بعد ان شهدت مدينة الرقاب على غرار العديد من المناطق الأخرى بالبلاد في المدة القصيرة الفارطة حالة من الانفلات الأمني الخطير اجتمع الاهالي وقاموا بتكوين لجنة استشارية لتجاوز تلك المرحلة ودعوا كافة اهالي الرقاب الى الالتفاف والتضامن من اجل توفير مناخ آمن بالمعتمدية حتى يتسنى انجاح الموسم الدراسي والموسم الفلاحي وتوفير ظروف آمنة وطيبة لكل الفلاحين والمستثمرين هؤلاء الذين بدت عليهم حالة من الهلع والخوف والفزع خاصة وان موسم ترويج وتصدير المنتوجات الفلاحية قد انطلق وتحديدا منها الغلال . «الشروق» قامت بجولة في بعض المناطق الفلاحية بالجهة ورصدت عمليات الجني والتغليل وايضا حركة النقل وترويج المنتوج . حركة السير عبر الطريق المعبدة التي سلكناها كانت طبيعية وفي كل مرة كانت تعترضنا شاحنات خفيفة محملة بصناديق الخوخ والبطيخ كما سجلنا ايضا وبجانب احدى المحطات الخاصة المعدة لتجميع الغلال قصد تصديره وقوف بعض الشاحنات الثقيلة المعدة للغرض . انتهت رحلتنا مع المعبد لنسلك بعد ذلك وقبل وصولنا الى وجهتنا المحددة احدى المسالك الفلاحية وهنا تصطدم بالواقع المرير ومكابدة اهالي تلك المناطق بسبب رداء ة الطرقات وصعوبتها لتزداد سوءا خلال هذه الفترة التي تشهد حركة مكثفة لوسائل النقل المتنوعة من شاحنات خفيفة وجرارات وشاحنات ثقيلة .... وضعنا الرحال في احدى الضيعات المزروعة دلاع وبطيخ، مجموعات من النسوة كن منهمكات في جمع المحصول بطيخ الذي بات ناضجا فيما سجلنا حضور بعض «الغلالة» القادمين من جهات اخرى من البلاد وهم بصدد معاينة صابة الدلاع صحبة صاحب الضيعة وابن الجهة كمال عيوني الذي حدثنا عن الدور الهام لوسائل الاعلام في تفنيد تلك الاشاعات المغرضة الذي يسعى البعض من خلالها لخلق الخوف والرعب في صفوف كافة المتدخلين في القطاع الفلاحي من منتجين ومستثمرين وتجار حول غياب الامن والامان بالجهة وها انتم خير شهود على الاجواء لدينا بالاضافة الى حلول العديد من المستثمرين من داخل البلاد ومن خارجها خاصة من ايطاليا وايضا بعض الدول العربية . هنا يتدخل السيد علي الشنيتي احد المستثمرين في المجال الفلاحي أصيل سوسة مؤكدا انه قدم الى الرقاب في بداية اندلاع الثورة صحبة عائلته للوقوف على غراساته اين قضى حوالي اسبوع في اجواء وصفها بالآمنة والمطمئنة وسط التفاف وتآزر من قبل جميع اهالي المنطقة وها هويعود مجددا حيث انطلق في ترويج منتوجاته في اجواء وصفها بالجيدة . اما السيد سالم الجمل القادم من جهة باجة فقد عبر عن الاستقبال الجيد الذي حظي به من قبل الاهالي في الرقاب الذين تربطه بهم علاقات قديمة وقد اعتاد المجيء سنويا لتغليل الدلاع. الطلب أكثر من العرض ونظرا للوضع الاستثنائي الذي عاشته البلاد بداية انطلاق الثورة التي تزامنت مع غراسة الباكورات فقد تعذر على فلاحي العديد من الجهات الاخرى من البلاد القيام بالبذر والغراسة بسبب الانفلات الامني من ناحية وصعوبة حركة النقل لتوفير المشاتل والادوية والاسمدة وايضا غياب اليد العاملة وذلك ما اكده لنا السيد كريم مهندس فلاحي من اصل مغربي وصاحب منبت لمشاتل الباكورات بالرقاب الذي افادنا انه فعلا وعلى مستوى غراسة الباكورات وخاصة منها القرعيات ( بطيخ ودلاع ) فقد انخفضت المساحات المغروسة بشكل واضح في العديد من الجهات الاخرى من البلاد لكن في الرقاب ونظرا لتوفر المشاتل والاسمدة والادوية بشكل يسير فقد تمكن جل الفلاحين تجاوز تلك الفترة بسلام ونعني بذلك فترة الغراسة والبذر وعليه فقد اكد كريم ان الطلب حاليا قد تجاوز العرض مؤكدا على انه لا خوف على الموسم الفلاحي الذي يبشر بكل خير . الصابة لا تحجب النقائص «جنة واطرافك نار» هكذا وصف لنا السيد لطفي دلهومي الوضع الفلاحي بالرقاب حيث اكد انه ورغم التطور الذي يشهده القطاع الفلاحي بالرقاب على مستوى التنوع والكم وانت تتجول في تلك الضيعات تخال نفسك في احد اطراف الجنة لكن وفي المقابل فنحن كفلاحين صغار لا زلنا نعيش العديد من الصعوبات التي بسببها ظللنا ومنذ سنوات نعيش الازمات الخانقة لعدة اسباب نذكر منها خاصة غلاء الاسمدة والادوية وايضا المشاتل التي شهدت اسعارها صعودا صاروخيا مقابل محافظة منتوجاتنا على نفس الاسعار منذ سنوات هذا الى جانب التعطيلات الكبيرة التي تعترضنا من قبل مصالح الستاغ وتلكؤها في دراسة ملفاتنا حول كهربة ابارنا الفلاحية عكس معاملتها مع اصحاب الجاه والاموال التي تستجيب لهم بكل سرعة ليبقى وفي الأخير والتي نعتبرها معضلة من المعضلات القائمة بالجهة هي رداءة المسالك الفلاحية وحينما نقول انه وفي الرقاب هنالك 145 كم معبدة من جملة 1200 كم فذلك يحيلنا الى العديد من التساؤلات.