تساءل آلاف المعطلين عن العمل المنخرطين في منظومة «أمل» للتمتع بمنحة (200 دينار)، عن التأخر المجحف في اسناد المنحة بالنسبة لشهر ماي. وتجاوز الفترة بأكثر من عشرين يوما. ومنهم من تمتع بأول دفعة اي خلال شهر أفريل ومنهم عدد كبير ينتظر اول دفعة. وقد اختلفت تفسيرات التأخيرات وتأويلاته بين تراجع الحكومة في اسناد المنحة وبين رفض الملفات بينما ذهب شق آخر الى القول ان الحكومة ليس لديها أموال. السبب الذي توصلت اليه «الشروق» من خلال مسؤول جهوي بمكتب التشغيل بالقيروان، مثل مفاجأة وربما صدمة بالنسبة للبعض لكونها تتعارض مع مبادئ الثورة ومع الهدف من إسناد المنحة. فقد كشف مدير مكتب التشغيل بالقيروان علي عطي، ان سبب تأخير صرف المنح يعود الى اكتشاف تمتع آلاف الشبان بالمنحة (أمل 200 دينار) في حين انه لا يحق لهم التمتع بها لسبب او لآخر. ومن المضحكات المبكيات ان مئات الموظفين (اساتذة ومعلمين وقيمين واداريين...) تقدموا بمطالب من اجل الحصول على المنح وحصلوا على الدفعة الأولى (أفريل 2011) مزاحمين العاطلين. وفق ما أكده المسؤول. كما تبين ان عددا كبيرا من العاملين في القطاع الخاص ومرسمين بصندوق الضمان الاجتماعي تمتعوا بدورهم بالمنحة إضافة الى تمتع المتمتعين بعدة آليات تشغيل أخرى. ولعل ما يراه السيد عطي طريفا، فهو حصول بعض المتمتعين بالقروض على المنحة. وبين ان احدهم حاصل على قرض ب90 ألف دينار لتمويل مشروع خاص ومع ذلك سمح لنفسه مزاحمة العاطلين ممن طالت بطالتهم وسدت أمامهم سبل الشغل باي شكل من الإشكال. وذلك علاوة على طلبة «الماجيستير» الذين تمتعوا بمنحة شهر أفريل قبل ان يتقرر «إعفاؤهم» منها رغم تمسك هؤلاء بحقهم في منحة مواصلة الدراسة لمجابهة تكاليفها. وبين مسؤول مكتب التشغيل ان في ولاية القيروان وحدها تم التفطن الى أكثر من الف حالة «ترسكية» بينما أكد مصدر مطلع ان عدد هؤلاء بلغ على المستوى الوطني 17 ألفا. ورغم التأخر في كشف «الترسكية» قد تم التفطن الى هذا الأمر بفضل تبادل قاعدة البيانات بين الصناديق الاجتماعية والبنوك ومكاتب التشغيل. بعد ان استغل البعض ثغرة عدم إلزامية بعض الوثائق المكونة لملف منحة «أمل». الدفعة الثانية آخر شهر ماي وقد وصف بعض من المعطلين الذين تذمروا من تأخر صرف المنحة، تلك الحالات ب«الجشع وغياب الضمير وغياب الحس الوطني وعدم الالتزام باخلاق الثورة...». واكد علي عطي انه سيتم على الأرجح صرف منحة شهر ماي مطلع الاسبوع المقبل بعد ان تم حذف «المخالفين» على ان يتولى طالبي المنحة تحيين وضعيتهم المهنية بمكتب التشغيل بحساب مرة واحدة كل شهر. ويقدر عدد المتمتعين بمنحة «أمل» بالقيروان ب4408 بعد ان كان عدد المسجلين في حدود 6 آلاف من المعطلين عن العمل. علما وأن عدد المطالب الشغل بمكتب التشغيل بالقيروان (المدينة) في حدود ال10آلاف شاب منهم 7 آلاف من أصحاب الشهائد العليا اضافة الى عدد كبير آخر مسجلين بمكتبي حفوز وبوحجلة. ومن العيب الاداري في عصر التكنولوجيا انه لا يتم تجميع البيانات في سجل مشترك بين المكاتب الثلاث رغم توفر شبكة الانترنيت. وينتظر ان يضاف الى الأرقام السابقة مئات المتخرجين على اثر صدور النتائج الجامعية.