اصيب شاب في حادث مرور بعد هروبه من السجن فتقدم شقيقه في حقه بشكوى ضد إدارة مستشفى الأغالبة بالقيروان يتهمها فيها بالإهمال بدعوى إخراج المريض من غرفة الإنعاش ووضعه في غرفة الجراحة بالمستشفى مقيدا تحت الحراسة المشددة. وطالب الشاكي بحق شقيقه في العلاج. كما طالب الإدارة بتسليمه شقيقه لنقله الى مستشفى آخر او مصحة خاصة. وقال ان كون شقيقه سجينا فارا لا يحرمه من حقوقه في العلاج. وبينما اذنت النيابة العمومية بفتح بحث في الغرض تشير آخر المعلومات الى انه تقرر اول امس نقل السجين الى احد السجون رغم اعتراض اسرته. وحسب شكاية فتحي الظاهري، فان شقيقه وهو سجين هارب منذ 14 جانفي، تعرض الى حادث مرور يوم 13 ماي الجاري عندما انقلبت سيارته على مستوى منطقة المتبسطة (طريق القيروانتونس). وتولى اعوان الحماية المدنية نقله الى قسم الاغالبة للاسعاف والجراحة من اجل تقديم الإسعافات له فتم الاحتفاظ به على ذمة العلاج. وبين انه كان مرافقا لشقيقه منذ لحظة نقله الى المستشفى وقال انه عاين المعاملة التي تلقاها. مبينا ان الاطار الطبي تردد في احالته على غرفة الانعاش وهو في حالة اغماء بدعوى انه «يمثل» ويتمارض حسب ما رواه الشقيق مستنكرا هذا الوصف. واضاف انه لم يتم اجراء الفحوصات اللازمة ولم يتم اجراء الصور بالاشعة و«السكانار» الا عندما تدخل اشقاؤه ودفعوا معلوم «السكانار» وذلك بعد ساعات من مكوثه بالمستشفى دون تدخل طبي حسب زعمه. وبين ان تدخل الجهات الأمنية للاستفسار عن حالته دفع الأطباء الى إجراء فحوصات بينت ان المصاب يعاني من نزيف داخلي. فتم حينها وضعه داخل غرفة الانعاش عند منتصف الليل اي بعد ساعات من دخوله المستشفى. «اهمال ونقص» وبين فتحي الظاهري، انه بعد ايام من مكوث شقيقه بقسم الإنعاش وتحديدا يوم 23 ماي، تم اخراجه من القسم بدعوى انه لا يمكن تقديم علاج اضافي له رغم غيبوبته حسب قوله. وقال ان الطبيب قال له حرفيا حسب ما نقله انه لم يعد بالامكان اجراء فحوصات اضافية. واوضح أنه تم وضع شقيقه داخل غرفة بقسم الجراحة مقيدا محاطا بأقاربه الذين يقيمون معه من اجل العناية به وتغيير الحفاظات. كما رغب أقارب المتضرر في إخراجه من المستشفى ونقله الى مستشفى بجهة أخرى أو نقله الى المصحة وفق ذكر فتحي الظاهري غير ان إدارة المستشفى رفضت الطلب. المستشفى: «قمنا بالواجب» وقد تقدم أقارب المتضرر بشكوى الى وكيل الجمهورية من أجل التحقيق في الظروف التي شابت ظروف العلاج. وفي المقابل أكد إطار طبي بقسم الأغالبة ان المتضرر حظي بالعناية الطبية اللازمة مبينا انه تم التفطن الى النزيف الداخلي وتم إخضاعه للعلاج بقسم الإنعاش وأجريت له جميع الصور والفحوصات بالشكل المطلوب، مبينا ان حالته الخصوصية بصفته سجينا هاربا هي التي سببت الانقسام بين تسليمه الى الجهات المعنية وبين الابقاء عليه لمواصلة العلاج مضيفا ان المستشفى لم يدخر جهدا في العناية به بغض النظر عن وضعيته نافيا بذلك مزاعم اقارب المتضرر. ويذكر ان الحالة الصحية للمتضرر وفق تاكيد شقيقه تحسنت بشكل ملحوظ. وينتظر ان يتم فتح بحث امني واداري بناء على شكوى أقارب المتضرر فيما تم اول امس حسب آخر الاخبار احالة المريض على أحد السجون رغم اصرار اقاربه على مواصلة علاجه خارج السجن.