تبلغ طاقة استيعاب المنطقة السياحية جربة جرجيس 50 ألف سرير وبلغ عدد السياح القادمين إلى هذه المنطقة سنة 2010 مليون و100 ألف سائح وهو ما يوفر 20 ألف موطن شغل مباشر و80 ألف موطن شغل غير مباشر. ولكن مع الظروف التي مرّت وتمر بها البلاد، فقد انخفض عدد السياح خلال شهر مارس الماضي ليصل الى 7 آلاف سائح فقط. وحسب المندوبية الجهوية للسياحة بمدنين، فإن عدد السياح بلغ في الفترة الممتدة من غرة ماي الى 10 من نفس الشهر الجاري 22 ألف سائح مسجلا تراجعا يقدر ب48٪ مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010 حيث كان عدد السياح 42 ألف سائح. ورغم توافد عدد كبير من ممثلي وكالات الأسفار والصحفيين الأجانب بعد ثورة 14 جانفي المجيدة، فإن الاشكالية تكمن في الاعتماد على شهادات الممثلين الموجودين بجربة وجرجيس وما تنقله وكالات الأنباء علىالوضع الأمني في تونس لارسال وفود السياح. من ناحية أخرى برزت ظاهرة لم تألفها المنطقة السياحية جربة جرجيس من قبل، وهي غياب السياح الايطاليين، فالنزل التي تعودت استقطاب هذه الفئة من السياح لا تزال مغلقة والسؤال المطروح: ما سرّ عزوف السياح الايطاليين على هذه المنطقة السياحية؟ ولانجاح الموسم السياحي، يرى أصحاب النزل أنه إذا تظافرت جهود جميع المتدخلين والمهنيين في القطاع بتوفير الأمن من ناحية ونظافة المحيط وحسن تنظيم الحملات الترويجية في أوروبا يمكن انقاذ الموسم السياحي مع الاقرار بأن الحملات الترويجية لن تعط أكلها ونتائج ايجابية ما لم يتحسن الوضع الأمني وتنقية المناخ الاجتماعي في النزل وبتأجيل مطالب موظفي قطاع السياحة. فانجاح الموسم السياحي وانقاذه مسؤولية مشتركة بدءا من أهل القطاع وصولا الى المواطن العادي. فالضرورة تقتضي إذن ايجاد الحلول للصعوبات والعراقيل التي تعيق النشاط السياحي، إذ وبرغم توافد عديد وكالات الأسفار، فإن الاقبال مازال محتشما. ولكن الأمل يبقى قائما في انقاذ الموسم السياحي.