للسنة الثانية على التوالي تشهد جهة سيدي بوزيد نزول كميات هامة من الأمطار في بداية الموسم الفلاحي وخاصة في أشهر سبتمبر وأكتوبر فيتضاعف أمل الفلاحين في الحصول على كميات هامة من الحبوب ويشرعون بكل ما أوتوا من قوة في استغلال كل المساحات المتوفرة لديهم لكن هذه الحبوب وخاصة المطرية منها لا تصل إلى مرحلة الحصاد بصورة جيدة لأن النقص المشهود في كميات الأمطار خلال فترة نمو الحبوب في أشهر فيفري ومارس وأفريل يؤثر عليها بصفة سلبية كما أن ارتفاع درجة الحرارة الذي عاشته الجهة في المدة الأخيرة قد زاد في ضعف نمو وإسبال الزرع فضلا عن نزول البرد مؤخرا في الجزء الشمالي لسيدي بوزيد (قطرانة والمكارم) الذي أتلف كل الصابة تقريبا في المنطقتين. وقد قدرت المساحات المزمع حصادها هذه السنة بحوالي 34 % من المساحات المبذورة (65100 هك) ويتراوح إنتاج الحبوب فيها بين 600 و700 ألف قنطار في 11000 هك مروية و11000 هك بالمناطق المطرية. ويوجد بالجهة 6 مراكز تجميع بطاقة خزن جملية تقدر ب 41 ألف قنطار ونظرا لصغر حجم المستغلات (آلات الحصاد) فإنه سيتم الحصاد آليا في 22000 هك من جملة 51225 هك أي بنسبة 43 % فيما يقع حصاد المساحات المتبقية يدويا باعتبارها تتواجد في مناطق وعرة (أودية وهضاب وفي مساحات جبلية) وقد قدرت حاجيات الجهة من آلات الحصاد ب 36 آلة تم توفير 17 آلة منها وينتظر تعزيز هذا الأسطول بآلات أخرى من الجهات المجاورة خاصة أثناء فترة حصاد الشعير كما يوجد بالجهة حاليا 34 آلة لربط التبن ويعتبر هذا العدد كافيا لجمع الصابة حسب تقديرات الجهات الفلاحية المعنية بالجهة. وفي خصوص تل الربط فإنه تم تقدير الحاجيات الجملية بالولاية ب 360 طنا تم توفير قسط أول منها ب 20 طنا عن طريق شركة سوكوباك وقع بيعها بالكامل غير أنه يتوقع خلال هذا الموسم وحسب الزيارات للعديد من نقاط البيع نقص في التزود في هذه المادة. ولإنجاح موسم الحصاد انعقدت جلسة عمل بالولاية للنظر في حسن تنظيم الموسم بحضور كل الأطراف واتخدت جملة من الاحتياطات تمثلت في دعوة المنتجين والأطراف المعنية لليقظة التامة لحماية المزارع من الحرائق وتعهد المسالك الفلاحية بمناطق الإنتاج من قبل مصالح التجهيز بالتنسيق مع السادة المعتمدين لنقل الحبوب من الحقل إلى مراكز التجميع في أحسن الظروف وتكوين لجنة جهوية لمتابعة تقدم تهيئة مراكز التجميع ومدى توفر التجهيزات وأدوات العمل الضرورية لقبول الصابة وكذلك التنسيق مع مصالح الحماية المدنية لتأطير الفلاحين وأصحاب الآلات الحاصدة لأخذ كل الاحتياطات للتوقي من الحرائق بوضع صهريج ماء قرب الآلات وبدء عملية الحصاد من أطراف الضيعة وتشديد الحراسة بكل مناطق الإنتاج والمزيد من اليقظة. كما أوصت مصالح المندوبية الجهوية للفلاحة بسيدي بوزيد في هذا الإطار بوضع كل الوسائل المتاحة من صهاريج وجرارات وآلات حرث في حالة تأهب قصوى مع ضمان حصة استمرار بكل خلايا الإرشاد الفلاحي بمختلف المعتمديات. وتجدر الإشارة إلى أن حصاد الشعير في الجهة قد انطلق يوم 15 ماي الجاري أما حصاد القمح فسينطلق يوم 10 جوان المقبل وستفتح مراكز قبول الحبوب أبوابها كذلك في بداية جوان.