القاهرة مدريد باريس (وكالات) : حذّر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس من تدهور الوضع الأمني في العراق معتبرا ان «أبواب الجحيم انفتحت هناك» وهو ما عبّر عنه الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأعرب خبراء ومحللون عن خشيتهم من ان يؤدي احتدام الصراع وتضاعف أعمال الخطف والعمليات التفجيرية الى تفكيك العراق. وقال موسى في افتتاح اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة امس ان «أبواب جهنم فتحت في العراق» معربا عن أمله في ان تتمكن الدول العربية من مساعدة العراق على تجاوز هذه الازمة لاستعادة سيادته وانهاء الاحتلال. أبواب جهنم وأبدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك من جانبه قلقه البالغ ازاء الاوضاع الامنية المتدهورة في العراق معتبرا ان «أبواب جهنم» قد انفتحت هناك. وقال الرئيس الفرنسي في تصريح اثر قمة ثلاثية في مدريد مع رئيس الحكومة الاسبانية خوزي لوي رودريغيز زاباتيرو والمستشار الالماني غيرهارد شرودر الليلة قبل الماضية : «لقد فتحنا أبواب جهنم في العراق». وأضاف شيراك خلال مؤتمر صحفي عقد في ختام اللقاء الثلاثي : «أعتقد أننا بشكل أو بآخر فتحنا في العراق أبواب جهنم وأننا عاجزون عن اغلاقها» مؤكدا ان «الوضع خطير ولا يتحسن». وتابع شيراك وقد وقف الى جانبه شرودر وزاباتيرو «لا ننوي تغيير موقفنا، وهو موقف نعتقد انه يتلاءم مع المسائل المطروحة». كان شرودر وزاباتيرو وشيراك قد عارضوا الحرب الأمريكية على العراق منذ اعلانها. وكان مسؤولون فرنسيون أكدوا في وقت سابق ان باريس كانت مستاءة من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي الى بعض الصحف وقال فيها ان موقف فرنسا المعارض للغزو لن يجعلها بمنأى عن الهجمات الارهابية على حد تعبيره. ووصف قائد عسكري بولوني في العراق الصراع بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال بأنه «حرب عصابات من أسوأ نوع». وقال الجنرال البولوني أندرزيي ايكيرت من مقر القوات البولونية في معسكر بابل «نواجه هنا أسوأ أنواع الحروب وهي حرب العصابات» مشيرا الى ان أحدا «لم يتمكن من معالجة مثل هذه المشكلة في الشيشان وأفغانستان لسنوات طويلة وهكذا تبدو الحرب في العراق». وأضاف ايكيرت «لو كانت هذه بعثة لحفظ الاستقرار بحق لما كان هناك داع لأن يهلك الجنود». تحذير وحذّر محللون من ان الوضع في العراق مرجح لمزيد من التدهور. واعتبر المحلل الجزائري حسني عبيدي الذي يعمل لفائدة مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والبحر المتوسط (جنيف) ان «هناك خطرا في «صوملة» العراق حيث نجد لكل حزب سياسي ميليشيا مسلحة تابعة له». وأضاف عبيدي أن «الحكومة العراقية المنكفئة على نفسها داخل المنطقة الخضراء غير مرئية لأسباب أمنية». وحسب المحلل الجزائري فإن «هذه المنطقة الخضراء تؤكد أن نقل السيادة كان وهميا». وأكد عبيدي ان الحرب الامريكية البريطانية على العراق جلبت الارهاب الدولي وحركت النعرة العرقية داخل العراق». واعتبر عبيدي ان لدول الجوار مصلحة في ان يبقى العراق في حالة فوضى. وقال المحلل البريطاني ميكائيل كودنر من جهته ان «في العراق مخاطر في انتشار مجموعات مسلحة تقودها جهات سياسية مختلفة، لكن يجب ألا نذهب بعيدا في المقارنة فنشبّهه بالحالة الصومالية». وفسّر كودنر ذلك بأن «في العراق طبقات متوسطة وهو بلد ليس فقيرا تماما مثل الصومال. واعتبر المحلل البريطاني ان الوضع في العراق لن يتحسن ما لم يعمل العراقيون على توفير «قوة حماية غير أمريكية».