أسس التنمية الشاملة في ربوع جرجيس متعددة ومتباينة, طموح مواطنيها ملحوظ لكن التغافل عنها لأكثر من خمسين سنة كان مقصودا لاعتبار موقعها في أقصى الجنوب ولعدم احترام وجوب التكافؤ بين الجهات, مشاريع قليلة جدا انجزت (فضاء اقتصادي وميناء تجاري وميناء صيد بحري) لكنها انجازات منقوصة لم تجن ثمرته فذاك الفضاء الاقتصادي أصيب بالركود رغم بلوغ عمره العقدين مؤسساته اليوم قلت وعزوف المستثمرين واضح وجلي لفقدان ضروريات النجاح فيها, وذاك الميناء التجاري يكاد يكون في إجازة مستمرة لولا حركية بعض البواخر الناقلة للبترول وللملح بينما دفع المسار التنموي المتواصل فيه ينتظر إرادة الدولة الفاعلة في تنشيطه كجعله همزة وصل لسفر وعودة أبناء ولايات الجنوب المقيمين بالخارج على غرار بقية الموانئ ,وتلك المنطقة السياحية التي ظلت بمكوناتها الطبيعية المتعددة صامدة وكانت محل طمع الطرابلسية, (لا يتجاوز عدد الوحدات السياحية بها 10), مشاغل الفلاحين حدث ولا حرج إذ لا موارد مائية متوفرة وغلاء في الأعلاف وفقدان للمراعي الطبيعية ناشدوا طويلا إنصافهم باسترداد أرضهم المعروفة بالشوشة حيث ملوا رد المسؤول الناص على ان ملفها لدى الرئيس, هرب الرئيس وبقيت ارض الشوشة محجوزة هرب الطرابلسية وبقيت المنطقة السياحية للا حليمة فمن المنقذ؟ محلات صغيرة متناثرة هنا وهناك لفن الحدادة والنجارة مصنعان متواضعان لصنع الجليز مشاريع قليلة لقص وصقل الرخام واثنان لتعليب التن وكل ما ذكر وباؤه على البيئة اكبر من نفعه على الفرد , فأما المنطقة الصناعية فأصبحت كلحن مميز لمنوعة تصحب برمجة المحطات الكبرى للدولة دون جدوى, الإعدادية والمعاهد الثانوية تفتقر لأساتذة موسيقى ومسرح فضلا عن قاعة سينما , مناطق أثرية مهملة دون ان تشملها حفريات بل أفلست من محتواها ونهبت وتم الزحف على أراضيها, وإذا استثنينا جمعيتي كرة القدم فان التصحر الرياضي يصيب هذه الربوع, الملعبان المعشب وغير المعشب استويا من حيث النقائص الضرورية ناديان متواضعان للأطفال في عمادتين من ستة عشرة عمادة والحديث عن الطفولة يخجل كثيرا لعدم القدرة على توفير ما تستحق هذه الفئة, باطن جرجيس لا يتوافق مع ظاهرها, ومطلب التقسيم الإداري بات من المطالب الملحة وإحداث معتمديتين ستنهضان بالمنطقة الممتدة على مساحة 64000 هك وعدد متساكنيها 120 ألفا, وبالتقسيم سينجز مركز فني لفحص السيارات وتهيأ الطريق الجهوية 117 ويؤم الشباب مركز تكوين متعدد الاختصاصات وينشط السباحون بقاعة مغطاة, والفلاحون يشمرون عن سواعدهم بحفر الآبار, وتتوفر المراعي الطبيعية بأرض الشوشة.