بعد التصريحات النارية المتطايرة عبر ميكروفونات الإذاعات وبلاتوهات التلفزيونات جاء زمن السلم والمصالحة والتعقل ونبذ التطرف... أسبوع ساخن قضيناه في وضعية المتفرجين المبهوتين ونحن نرى مسؤولي النجم والترجي يتقاذفون الاتهامات... الشرارة انطلقت من معلول ليدخل جنيح الصغير على الخط ومن بعدهما بعض المسؤولين الآخرين.. لغة العقل والتعقّل غابت في زحمة الحرب على لقب ثوري للبطولة يكاد الشعب الغارق في مشاكل الانفلات الأمني والسياسي وصخب الساحة الحزبية لا يلتف إليه... الكرة ليست أهم من الوطن ولا هي أكثر شعبية في الوقت الراهن وهي لم تعد على الأقل في زمن «هرمنا» «أفيون الشعوب» الذي يهرب بالناس من واقعهم اليائس ويمنحهم الفرصة للفعل ورد الفعل. مسؤولو الترجي والنجم المندفعون للدفاع عن مصالح نادييهما لم يستوعبوا هذا المستجد التاريخي ليواصل كل فرد منهم مضغ علكة التحكيم والانحياز الأعمى وليكثر اللغط وتطغى العبارات التي تنم عن قلة احترام أما ما وراء الستار فتتواصل نفس الممارسات القديمة التي خلناها اندثرت ولم يعد لها مكان في زمن التحولات الكبرى.. مازالت اللوبيات تتحرك ومازال البعض يتخيل نفسه فوق القانون وكان لا بد من أن يستفيق أحد في عش المجانين ليقول إن ما يحدث لا يليق بفريقين عريقين. أول أمس عاد الهدوء إلى علاقة الترجي والنجم عبر تصريحات مباشرة في إحدى الإذاعات.. قيل كلام جميل حول العلاقة الطيبة بين الهيئتين وضرورة التعالي على العبارات التي تخدش كرامة واعتبار كل طرف وذهب رئيس النجم الساحلي إلى حد استدعاء إدارة الترجي إلى مأدبة غداء يوم الأحد القادم على هامش مباراة المنتخب التي سيحتضنها أولمبي سوسة.. نتمنى من القلب أن تكون هذه الدعوة فاتحة عهد جديد في علاقة الفريقين وألا نعود مع أول هفوة تحكيمية أو عثرة لهذا الطرف أو ذاك إلى نقطة الصفر فلا يتبقى من مأدبة الغداء التصالحية سوى رائحة الشواء.