القاهرة مكتب (الشروق) إعداد: محمد يوسف أكد الدكتور محمد العبيدي المتحدث الرسمي ل»حركة الكفاح الشعبي» العراقية أن المقاومة هي الخيار الوحيد المطروح لتحرير العراق من الاحتلال وأعوانه. وقال ان مستقبل العراق لن يشهد استقرارا أو حرية للشعب إلا بطرد المحتل ومحاسبة العملاء على خيانتهم العظمى وجرائمهم التي لن يغفرها العراق، كما أكد أن جيمع الاجراءات أو العقود والاتفاقيات المفروضة بعد التاسع من أفريل يوم احتلال العراق غير ملزمة. وكشف أن الحركة تقوم بمسح لجرائم العدوان الأمريكي من عام 1991 والتي أسفرت عن سقوط ما يزيد عن 37 ألف شهيد مدني وخسائر تقدر بنحو 420 مليار دولار وستطالب أمريكا بالتعويض. وكشف الدكتور العبيدي عن قصة انشاء الحركة (في بداية الصيف الماضي) وأهدافها الأساسية التي تتمثل في تحرير العراق وطرد المحتل ودعم المقاومة، كما كشف أسباب اتجاه الحركة الى العمل السري لحماية عناصرها من الاغتيال على أيدي المخابرات الأمريكية والاسرائيلية التي تقوم بدور نشط في أعمال الاغتيال المتلاحقة على الساحة العراقية. ومن أبرز النقاط التي تمّ طرحها موقف الحركة من الحكومة المؤقتة، وهنا يجيب الدكتور العبيدي: لا بدّ أن نعي أن احتلال العراق وكل ما تمخض عن هذه الحرب العدوانية، بدءا من ادارة الاحتلال التي كانت تسمى سلطة التحالف، مرورا «بمجلس الحكم سيئ الصيت، وانتهاء بما يسمى اليوم بالحكومة المؤقتة وما سيليها من ادارات لاحقة، وتحت أي تسمية، هي جميعها اجراءات غير شرعية وغير قانونية، ولا يعترف بها شعب العراق، كما لا يعترف اطلاقا بكل ما ينجم عنها أو يتربت عليها، فما بني على عمل غير شرعي هو غير شرعي بالتأكيد. وهم أمريكي ويبقى السؤال: وماذا عن امكانية التعامل مع الواقع الجديد من خلال الديمقراطية وصناديق الاقترع؟ وهنا يردّ د. العبيدي: إن ما يسمّى بالديمقراطية وما تردده أجهزة اعلام العدو عن الحرية والاستقرار ليست سوى عبارات هدفها الحقيقي خلط الأوراق وايجاد نظام سياسي يكرّس حالة الاحتلال، والشعوب لا يمكن أن تنال حرياتها بالاحتلال ومثل ذلك الطرح شاذ ومتناقض، ولم يقدم لنا التاريخ تجربة نال فيها شعب حريته عن طريق احتلال أجنبي، انهم يدمرون العراق وتراثه وبنيته الثقافية والحضارية، ومارس الاحتلال أبشع الأساليب الوحشية في القمع والاضطهاد والاعتقالات العشوائية والتنكيل والقتل المتعمد وذلك بالاشتراك مع كل من الحكومة المصطنعة التي نصبها على رأس السلطة وميليشيات الأحزاب السياسية المتحالفة معها، والتي تمّ دمجها في ما يسمّى الحرس الوطني والشرطة. وفي المقابل يؤكد العبيدي أن هناك يقينا اليوم لدى كل العراقيين الوطنيين بأن ما يجري في بلدهم هو عملية لإنشاء حكومة مرتبطة بالقرار السياسي الأمريكي ومعبرة عن مصالحه، وذلك من خلال انشاء ديمقراطية هشّة ومزيفة وانتخابات معروفة النتائج سلفا وزرع أشخاص هيّئوا من قبل أمريكا وتوابعها لإدارة الدولة العراقية ووفقا لمخطط الاحتلال. خيار المقاومة أما عن تقييم الحركة وتوقعها لمستقبل العراق فيرى المتحدث الرسمي لحركة الكفاح الشعبي أن المستقبل لن يشهد استقرارا ولا حرية للشعب العراقي إلا بطرد المحتل ومحاسبة كل العملاء الذين جلبهم على ظهر دباباته وفقا للقوانين السماوية والأرضية التي تنصّ على معاقبة هؤلاء عن ارتكابهم جريمة الخيانة العظمى، ويقول: الأمل الوحيد في ادراك شعبنا لأبعاد هذه اللعبة التي لن تنطلي عليه، ورغم ضعف الامكانيات وانقطاع الدعم من أي طرف عربي أو دولي، فإن شعبنا مصمم على نيل حريته واستقلاله، مهما بلغت التضحيات، ومهما طال الزمن، ويحذّر مجددا: سوف لن يغفر شعب العراق لمرتكبي هذا العدوان وهذه الجرائم. ويؤكد الدكتور محمد العبيدي أن ثوابت أهداف الحركة تتمثل في تحرير العراق وإقامة نظام ديمقراطي متحرر، والرفض التام لمشروع الاحتلال والحق المشروع لكل القوى في مقاومة الاحتلال بالوسائل السياسية والمسلحة والتأكيد على دعم المقاومة الوطنية. والسؤال هنا: كيف تنظر الحركة الى أعمال المقاومة العراقية المسلحة لقوات الاحتلال؟ يجيب الدكتور: المقاومة حق مشروع من حقوق الشعوب الرازحة تحت الاحتلال طبقا لما هو وارد في القوانين والأعراف الدولية، ويستدرك قائلا: إن حركة الكفاح الشعبي ترفض جميع القرارات المجحفة بحق شعب العراق سواء تلك الصادرة من مجلس الأمن وعن الهيئات الرسمية الدولية والعربية الأخرى، ونؤكد أن جميع العقود والاتفاقيات المفروضة على العراق بعد التاسع من أفريل غير ملزمة للعراق، ونرى ضرورة ملاحقة الادارة الأمريكية ومطالبتها بالتعويض عن جميع الأضرار المادية والمعنوية التي نجمت عن العدوان الأمريكي المستمر على العراق منذ عام 1991 وحتى الآن بما في ذلك فترة الحصار وملاحقة كل من ساهم في العدوان وتعاون مع المحتل. ويطرح الحوار سؤالا مهما حول ملف المقاتلين العرب في صفوف المقاومة العراقية.. وحقيقة هذه المشاركة وحجمها؟ وهنا يجيب الدكتور محمد العبيدي بأن المقاتلين العرب شاركوا في الدفاع عن العراق بدافع من الواجب الوطني والقومي والاسلامي تجاه أمتهم ومبادئهم وأشقائهم في العراق، وأكد أن الحركة تدعم ذلك وتدعو الى توسيع دائرة مشاركة العرب في المقاومة، ويكشف أن الحركة تقدم للمقاومة الدعم بكل السبل المتاحة ويقول: إننا نؤمن بأن ظهور المقاومة العراقية المسلحة الباسلة، وتصاعد أدائها هو انعكاس لقدرة الشعب العراقي على مجابهة تداعيات كارثة الاحتلال.