هو قيامه بالتهجد بالصلاة وذات الخشوع وذات الدعاء في هذه الليالي الشريفة. وقد حدث عليه السلام امته على هذه الصلاة فكانوا يتقربون بها تارة يصلونها وحدهم، وتارة يصلونها معه ص فتوفي وهم يصلون اوزاعا، يصلى في المسجد جماعة او ثلاث جماعات او اربع وقد صلى بهم ص في حياته ثلاث ليال متوالية جماعة يصلي بهم نصف الليل او ثلثه او نحو ذلك. لكنه وبعد ان رأى حرص الصحابة على قيام الليل معه ومداومته على ذلك وازدحام المسجد به خشي ان يفرض عليهم ذلك القيام والاجتماع فيعجزون فلا يحافظون ويستمرون عليه، وامرهم ان يصلوا فرادى في اماكنهم. ثم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جمعهم على هذه الصلاة التي تسمى صلاة التراويح فجمعهم عليها لما امن انها لن تفرض عليهم لأنه قد انقطع بوفاة النبي ص فأجمع المسلمون اهل السنة على هذا التهجد خلافا للرافضة وبقي كذلك الى هذا الزمان يصلون في مساجدهم جماعة عشرين ركعة او ثلاث عشرة او ستا وثلاثين، او احدى واربعين على حسب اجتهادات العلماء فرأى بعضهم ان يصلي احدى واربعين ركعة كما اثر ذلك عن مالك وغيره من الأئمة. ورأى آخرون ان يصلى سبعا وثلاثين في صلاة الوتر او تسعا وثلاثين وقالوا ان هذا يخفف على الناس، ويكون فيه قطع لليالي في الصلاة. ورأي آخرون ان يصلي ثلاثا وعشرين، وأختار ذلك اكثر العلماء كما حكاه الترمذي عن اكثر الأئمة ورأى آخرون ان يصلوا احدى عشرة او ثلاث عشرة ركعة، والكل جائز، ولكن لابد ان تكون الصلاة باطمئنان وخشوع، وبخضوع وحضور قلب، حتى تحصل الحكمة والفائدة التي لأجلها شرعت الصلاة. وقد اجاز العلماء هذه الزيادة واعتبروا ذلك بالجماعة فقالوا ان من صلى تسعا وثلاثين ركعة في ساعتين فيكون الاجر على قدر الزمان، لا على قدر العدد او كثرة الركعات.