يشهد مكتب التشغيل بالقيروان إقبال عشرات الشبان من طالبي الشغل بشكل يومي، وقد ازداد عدد المقبلين على خدمات المكتب بشكل ملحوظ منذ انطلاق التسجيل بمنظومة «أمل» الخاص بأصحاب الشهائد العليا العاطلين لتمكينهم من منحة البحث عن شغل او منحة البطالة (مائتي دينار) إضافة الى التغطية الاجتماعية. ويتطلب بالتالي مسايرة إدارية وتأطيرية لهذه الأعداد والقطع مع الأساليب القديمة في العمل والمعاملة داخل مكتب التشغيل. وأكد مسؤول بمكتب التشغيل بالقيروان أن المتمتعين بمنحة «أمل» لم يتم حصر عددهم نهائيا بسبب تواصل تقديم الشبان لمطالب الحصول على المنحة. وبين ان عدد المنتفعين بالمنح مفتوح وليس مقيد بحصة محددة. مشيرا الى ارتفاع تدفق أصحاب الشهائد العليا الآونة الأخيرة مبينا ان الشباب لم يكن مصدقا بسبب فقدانه الثقة في المسؤولين. وبين بخصوص الانتفاع بمنظومة «أمل» انه تم رفض عدة مطالب موضحا انه يشترط عدم التمتع باحدى آليات التشغيل (الهشة) سواء عن طريق مكتب التشغيل أو عبر المعتمدية وذلك لمدة 3 ثلاثيات متتالية كما لا يتم قبول المنقطعين عن إحدى الآليات من اجل التمتع ب«أمل». وبخصوص عدد العاطلين بالقيروان، أوضح المسؤول ان الأرقام المدونة سابقا ليست دقيقة وانها ليست صحيحة مشيرا الى ان الإحصائيات القديمة مغلوطة وانه كان يتم التلاعب بعدد العاطلين وإنقاص نسبها لأغراض سياسية مبينا ان إقبال الشبان على التسجيل سيمكن من تقديم العدد الصحيح للعاطلين. تلاعب وأزمة ثقة من جهة ثانية ادى إقبال الشبان العاطلين على مكتب التشغيل بأعداد غفيرة الى الاكتظاظ داخل المكاتب وأمام النوافذ المخصصة لاستقبالهم بشكل جعل هذه المكاتب تعج بالمطالب وتعجز عن استيعابها ما ادى الى ولادة طوابير ملحوظة نتيجة تدفق المطالب المتزامنة. والملفت للانتباه هو عجز الشبابيك عن توفير الخدمات بالسرعة والنجاعة المطلوبتين. وكان من المفترض مضاعفة شبابيك الاستقبال وتوسعة المكاتب (بناية جديدة). والملاحظ ان الخدمات والإطار البشري لم يواكبا تطلعات الشبان من حيث سرعة الخدمات ونجاعتها وحسن الاستقبال وتوفير المعلومة والتعامل مع طالبي الشغل الذين قاطعوا المكتب بسبب فقدان الثقة في أداء المسؤولين وانعدام التواصل. وخصوصا مع مبادرات بعث المؤسسات. وكان من المفترض مضاعفة الإطار العامل والتجهيزات وتجديد الكفاءات من اجل القطع مع الأساليب القديمة وفق مقتضيات الثورة وما تفرضه من قطع معها ومع المسؤولين الذين بات لزاما عليهم تغيير عقليتهم المتسمة بالجمود والتلاعب بالأرقام والمغالطة في التعامل، وتطعيم الإدارة بكفاءات شابة حتى يكون مكتب التشغيل اول بوابة للتشغيل من خلال انتداب عدد من الأعوان ومساعدة طالبي الشغل وتوجيههم. حيث اكد عدد من الشبان المترددين على المكتب انه لم يتغير شيء في العمل وفي المعاملة. علما وان عدد الشبان المعطلين يناهز 10 آلاف شاب منهم أكثر من 7 آلاف و700 مجاز ينتظر العمل ومشاريع وزارة التشغيل المؤقتة. مكاتب محلية؟ وينعدم بالمعتمديات وجود المكاتب المحلية للتشغيل، وهو ما يضطر شباب المعتمديات الداخلية (بين 15 و70 كلم) الى التوجه الى المكتب الجهوي للتشغيل من أجل التسجيل أو الإطلاع على آخر العروض او لمجرد الاستفسار وهو ما حال دون تواصل العاطلين مع مكتب التشغيل ومع المبادرات والمشاريع والآليات ما جعل بعضهم ينغمس في البطالة لأكثر من 13 عاما وفق تأكيد بعضهم.وبات من الضروري فتح مكاتب محلية بالمعتمديات تكون مرتبطة بمنظومة إعلامية تواكب التطور والخدمات من أجل تقريب الخدمات من الشباب وتجنيبهم عناء السفر والانقطاع عن العالم الخارجي.