تكفلت المباريات الأخيرة للترجي الرياضي بإنهاء حالة القلق التي انتابت جماهيره لفترة طويلة بسبب الضعف الفادح لحرّاس المرمى وهو ما انجر عنه تكبد الفريق لهزائم مدوية. ظل فريق «باب سويقة» عبر تاريخه الطويل معقلا للأسماء الكبيرة على مستوى خطة حراس المرمى بداية بمختار القابسي والمرحوم كمال كرية والناصر شوشان والشيخ ساك والواعر وصولا الى جون جاك تيزيي الذي يبدو أن مغادرته لحديقة المرحوم حسان بلخوجة جعلت الأصفر والأحمر يواجه أزمة حقيقية على مستوى حراسة مرماه وذلك حتى بروز الحارس الصاعد معز بن شريفية (من مواليد 24 جوان 1991) الذي أكد بأنه أصبح الاختيار الأفضل وان اجباره للحراس الآخرين للفريق على ملازمة بنك البدلاء بالرغم من انهم يكبرونه سنّا ويفوقونه خبرة يقيم الدليل أيضا على الامكانات العريضة لهذا الشاب. «الشروق» تحدثت الى بن شريفية فكان لنا معه الحوار التالي: في البداية، وبما انك تمثل الحارس الأول في صفوف المنتخب الاولمبي هل تعتقد انكم قادرون على تجاوز عقبة منتخب السينغال عندما تواجهونه خلال الأيام القادمة؟ أظن ان منتخبنا الوطني الاولمبي بحوزته عدة عناصر متميّزة وبالرغم من انه ليس لدينا فكرة واضحة عن المستوى الفني لمنتخب السينغال فإننا عاقدون العزم على تحقيق الفوز. ألا تعتقد أن تألقك مع المنتخب الاولمبي سيعبد أمامك الطريق مستقبلا للالتحاق بالمنتخب الوطني الأول؟ بكل تأكيد، فأنا أتطلع الى تحقيق هذا الحلم في القريب العاجل وذلك من خلال مواصلة العمل والمثابرة سواء في صفوف المنتخب الاولمبي او كذلك مع الترجي الرياضي. ما هي حظوظ تتويجكم بلقب البطولة خلال الموسم الحالي خاصة بعد عودتكم بانتصار ثمين من صفاقس وتحقيقكم لفوز عريض على حساب الملعب التونسي؟ شخصيا أعتقد ان جميع المقابلات التي تنتظرنا خلال الأيام القادمة ستكون أشبه بمباريات الكأس اي أنها لا تقبل القسمة على اثنين ولا مجال فيها للتدارك وبخصوص لقب البطولة فلا أنكر انني انتظر شخصيا حدوث مفاجأة في مقابلة شبيبة القيروان اليوم أمام النجم الرياضي الساحلي منافسنا المباشر على اللقب ذلك انه من حقنا ان نتطلع الى هدية قد تأتي اليوم من القيروان. ألم يكن بإمكانك أخذ أسبقية مريحة على حساب النجم عندما واجه فريقكم قوافل قفصة والاولمبي الباجي في تونس؟ نعم لقد كنا امام فرصة سانحة لتعميق الفارق الذي يفصلنا عن النجم ولكن يبدو اننا وقعنا في فخ الاستسهال وربما التراخي في بعض الأحيان ولكن لا ننسى ان فريقي القوافل والاولمبي بالغا في لعب الدفاع وهو ما جعلنا أيضا لا نجد الحلول المناسبة للإطاحة بهما. في سياق حديثك عن الدفاع، لاحظنا ان خطكم الورائي استعاد عافيته خلال المقابلات الماضية، فهل من تفسير واضح لذلك؟ شخصيا يمكنني تفسير المردود المتميّز الذي أظهره دفاعنا في الآونة الأخيرة من خلال المنهج الجديد الذي زرعه المدرب نبيل معلول صلب الفريق حيث لم تعد مهمة الدفاع تقتصر على مجهودات المدافعين وحارس المرمى فحسب بل اصبح المهاجمون ايضا يساهمون بقسط وافر في قطع الكرات وهدم هجومات الفرق المنافسة بمن في ذلك المهاجم «درامان» كما ان خطوطنا الثلاثة أصبحت متقاربة جدّا. ما حكمك على مردود المدافع الكامروني «بانانا» الذي شبهه معلول مؤخرا بالمدافع الفرنسي الشهير «ديسايي»؟ «بانانا» ينتمي الى المنتخب الاولمبي الكامروني ولاحظت انه يلتزم بالقيام بدوره الدفاعي دون زيادة أو نقصان وهو ما جعله يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية للفريق. وماذا عنك خاصة أن مهمتك كانت تبدو عسيرة جدّا في ظل تواجد النوالي والماجري ونوّارة؟ نعم أعترف بأن مهمتي لم تكن سهلة ولكن الحمد لله ان ثقتي في امكاناتي كانت كبيرة. بالاضافة الى مراهنتكم على لقبي البطولة والكأس فإن رابطة الأبطال الافريقية تتصدر اهتماماتكم، فماهي حسب اعتقادك حظوظكم في المجموعة التي ضمت الأهلي المصري ومولدية الجزائر فضلا عن «سمبا» أو الوداد البيضاوي؟ أظن ان المشاركة السابقة لفريقنا في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية ساهمت في اكتسابنا لعنصر الخبرة القارية ولدينا الثقة في الامكانات الفنية العالية لبعض اللاعبين وأعتقد ان بلوغ اي فريق دوري المجموعات يؤكد قوّته وهو ما يعني انه لا وجود لفرق سهلة في مثل هذه المسابقة. بعد تألقك الواضح طيلة الفترة الماضية هل يمكنك ان تؤكد لجماهير الترجي الرياضي انه ودع الى الأبد ازمة حراسة المرمى التي بقي يعيش على وقعها منذ اعتزال الواعر و«تيزيي»؟ شخصيا أشعر بالفخر والاعتزاز لأنني تلقيت تكوينا ترجيا خالصا حيث التحقت بالترجي وكان عمري آنذاك عشر سنوات وكثيرا ما تحفزني جماهير الترجي الرياضي عندما تخبرني بأنها بقيت تنتظر بروز حارس مرمى في صفوف الفريق الأول يكون أحد أبناء النادي بما ان هذا الأمر يشكل في حدّ ذاته سببا إضافيا للتألق. لكن ما حكاية اسم «ثعلوبة» الذي أطلقه بعضهم عليك؟ إنها قصة طويلة وقد يصعب شرحها الآن. نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ بالرغم من تألقي طيلة الآونة الماضية فإنني أعتبر نفسي مازلت في أول المشوار وسأواصل العمل بجدية لأحقق أهدافا أكبر.