انطلقت مؤخرا الوكالات الوطنية للتشغيل والعمل المستقل في مختلف الجهات في صرف منح برنامج البحث النشيط عن عمل او ما يعرف ببرنامج «أمل». وبرزت مع صرف المنح عدة استفهامات وإشكاليات من ذلك ان البعض من أصحاب الشهائد العليا لم يتمتعوا الا بنصف الراتب اي 100 دينار فقط مع أنهم قاموا بكل الالتزامات ويسأل هؤلاء لماذا تم صرف 100 دينار في حين ان بعض زملائهم تم تمكينهم من 200 دينار كاملة؟ السيدة كلثوم سفطة مديرة مكتب التشغيل والعمل المستقل بمنوبة أفادت ل «الشروق» ان التفاوت في صرف المنحة يرتبط بتاريخ تسجيل مطلب المنتفع ونظرا لأن البعض ممن تتوفّر فيهم شروط الانتفاع ببرنامج «أمل» تأخروا في التسجيل ولم يودعوا المطالب الا بعد 15 مارس فإنه لا يقع صرف الا نصف الراتب بينما البعض الآخر من المنتفعين سارعوا في تقديم مطالبهم منذ بداية شهر مارس 2011 ولذلك تم تمكينهم من المنحة كاملة (200د). وأكدت ان طلبات التمتع ببرنامج البحث النشيط عن عمل بلغت الذروة بالوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل بمنوبة خلال شهر مارس اذ تلقينا 1658 مطلبا خلال شهر أفريل استقرّ عدد المطالب في حدود 383 مطلبا اي تم الى حد الآن تسجيل 2041 مطلبا يستجيب للشروط. وحول شروط الانتفاع بمنحة برنامج «أمل» وما يشاع عن ان أصحاب الشهائد العليا الذين يقطنون في العاصمة محرومين منها قالت: «البرنامج لا يستثني اي جهة ولا يفرّق بين المناطق المهم ان يكون صاحب الشهادة العليا طالب شغل تجاوز ستة أشهر من تاريخ تخرّجه ويلتزم بالحضور الى مكتب التشغيل كلما طُلب منه ذلك وإلا فإنه سيتم فسخ العقد». ويعتبر طالب شغل لأول مرة كل من لا يتجاوز فترة قيامه بنشاط اقتصادي بعد تحصله على الشهادة العليا سنة بصفة مسترسلة. إشكاليات لئن يعتبر برنامج «أمل» آلية لإدماج أصحاب الشهائد العليا في سوق الشغل فإن الإشكال الذي يُطرح هو ان العديد ممن درسوا في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ولم يتسنّ لهم اتمام دراستهم وجدوا أنفسهم محرومين من التمتع ببرنامج البحث النشيط عن عمل ويطالبون من الحكومة المؤقتة العمل على انصافهم وانقاذهم من البطالة وتوفير آلية من آليات الادماج على غرار برنامج «أمل». كما أشارت السيدة كلثوم سفطة أنه من بين سلبيات البرنامج الحرص على عدم تجديد عقود التربص للإعداد للحياة المهنية والرغبة في الانتفاع بالمنحة. كما توجد فئة ممن كانوا يشتغلون لأكثر من سنة وحاملين لبطاقة علاج ولظروف اقتصادية وجدوا أنفسهم في حالة بطالة لذلك فهم يطالبون من الحكومة المؤقتة ادماجهم في سوق الشغل وانتشالهم من البطالة.