اندلاع الثورة أي أياما قليلة من انتخابنا على رأس هذا الهيكل الحساس وطالب السيد بن جميلة الفلاحين بضرورة الاستعانة بالصبر والانكباب على الانتاج وفسح المجال أمام الهياكل المتصلة بالقطاع لدراسة المشاغل المتراكمة وايجاد حلول جذرية لها حتى يتمكن الجميع من النهوض بالقطاع الفلاحي بصفة عامة ورد الاعتبار للفلاح بصفة خاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.