أكد السيد عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ان تأجيل موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لا مناص منه وانه إذا ما عدنا الى كامل تاريخ الانسانية واستعملنا كل تلك القدرات لن نتمكن من اجراء الانتخابات يوم 24 جويلية. واعتبر بن عاشور في حديث ل «الشروق» ان المقترح الذي تقدّم به أحد الاحزاب والقاضي بتطعيم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعناصر تحمل توجها سياسيا معيّنا سيكون كارثة بكل المقاييس على المسار الديمقراطي وسيقضي على حياد الهيئة. وفي ما يلي نص الحوار: ٭ كيف تنظرون الى موعد 24 جويلية بعد لقائكم بالهيئة المستقلة للانتخابات؟ وهل أصبح التأجيل ضرورة؟ التأجيل لا مناص منه، وهذا أصبح أمرا مقضيا، لأن تنظيم انتخابات المجلس التأسيسي يوم 24 جويلية اصبح مستحيلا قانونا فالفصل الرابع من القانون او المرسوم الانتخابي ينص على أن قائمات الناخبين يجب ان تكون جاهزة قبل 45 يوما من يوم الانتخاب اي انها يجب ان تكون حاضرة يوم 2 جوان وهذا مستحيل. ٭ إذن هل يمكن ان تقول بأن 16 أكتوبر أصبح فعلا الموعد البديل؟ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قررت 16 أكتوبر موعدا لإجراء الانتخابات وهي أدرى منا جميعا وقرارها مبني على معطيات علمية دقيقة ولا يمكن النقاش فيها. وإذا عدنا الى كامل تاريخ الانسانية وأتينا بكامل القوى والقدرات البشرية في العالم لا يمكن انجاز الانتخابات في 24 جويلية. إضافة الى ذلك لا يمكن تنظيم انتخابات ذات مصداقية في هذا الموعد، وهذا ما يجب ان نقدّمه وندعمه للمصلحة العامة ولفائدة البلاد. ٭ هناك طرف سياسي اقترح ان يتم تطعيم الهيئة المستقلة للانتخابات بممثلين له، فكيف تقرؤون ذلك؟ هذه ستكون أكبر كارثة على المسار الانتخابي، فتطعيم الهيئة بعناصر سياسية يكون أكبر كارثة على المسار الديمقراطي وفلسفة الهيئة العليا المستقلة الانتخابات ان تكون مستقلة وغير حزبية، لذا أبعدنا الهيئة عن اللعبة السياسية ويجب ان تكون غير منحازة لهذا الحزب او لذاك. ٭ كيف تنظرون الى العملية الانتخابية بعد الاقتناع بضرورة التأجيل؟ ان التأجيل لا يعني انه لن تتواصل النقاشات حول الموعد حيث يمكن في إطار الوفاق والحفاظ عليه ان يتم الاتفاق على موعد آخر قبل 16 أكتوبر او بعده بأسبوع أو أكثر وبما ان جميع الأطراف أصبحت مقتنعة بذلك. يجب ان يفهم الشعب ايضا فالمسألة تعنيه بالدرجة الأولى وذلك هو دور جميع الأطراف من أحزاب ومنظمات وشخصيات وطنية ووسائل إعلام. يجب ان نفسّر للشعب ان هذا التأجيل ليس عبثيا او اعتباطيا