تحيّة الى كل أم سهرت الليالي ليكبر ابنها ويترعرع بين ذراعيها، تحيّة الى كل أم قدّمت جميع التضحيات ليكون ابنها بذرة صالحة في مجتمعه وتحيّة الى كل الأمهات العاملات بشتى الميادين والقطاعات ليكن من جهة مثالا يحتذى به ومن جهة أخرى لتوفير كل ما يلزم من الراحة المادية رغم حالة التمزّق التي تعيشها كل واحدة منهن للتوفيق بين أداء واجب العمل وبين تربيتهن والقيام بشؤون المنزل. وهذه المناسبة «الجميلة» والنبيلة في آن واحد التي تذكّرنا بالشمعة التي تذوب كل يوم حتى تنير حياتنا كانت محلّ اهتمام كبير خاصة في الأوساط التربوية ورياض الأطفال ومحلّ اهتمام من قبل هياكل المجتمع المدني والأحزاب. «الشروق» واكبت الحدث والتفاصيل في الريبورتاج التالي: ورود باعة الورود كانوا جاهزين لتلبية رغبات الكثيرين في اختيار الوردة كهدية لأحلى وردة ألا وهي الأمّ. وسجّلت محلاتهم صباح أمس حركيّة هامة لا فقط لاقتناء الورود للامهات بل أيضا لتوديع الأساتذة والمعلمين الذين بذلوا طيلة سنة كاملة مجهودا لتلقينهم العلم والدروس ولئن كانت الأم هي المدرسة الاولى فالمربّون هم المدرسة الثانية. وحاول بعض المعلمين من جهتهم الاجتهاد للاحتفال بعيد الأم وذلك من خلال اعداد هدايا رمزية للأمهات بمساعدة التلاميذ. وساهمت بعض المدارس لا سيما منها مدرسة الحبيب بورقيبة بالمرسى في تحفيز التلاميذ على تقديم هدايا رمزية لأمهاتهم. وبهذه الحركة النبيلة يشعر التلميذ بالسعادة لأنه يقدّم لأمّه هديّة كما تشعر هي بدورها بالسعادة عندما تتلقّى الهدية من أعز ما لديها في هذه الدنيا. وتفاعل الحزب الديمقراطي التقدمي من جهته بهذه المناسبة حيث قرّر بمناسبة الاحتفال بعيد الأمّهات أن تكون الأم هي موضوع لقاءاته الاجتماعية بحضور السيدة ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب بأحد النزل بمنطقة البحيرة. وهي بادرة طيّبة للتفاعل مع حدث هام في حياة الأم تلك الوردة التي يفوح عطرها يوميا الى نهاية عمرها. في المرحلة الاولى دور الأم لا ينتهي عند مرحلة من مراحل حياة الانسان ولكنّه يكون أكثر أهمية في المرحلة الاولى من العمر وتحديدا في مرحلة الطفولة وعندما نربّي الطفل على الاعتراف بالجميل لأمّه فهي مسألة هامة جدا ولا تقلّ عنها أهمية فرحة الشعور بحب الابن او البنت وارتباطه أو ارتباطها بها. ونظرا لأهمية ترسيخ هذا الحدث في ثقافة وذهن الاطفال نظّمت روضة بلدية المسك بالمرسى صباح أمس حفلة لأمّهات أبناء الروضة حيث قدّم الأطفال عروضا في الرقص بملابسهم البيضاء الجميلة بساحة الروضة ثم قدّموا عديد الأناشيد حول الأمّ بثلاث لغات: العربية والفرنسية والانقليزية. وعن هذا الحفل تحدّثت السيدة جليلة عمّار البدوي ل «الشروق» مديرة الروضة حيث أفادت أن الاحتفال بعيد الأمّهات هو عادة سنوية دأبت عليها الروضة وذلك لهدف تنشئة الطفل على حب أمّه وتذكّرها في هذه المناسبة. وحول توفيق الأم بين عملها وتربية أبنائها قالت: «إنها مهمّة صعبة وتتضمّن عديد التضحيات خاصة في المرحلة الأولى». وأضافت أعتبر نفسي محظوظة جدا لأنه لما كان أطفالي صغارا كنت منشطة بالروضة وأهتم بالأطفال الصغار وهم بينهم لكن الأم التي تعمل ليوم كامل هي أم بالضرورة متعبة. واقترحت العمل نصف الوقت للأمهات لأن الحل الوحيد لعدم حرمانها من أبنائها طيلة اليوم ورأت المنشطة آمال الصيد ان الأم التي تعمل لا تتمتّع بأبنائها بالصفة الكافية كما يفتقدها الأبناء في بعض الأحيان رغما عنه وعنها. واستدركت قائلة: «هذا لا يمنع من ضرورة توفير بعض الوقت للاهتمام بالأبناء والخروج معهم في فسحة أيام العطل الخ...». وأفادت أن المنشطة داخل الروضة تقوم بدور الأم في الكثير من الأحيان وذلك عندما ترتفع حرارة الطفل بصفة مفاجئة أو في حال الحاجة للحنان والمحادثة. لا أعمل لأجل ابني بعض الأمّهات اخترن عدم العمل والبقاء في المنزل لاجل ابنائهن ومن هؤلاء أم سندرة التي تعتبر أن دور الأم هو أقوى دور في العالم وذكرت أنها حرمت من أمّها وهي صغيرة لأنها تعمل فقرّرت ألا تحرم أبناءها منها. وأشارت الى أن الطفل في المرحلة الاولى من عمره يحتاج كثيرا للأمّ في الأكل والشرب والرعاية الكاملة عند المرض. وختمت أعتني بأبنائي طيلة النهار ولا أستطيع الابتعاد عنهم للحظة واحدة. وقالت فاطمة أم الطفلين وحاصلة على الأستاذية في الحقوق، كنت أعمل بالقطاع الخاص وانقطعت عن العمل بمجرّد انجاب الطفل الاول، وأضافت ان ما يحدث من تسيّب في الشارع حاليا راجع الى غياب الأم. وأكّدت أنه لا أحد يعوّض الأم في الفترة الاولى من حياته وعند المراهقة. وقالت الأم سامية إنها مع فكرة تربية الأبناء الى أن يكبروا ثم الخروج للعمل. وهذا ما قامت به هيّ لما أنجبت الاطفال حيث اهتمت بهم وبدراستهم الى أن أصبح الابن مهندسا والبنت أستاذة ثم خيّرت العمل في روضة الأطفال لأنها تحبّهم كثيرا وتريد ان تظل دائما الى قربهم. وقالت الدكتورة نجاة اختصاص طب عام إنها أنجبت ثلاثة أطفال واختارت البقاء في النزل لأجلهم ثم ها هي حاليا تستعد لفتح عيادة. وختمت بأن الطفل الصغير في حاجة ماسة لأمّه أكثر من أي انسان آخر.