استؤنفت الابحاث الطبية من الصفر أمس بحثا عن سبب التسمم الغذائي الذي أودى بحياة 16 شخصا حتى الان وانتقل من ألمانيا الى سائر اوروبا. وتطالب اسبانيا وهولندا الاتحاد الاوروبي بتعويضات بعد انهيار مبيعات الخضار فيهما وذلك نتيجة الاشتباه بمحصولهما الزراعي عند بدء انتشار الوباء. وأقرت هيئة الصحة في هامبورغ، (شمال ألمانيا)، بأنها أخطأت عندما اشتبهت بأن الخيار الذي استورد من اسبانيا وراء حالات التسمم. وأعلنت انه رغم العثور عن بكتيريا «اي كولاي» المسببة لنزف في الامعاء في عينتين من الخيار من اسبانيا، الا انها ليست من نوع «0104:اتش4» المسببة للتسمم. وقالت اسبانيا انها تفكر في التقدم بشكوى ضد هامبورغ. وأعلن مركز الوقاية من الامراض ومكافحتها في ألمانيا اكتشاف 365 حالة اصابة جديدة بالبكتيريا المعوية أمس بينما تكافح الحكومة لتعقب مصدر تفشي البكتيريا الفتّاكة. وقال معهد روبرت كوخ الألماني إن 25٪ من الحالات الجديدة هي اصابة بالتحلل الدموي (إتش. يو.إس) وهي مضاعفات خطيرة لنوع من البكتيريا المعوية المنتجة للسموم يؤثر في الدم والكلى. وكان تفشي مرض التحلل الدموي وهو الأكبر من نوعه العامل الرئيسي في وفاة نحو 16 شخصا في شمال أوروبا سافروا جميعا الى شمال ألمانيا. وأعلن حتى الآن عن 1500 حالة اصابة بالبكتيريا المعوية في ألمانيا وحدها ولم تستطع السلطات تحديد مصدر السلالة الفتّاكة. واستأنف الباحثون عملهم مستخدمين وسائل جديدة لمكافحة وباء يعد الاخطر من نوعه في العالم. ومن اعراض هذه البكتيريا نزف في الجهاز الهضمي وفي حالات اكثر خطورة تحدث مشاكل في الكلى يمكن ان تؤدي الى الوفاة. وأعلن المعهد الالماني لتقييم الأخطار انه طور اختبارا جديدا بالتعاون مع باحثين فرنسيين من الوكالة الوطنية للامن الصحي لكشف البكتيريا في الاطعمة. وأعلن مدير المعهد البروفسور اندرياس هنسل في بيان «نأمل في ان يساهم هذا الاختبار في كشف مصدر نسخة (0104:اتش4) من بكتيريا اي-كولاي وبالتالي سحب الاطعمة التي تنطوي على مخاطر بسرعة من الاسواق». وكانت جامعة مونستر (غرب المانيا) أعلنت أول أمس انها طورت اختبارا آخر سريعا يتيح كشف البكتيريا في غضون اربع ساعات الى 24 ساعة. وأعلن عن اكثر من 1500 حالة مؤكدة او مشتبه بها في كل أنحاء المانيا واوروبا وحتى في الولاياتالمتحدة. وكل المصابين مروا بألمانيا. وأعلنت السلطات الطبية وفاة 16 شخصا في ألمانيا والسويد التي سجلت فيها اول حال وفاة خارج المانيا أول أمس. وفي برلين، لم يؤكد معهد روبرت كوخ المكلف مراقبة الاوضاع الصحية رسميا سوى تسع حالات وفاة نتيجة البكتيريا. وفي هامبورغ، تواصل السلطات الطبية اخذ العينات في المطاعم والاسواق والمتاجر لمحاولة كشف سبل انتقال البكتيريا. ووجهت المدينة نداءات للتبرع بالدم. وكرر معهد كوخ توصياته بعدم تناول الطماطم والخيار والخس نيئا. وقد تراجع الطلب على هذه الخضروات في ألمانيا بعدما كانت السوق الاول لها في اوروبا.