فضاء لبيع التمور من المنتج إلى المستهلك من 22 إلى 28 ديسمبر بهذه الجهة..#خبر_عاجل    11 مليون عمرة في شهر واحد... أرقام قياسية من الحرمين    موسكو تدعو مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى ألمانيا لهذه الأسباب    ما ترميش قشور الموز: حيلة بسيطة تفوح دارك وتنفع نباتاتك    الديوان الوطني للأعلاف يحدّد سعر بيع الذرة العلفية وإجراءات التزوّد    مسؤولة بوزارة الشؤون الاجتماعية: نحو تعميم المنصة الرقمية لإسناد بطاقة اعاقة في غضون سنة 2026    عاجل/ نقابة الفلاحين: 15 دينار لزيت الزيتون..!!    عاجل: قطيعة بين مستقبل قابس والمدرب إسكندر القصري    اسكندر القصري ينسحب من تدريب مستقبل قابس    عاجل: دخول جماهيري مجاني في مباريات كأس أمم إفريقيا 2025    عاجل/ وفاة الممرضة التي تعرضت لحروق بليغة بمستشفى الرديف..    بداية من اليوم..دخول فترة الليالي البيض..    أنشطة متنوعة خلال الدورة الأولى من تظاهرة "مهرجان الحكاية" بالمركب الثقافي بسيدي علي بن عون    التمديد في المعرض الفني المقام بالمعلم التاريخي "دار الباي" بسوسة الى غاية منتصف جانفي 2026    افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز    هذا موعد ميلاد هلال شهر شعبان.. وأول أيامه فلكياً..#خبر_عاجل    المعهد العالي للتصرف الصناعي بصفاقس أوّل مؤسسة جامعية عمومية في تونس تقوم بتركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية    الدكتور دغفوس: المتحور k سريع الانتشار والعدوى ويجب الإسراع بالتلقيح    موزّعو قوارير الغاز المنزلي بالجملة يعلّقون نشاطهم يومي 12 و13 جانفي 2026    قفصة: حجز كميات من لحوم الدواجن في مخازن عشوائية قبل رأس السنة    وداعًا لأسطورة الكوميديا الأمريكية بات فين    رياضة : فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    مع Moulin d'Or : قصّ ولصّق وشارك...1000 كادو يستناك!    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة العاشرة    مدرب منتخب الكاميرون: "حققنا الفوز بفضل القوة الذهنية والانضباط التكتيكي"    عاجل: هذا ما تقرر في قضية المجمع الكيميائي التونسي..    السجن لطالب بتهمة ترويج المخدرات بالوسط الجامعي..#خبر_عاجل    كأس أمم إفريقيا: برنامج مقابلات يوم غد    صامويل تشوكويزي: كأس افريقيا يجب أن تحظى بنفس درجة إحترام كأس العالم    عاجل: عاصفة مطرية وثلوج تتجه نحو برشا دُول عربية    كيفاش نقول للآخر ''هذا الّي قلّقني منّك'' من غير ما نتعاركوا    هذه أقوى عملة سنة 2025    لكلّ تونسي: مازال 5 أيّام اكهو على آخر أجل بش تخلّص ''الزبلة والخرّوبة''    تحذير خطير للتوانسة : ''القفالة'' بلا ورقة المراقبة يتسببلك في شلل و نسيان    سهرة رأس العام 2026.. تفاصيل حفل إليسا وتامر حسني في هذه الدولة    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    بداية من من غدوة في اللّيل.. تقلبات جوية وبرد شديد في تونس    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    مصر.. دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد    عاجل : اليوم نشر القائمة الاسمية لرخص'' التاكسي '' بأريانة بعد شهور انتظار    بداية من اليوم: تحويل حركة المرور في اتّجاه المروج والحمامات    صحفي قناة الحوار التونسي يوضح للمغاربة حقيقة تصريحاته السابقة    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    ويتكوف يكشف موعد المرحلة الثانية من اتفاق غزة    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    اليوم العالمي للغة العربية ... الاحتفاء بلغة الضاد ضرورة وطنية وقومية لحماية الهوية الثقافية    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    تزامنا مع العطلة: سلسلة الأنشطة الثقافية والترفيهية الموجهة لمختلف الفئات العمرية    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي في حزب «البعث» مزهر النوري ل «الشروق»: عزت ابراهيم حر طليق... والاحتلال وعملاؤه هم الأسرى

هو أحد قياديّي حزب «البعث»، وله مسؤوليات سياسية ونضالية، أيام احتلال العراق... شاهد عيان، وفاعل في الاحداث التي حفت باحتلال بغداد....
الأستاذ مزهر النوري، تحدث في اللقاء عن احتلال العراق، وعن المقاومة... وعن الخبر الذي ساقته بعض وكالات الأنباء، حول اعتقال عزت الدوري.... فكذب الخبر جملة وتفصيلا، وقال ل «الشروق» الاحتلال وعملاؤه... هم الأسرى، أما عزت ابراهيم الدوري وبقية المناضلين النشامى فهم أحرار... نحن الآن أحرار كمقاومة... التزمنا بالمشروع.... ونتحمل مسؤوليتنا لانجازه...» وأضاف نحن في العراق، عندنا صبر... تجاه العاصفة... فهي عاصفة بها سلب... وبها قتل وبها رياح صفراء واجتثاث...»
كان يتحدث عن الوطن المحتل، وكأنه يحمله بين راحتيه... ليضيف ويكشف: «32 مليون نخلة بالبصرة تبكي... وتدمع بسبب القلع والتجريف والتلوث البيئي»....
نعم انهم يقتلعون النخيل من جذوره في العراق الآن... في العراق اليوم، ليس هناك مصنع واحد، بعد أن كان بلد الرشيد على أهبة الانتقال الى مرحلة يكون فيها العراق في مصاف الدول المتطورة... والمستفيدة من الثروات الطبيعية من حيث تطويعها لفائدة نماء العقل...
العراق الآن، مشهد دموي خطير...
والعرب لا يعون حجم الكارثة التي حلت به وبهم...
من هذه الزاوية يتحدث السيد مزهر النوري ويكشف لقراء «الشروق» كيف يعمد الاحتلال والعملاء، من خلال استراتيجية مخابراتية، الى بث الأخبار الزائفة حول المقاومة وحول «عزت ابراهيم»... لغاية في نفس يعقوب... أول سؤال وجهته للقيادي العراقي حول خبر أسر عزت ابراهيم فابتسم وقال:
عزت ابراهيم يتواجد حيثما يتطلب النضال والكفاح الشعبي المسلح... في قيادة جبهة الجهاد والتحرير، وقيادة البعث العربي الاشتراكي وتعبئة الشعب العراقي الباسل، في مواجهة الاحتلال وعملائه.
هذه أخبار موجهة من الاعلام المعادي... بهدف معين... يخدم توجهاتهم في التضليل على جريمة معينة ينوون تنفيذها، من خلال التنسيق القائم بين المحتل وأقطاب عمليته السياسية.؟
المناضل عزت الدوري، وكما أوضحنا، ابن الشعب، والوريث الشرعي للثورات وهو من مدرسة القائد صدام حسين رحمه الله. لديه من القدرة والكفاءة في ميدان القتال والاحتراز الأمني في قيادته لفصائل المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، ما يؤهله لبلوغ مستوى التكتيك العالي والقيادة في أسوإ الاحتمالات، لا سيما وأن أذرع المقاومة وعلى تراب بلاد الرافدين هي القادرة من خلال أذرعها المختصة أن تعرف بالتمام نوايا العدو في الاستهداف الأمني لشخصه ولرفاقه الميامين.
فحكومة المحتل، هي التي وقعت في الأسر.... وأقطابها العميلة هم الآن في سجن المنطقة الخضراء....
والمناضل عزت ابراهيم، وأبناء العراق المقاتلين دفاعا واستبسالا في مقاومتهم الباسلة، هم الأحرار... يختارون الزمان والمكان في ضرب أهداف المحتل وعملائه.
هل يمكن أن تقص علينا بعض المحطات التي أعلن فيها عن أسر عزت الدوري وكيف تعاملت معها المقاومة؟
جواب هذا السؤال فيه جانبان:
الجانب الأول ومع الاحتراز الأمني في اجابتنا، أنهم بلا شك يبحثون عن هذا المناضل القائد، الذي منّ اللّه عليه أن يتحمّل مسؤولية الدفاع عن بلده لبلوغ الهدف الأسمى للتحرير، حيث حدث ولمرات عديدة، ذكر مثل هكذا حالات، وفي واحدة منها، ذكروا أنه تمّ إلقاء القبض على الرفيق المناضل عزت الدوري..
الجانب الثاني: وكما أسلفت أنهم يتحركون، في البحث عن المجاهد عزت الدوري بنظرية استطلاع تتحكم فيها المقاومة.. أولا وأخيرا.. وبطريقتها التي عادة، ما تسقط نظريتهم وتمشيهم في الماء..
المقاومة الوطنية فيها من الخبرة الأمنية والمخابراتية والاستطلاعية ما يجعلها تفرض حقائق على الأرض تفشل فيها خطط المحتل وعملائه (...) لا سيما وأن المقاومة العراقية بقيادة المناضل عزت الدوري، تمارس الكرّ والفرّ والتكتيك في إطار استراتيجي.. وهو مبدأ، وخطة إجرائية تبعد عناصر المقاومة من استمكان (مصطلح عسكري) العدوّ.
يضاف إلى ذلك، وبكل تأكيد أن المقاومة تطوّر عملها خلال السنوات السبع.. فقد حقّقت المقاومة حصانة أمنية وفي الوقاية الممتازة من الاختراقات.. حقّقت المقاومة حصانة، على ضوء الدروس المستفادة.
المقاومة بالداخل والخارج: كيف توفق العراقيون وطوال سبع سنوات إلى تأمين مقاومة بعدّة فصائل، متعددة الاختصاصات ومنتشرة بالداخل والخارج، باختصار، كيف تحولت المقاومة المسلحة من مقاومة كلاسيكية إلى ثقافة مقاومة تشمل كل الاختصاصات؟
أولا المقاومة الوطنية تعمل وفقا للأذرع القتالية والسياسية والثقافية والقانونية.
والمقاومة الوطنية العراقية: من الخطإ أن يظنّ البعض أنها تكوّنت وتنامت وانطلقت كبقية المقاومات أو حركات التحرّر المعروفة تاريخيا، لأنها لم تكن ردّا على تراكمات من الأعمال العدوانية، احتلالا وظلما وتعسّفا بل سبقت مثيلاتها، عندما أدركت قبل أن تواجه تلك الأعمال بعد استقرائها للمستقبل، نتيجة لما يحدث من تفاعلات وتغيرات دولية وإقليمية ومحلية بأن عليها أن تعدّ عدّتها وتستعدّ لمواجهة عنيفة وقوية وطويلة، وأن ذلك الاستقرار لم يأت من فراغ، وإنما جاء حصيلة للعديد من تحاليل للمعلومات وتقارير عن المواقف التي جرت على عديد المستويات المختلفة سوقيا وعملياتيا والتي أدت إلى التواصل إلى مسالك عمل متعددة تبلورت من خلال خطط أصيلة وأخرى بديلة تضع الخطوط العامة لإدارة الصراع المتوقع.. بحيث يؤدي تطبيق تلك الخطط إلى انعكاف العدوان أو على أقل تقدير إيقاع أكبر ما يمكن من الخسائر.
وإذا ما علمنا بأن مهمة أي جيش هو الاشتراك في حرب عامة أو حرب محدودة أو تنفيذ عمليات أمن داخلي (هذا كلّه حدث بالتسعينات) فإن ذلك أخذ بنظر الاعتبار عند وضع التصميم العملي لإدارة مراحل الحرب المتوقعة.. ومن هذا المنطلق، فقد جرت فعلا العديد من الاستحضارات لتنفيذ مراحل إدارة الحرب، التي أشرفت عليها القيادة الوطنية العراقية، وبحضور قادة الحزب والكادر المتقدم، وقادة وضباط جيش التحرير الوطني، في تنفيذ هذه الاستحضارات، التي كان البعض منها يجري بشكل علني، والبعض الآخر يجري بشكل محدود وبشيء من الكتمان والسرية ولمستويات قيادية معينة ولأسباب مختلفة.
وهنا نذكر منها ما كان يجري من استحضارات علنية، وكما أشار لها في خطاباته القائد المناضل عزت إبراهيم، حيث يشير إلى أن القيادة وقبل بدء المنازلة العسكرية، قد دربت أكثر من سبعة (7) ملايين وثماني مائة ألف عراقي، من أبناء شعبنا العراقي الكريم وأمتنا العربية على مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وعلى مختلف فنون القتال، ونذكر منها على سبيل المثال، التمرين الذي أطلق عليه الاسم الرمزي: «العراق العظيم» وهو تمرين أنجز قبل العدوان بأشهر (في 2002 2003).
هل تكشف لنا، هذا التمرين، وغاياته وأهدافه؟
هذا التمرين، هو إجابة على الاحتمالات المتوقعة وقتها، أي عند حدوث الاحتلال، نتحول من المعركة النظامية التقليدية (جيش مقابل جيش) إلا مرحلة القتال عبر حرب العصابات وأسلوب الكفاح الشعبي المسلح وتشكيل مفارز القتال الفدائية، التي تنفذ مبادئ وأهداف واستراتيجية مراحل المقاومة الثلاث.
يعني أنكم كنتم تتوقعون الاحتلال؟
نحن كنّا متوقعين أن الاحتلال الأمريكي قادم... ولم يكن عندنا شكّ في ذلك، وعندما وقع الاحتلال فعليا على الارض وانتهت المعركة النظامية (جيوش متقابلة) ظهرت العمليات الفدائية. كان ذلك في اليوم التاسع من شهر أفريل 2003 وتكثفت يوم 10 أفريل من نفس العام، اي ثاني يوم للاحتلال. كان ذلك في مناطق متعددة من العراق. وقد فاجأت المقاومة العدوّ في قتالاتها... وهي عمليات موثّقة كوقائع في التاريخ والمكان والزمان ونوع الهدف وخسارة العدو...
وقد برزت هوية المقاومة هوية وطنية باسلة، تحول فيها الآلاف من المتدربين الذين قد أعدتهم القيادة منذ عام 1990، ومع الاستمرار في الأيام اللاحقة لأيام الاحتلال معتمدين فيها على خبرتهم واكتساب مهاراتهم. كما ان القادة وضباط الجيش العراقي تحوّلوا من قيادة الأفواج والألوية والفرق السابقة الى قيادة فصائل الكفاح الشعبي المسلح، مما أضفى على المقاومة حقيقتين وطابعين.
الحقيقة الاولى قدرة الفصائل من خلال خبرة وكفاءة ضباط جيشنا الباسل على بلوغ مراحل متقدمة في قتالات المقاومة العراقية الباسلة.
الحقيقة الثانية، هي جواب «للآخرين»، على سؤال قد طرحوه: أين ذهب الجيش العراقي؟ وكانت اجابة الحقائق والواقع ان الجيش العراقي جيش سري كفاحي تعبوي وعقائدي يؤدي واجباته بما اقتضته ظروف القتال في مرحلة من مراحل حياة الشعب العراقي، ألا وهي حركة التحرر الوطني لطرد المحتل البغيض وبراثنه، كما ان الحقيقة الرابطة والمتفاعلة بوحدة فصائل المقاومة هي وجود أبناء هذا الجيش في جميع الفصائل كرد على الاعداء من ان الفصائل غير موحدة، حيث يدرك أبناء الشعب العراقي الباسل أن هذه هي وحدة الشعب العراقي الحقّة، وهم من خُلّص الوطنية.
وكما هو معروف ان أبناء جيشنا الباسل المتمثل بالقيادة العامة للقوات المسلحة الباسلة، صاحبة المجد والتاريخ المشرق، هي بقيادة الفريق الاول الركن عزت ابراهيم الدوري، من الناحية الشرعية والدستورية، بحكم منصبه السابق: نائب القائد العام للقوات المسلحة الشهيد صدّام حسين، ولدوره المعزز لهذا الاعتبار، والقانون والقرار والقناعة هو قيادته للمقاومة.
عندما وزعتم قطع السلاح على أبناء الشعب العراقي، هناك من يطرح أسئلة او يقدم تحليلا، بأن السلاح ذهب بأيدي الاعداء، كيف ترون ذلك وما هي الحقائق التي بحوزتكم كقيادة طبعا؟
مما لا يخفى على أصحاب الوعي بما حدث في العراق، تظهر الحقائق أمامه كالآتي: أولا أنه فيما يخص الاسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية قد تم تدميرها من قبل المحتل... وكانت قصتها ان دمّرت هذه الدبابات بحيث ان حطامها المتبقي تم بيعه من قبل العملاء الى دولة جارة غير عربية، ومنها الى دولة غربية مصنّعة لمعامل صهر الحديد للاستفادة منه في صناعة السيارات...
ثانيا : ان بعض الاسلحة قد تم الاستيلاء عليها من قبل الميليشيات والعصابات التي جاءت مع المحتل... والبعض منها أخذ من المستودعات العسكرية والبعض الآخر، هي أسلحة الشهداء... الذين رووا بدمائهم ساحات ضد العدوان. كما ان وبالوثائق كانت الميليشيات مسلحة تلك التي زجت بها ايران عبر الحدود... ومع ادامة ايصال أسلحة الى العراق وتوزيعها على العملاء، سواء من الأمريكان او من الايرانيين. وهذه حقيقة قابلتها حقيقة ان النشامى أبناء العراق، المدافعين عن كرامتهم، أسلحتهم بأيديهم مشرعة في وجه الاحتلال وفقا لشعار: سلاحك شرفك.
من أين يأتي سلاح المقاومة العراقية الآن، وبعد سبع سنوات؟ من أين تأتي قطع السلاح، هل عندكم مساعدات ما من جهات خارج الحدود..؟
ذكرنا في هذا اللقاء ان القيادة الوطنية في الدولة وفي قيادة حزب البعث والقوات المسلحة الباسلة قد استحضرت للمقاومة قبل بدء الاحتلال ومنذ سنة 1991 تحسبات خزن الاسلحة لليوم العسير او للواقعة الكبرى. وهي بلا شك واقعة كبرى تلك التي حدثت للعراق سنة 2003 (يقصد الاحتلال الامريكي) لذلك فالأسلحة لدى المقاومة في حساب المعلوم، ولدى المحتل وعملائه في حساب المجهول، سواء من حيث عدم استمكانها (عدم التمكن منها) او عن مصدر توريدها... والمقاومة قد حسبت حسابها في مجال الدقة والأمن لهذا الموضوع، ولكن الحقيقة أيضا يجب ان تقال، وقد تعلّمنا الصراحة عندما تكون في مقتضاها: ان أبناء الشعب والبعض منهم هم في عداد المقاومة، يهاجمون نقاط السيطرة العسكرية، والحراسات العميلة ويستحوذون على أسلحتهم من جانب، كما ان أبناء الوطن وفي مفاصل أخرى وبضمير حيّ، يحتفظون بأسلحتهم للوصول بها في الواجب الى ساعة سين (س)..
يوم التاسع من أفريل 2003، يبقى لغزا من حيث أحداثه وتداعياته وقوة الصورة التي أعلنت «أسر» العراق وتحديدا بغداد ساحة الفردوس.. فما الذي وقع تحديدا؟
أولا، ساحة الفردوس فيها تمثال لرمز العراق البطل صدّام حسين.. وصدّام حسين كثورة وكحزب وكقيادة هو مشروع عربي نهضوي.. والمشروع العربي النهضوي هو المشروع الذي يقوده صدّام حسين هو بلا شك مشروع التحدي في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني والفارسي أيضا... فعندما أقدمت الإدارة الأمريكية وتوجهت بأسلحتها المتطوّرة بهدف احتلال العراق، هذا يعني على العرب ان يفهموه ويعوه أن العراق كان هو القاعدة المحررة للدفاع عن أقطار العرب... وعن الشعب العربي.. وعن ثروات العرب سواء في مواجهة المشروع الفارسي، أو في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني.
إن دخول الأمريكان ساحة الفردوس مع حفنات العملاء (يوم 9 أفريل 2003) يعني الكثير في التحليل والاستنتاج والمخيّلة السياسية، والجدل السياسي والعقائدي.. فهو يوم (9 أفريل 2003) الواقعة الكبرى.. والمحنة الكبرى.. والخسارة الكبرى... لكنه، هو يوم إظهار حقيقة الهوية مجددا... يوم إظهار هوية المشروع الذي يحمله صدّام حسين وخُلّص الوطنية من أبناء شعبنا الكريم.. أبناء العراق الغيارى، راضعي حليب امهاتهم الزّكي.. ويوم التاسع من أفريل كما أوصفناه في الخطورة لكنه أيضا يعني لأصحاب الإرادة انه يوم انبثاق فعل المقاومة الوطنية الباسلة... وإن ازالة تمثال القائد صدّام حسين من ساحة الفردوس، يعني في ما يعنيه في أهداف المحتل، وعملائه، وهو جانب سياسي وعدواني لكن صدّام حسين شخصية وفكرا هو في قلوب العراقيين وليس في تمثال مزال... وها هي المقاومة تواصل المشروع كخيار استراتيجي لبلوغ الهدف الأسمى التحريري ونيل الاستقلال الكامل من شتى أنواع السيطرة الاستعمارية.. السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يعني لم تكن هناك خيانة؟
لم تكن هناك أية خيانة في ما حدث في 9 أفريل.. سواء في قيادة الحزب او في قيادة الدولة أو القوات المسلّحة أو في الأجهزة الأمنية..
نعم، كان هناك بعض التقصير وقد تعلّمنا الصراحة والنقد.. في قول الحق، وبذات الوقت هناك أنفار، بعد الاحتلال تم توظيفهم كعملاء في أجهزة العملية السياسية.
ماذا أنجزت المقاومة طوال سبع سنوات على الميدان؟
أولا هي أفشلت المشروع الأمريكي في العراق، المخطط له للانجاز خلال ثلاثة أشهر بعد الاحتلال ونحن الآن خلال السبع سنوات منه (اي من الاحتلال).
ثانيا تفكيك تحالف دول العدوان، بحيث لم يبق سوى المحتل الأمريكي... وبعض المرتزقة وجوقة من العملاء..
ثالثا: تكبيد العدو الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.. في جنوده ومعداته وفي ميزانية الصرف للحرب، حيث بلغت 32 ألف قتيل (أمريكي) و224 ألف جريح...
وهذا حسب تقرير وزارة المحاربين القدامى الأمريكيين جويلية 2008.
والذي يذكر أيضا ان الخسارة في المال ثلاثة تريليون دولار أمريكي.
المقاومة نفذت 164 ألف عملية قتالية حسب تقرير مكتب المحاسبة الأمريكي (G.A.O).
كيف كان آخر لقاء مع صدّام والقيادة، قبيل الاحتلال وخلاله؟
بعد معارك «أم قصر» عند مواجهة الجيش العراقي للجيش الامريكي، من قبل «اللواء العراقي 45» و«الفرقة 51» في جيشنا الباسل، ومعارك نينوى، وبالذات معركة البعّاج، ومعارك التأميم (تأميم النفط) ومعارك «ذي قار» و«بابل» وبالذات، معركة الكفل، ومعركة مطار صدام التي دارت بين قوات الحرس الجمهوري والقوات الغازية، والتي قادها بشكل مباشر وشارك فيها الشهيد البطل صدام حسين، استطاعت القوات الغازية أن تقترب من حدود بغداد، التقى السيد الرئيس بنا، وبالرفاق، قادة بغداد للحزب (أمناء سر الفروع)، وبحضور الرفيق الشهيد طه ياسين رمضان... ورفيق عضو قيادة آخر... ووزير مدني (أحد الوزراء) وكان رحمه الله يتمتع برباطة جأش متينة وصلابة موقفه كانت واضحة... ومستوى شخصيته المعروفة لدى أبناء شعبنا العراقي العظيم... وصفاء ذهنه، وثقته العالية بنفسه وصراحته المعهودة حيث قال بإنجازه ولقائه هذا: «تعرفون أيها الرفاق الموقف العسكري وان العدو الامريكي الآن، يقوم بتطويق بغداد... ونحن تعاهدنا منذ أن انتمينا للبعث إننا ندافع ونقاتل ونضحّي من أجل شعبنا وكرامتنا ووطننا... وما علينا إلا أن نقاتل... كان ذلك اللقاء في احدى الدور السكنية الاعتيادية قريبا من أحد القصور الرئاسية المدمرة والمشتعلة فيها النيران عند الاجتماع، وكان سيادته يتحرك بسيارة عادية من «موديل» 1982، وهو يرتدي قيافته العسكرية، التي تعني الشرف العسكري... بعدها عندما حدثت الواقعة يوم التاسع من أفريل 2003 استمر بذات الثبات على الموقف وكان يتجوّل بين أبناء الشعب في منطقة الاعظمية يحيّيهم ويحتضن أحد أطفالها... وفي هذا المكان، تم قصفه من قبل الطائرات الامريكية، واحترقت البناية القريبة منه... بعدها توجّه نحو مدينة صدام، حيث استمر تجواله مرة أخرى الى بغداد. وظهر بأكثر من مكان، قائدا للمقاومة متسلحا بفكره وإرادته مرتديا ملابسه المدنية، وسالكا بعض الطرقات مشيا... وتحفّظ بهدف الوصول الى حيث يهدف في الاتصال والتوجيه.
أما رفاق أعضاء القيادة، فكان كل واحد منهم، يتحرك حيثما يتطلب الامر إلا أنه ومع الاسف، تمكن المحتل والعملاء، من إلقاء القبض على العديد منهم...
ومن منطلق تثبيت حقيقة لأحد الرفاق، بحكم الواجبات، وتوزيعها في المناطق، كان يجلس معنا، المناضل الدكتور سعدون حمادي (رئيس المجلس الوطني العراقي: البرلمان) وهو رئيس وزراء سابق ووزير خارجية قبلها، ومن مؤسسي حزب البعث في العراق، كان رحمه الله، شجاعا صبورا صبرا ثوريا... وقد لاحظنا عليه أنه لا يأكل، ولمدة ثلاثة أيام، سوى شرب الماء، ولا يجيب كعادته إلا من يسأله... فكلّفت بأن أوجه اليه سؤالا: سيادة الدكتور أيها المناضل العزيز، إن المحافظات قد احتُلّت، وها هو المحتل دخلت استطالاته العدوانية بعض مناطق بغداد، بغداد الثقافة والحضارة، كيف نقرأ ذلك؟ فكان جوابه رحمه الله، أن بغداد هي الاخرى كشقيقاتها بقية المحافظات سيتم احتلالها... وأن العدوان خطير والاحتلال أيضا خطير... والظلم الذي وقع للعراق خطير... ولكن بعد مضيّ فترة من الزمن... وقدّرها بسنة ونصف... سيظهر أن هناك من يتحدث بحقّنا وعدم مشروعية الاحتلال، أو أن أسباب الاحتلال واهية... وسينتصر الشعب بمقاومته.
وهذا هو الدليل على أن المقاومة، موضوع الاستيعاب والتطور الصحيح سيوصلنا الى الانتصار... وكما هو موجود في عقل الرفيق الشهيد صدام حسين... وعلى رأسهم المناضل المعتز بالله عزت ابراهيم الدوري، رفيق درب ذلك المناضل الذي استطاع أن يعتلي المجد مرة أخرى ليرسم لنا مشروعا جديدا متجددا... مشروعا وطنيا قوميا نهضويا... عندما فصل روحه عن جسده في صعود الى المشنقة وهو غير خائف بل كان شجاعا صلبا... يطرح درسا للشجاعة... بعقائديته المتينة صوب مجد العراق والأمة... وصوب المجد... وها هو الرفيق وريثه الشرعي في الثورات، ونائبه نضاليا ودستوريا، كما قلت، في تحمّل المسؤولية بقيادة فعل المقاومة... والذي لا خيار لنا غيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.